بدأت مؤشرات التباطؤ بقطاع طاقة الرياح البرية في أميركا الجنوبية تلوح في الأفق، بعد سنوات من طفرة بالمشروعات والاستثمارات.
وتوقع تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، تباطؤ نمو طاقة الرياح البرية في المنطقة، لتصل السعة إلى 83 غيغاواط بحلول 2034، بمعدل نمو سنوي لا يتجاوز 6.5%.
وعلى الرغم من أن البرازيل وتشيلي والأرجنتين تمثل مجتمعة 84% من النمو المرتقب (أي نحو 39 غيغاواط)؛ فإن التحديات البنيوية والقيود المفروضة على شبكات النقل تهدد بمحو مكاسب السنوات الماضية.
واصلت طاقة الرياح، خلال العام الماضي، نموها على مستوى أميركا الوسطى والجنوبية؛ حيث ارتفع الإنتاج إلى 150.27 تيراواط/ساعة، مقارنة بـ134.07 تيراواط/ساعة خلال العام السابق له، ما يعادل نموًا سنويًا بنحو 12%.
وكذلك، ارتفعت القدرة المركبة لطاقة الرياح في المنطقة من 42.4 غيغاواط إلى 47.2 غيغاواط خلال المدة ذاتها، بمعدل نمو يتجاوز 11%.
تحديات طاقة الرياح البرية في أميركا الجنوبية
حدد التقرير الصادر عن شركة الأبحاث وود ماكنزي مجموعة من التحديات الإقليمية التي قد تعرقل نمو قطاع طاقة الرياح البرية في أميركا الجنوبية بحلول 2034، أبرزها:
- القيود في شبكات النقل؛ ما يخلق تحديات في دمج الطاقة المتجددة ويؤدي إلى ارتفاع معدلات تقليص الإنتاج.
- المنافسة الشرسة من الطاقة الشمسية تهدد بتباطؤ نمو طاقة الرياح البرية في أميركا الجنوبية.
- عدم استقرار السياسات الحكومية.
- الشركات التجارية والصناعية الكبرى تعزز نمو طاقة الرياح في الأسواق الكبرى من خلال اتفاقيات شراء الكهرباء، في حين أن الأسواق الأقل نموًا تعتمد على المناقصات الحكومية.
ومع ذلك، أشار التقرير إلى أن مستقبل طاقة الرياح في أميركا الجنوبية يسير نحو تعافٍ تدريجي على المدى الطويل، لكنه لن يستعيد الديناميكية التي اتسم بها في السنوات الماضية.
وسيتحتم على المنطقة حل مشكلات البنية التحتية والأطر التنظيمية لتحقيق الإمكانات الكاملة لطاقة الرياح.
ويوضح الرسم التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- توقعات سعة طاقة الرياح المضافة عالميًا بين عامي 2025 و2030:
طاقة الرياح في البرازيل وتشيلي
على صعيد الدول، سلّط التقرير الضوء على دور السوق الحرة في البرازيل لدعم طاقة الرياح، لكن النمو سيتباطأ مع انحسار طفرة الدعم الحكومي، وستعاني السوق اختلالات هيكلية وقيود الشبكة؛ ما يضعف التوقعات على المدى القريب.
وبحسب التقرير، لا يزال بإمكان طاقة الرياح تحقيق مكاسب من خلال توفير اتفاقيات شراء كهرباء مرنة تساعدها على منافسة الطاقة الشمسية.
وخلال العام الماضي، بلغ إنتاج البلاد من طاقة الرياح مستويات قياسية، ليسجل 108.49 تيراواط/ساعة، مقارنة بـ95.8 تيراواط/ساعة في 2023، مدعومًا بقدرة مركبة تجاوزت 32.9 غيغاواط، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
أما تشيلي؛ فقد بدأت جهود إزالة الكربون تكتسب زخمًا، مع مؤشرات تؤكد أن البلاد تسير نحو تحقيق أهدافها لعام 2030 قبل الموعد المحدد.
غير أن الطفرة في نشر الطاقة المتجددة تجاوزت قدرة الشبكة على الاستيعاب؛ ما خلق اختناقات تهدد وتيرة النمو على المدى المتوسط، لكن البلاد تعوّل على مشروعات التخزين وشبكات النقل خلال العقد المقبل لتجاوز ذلك.
وفي 2024، بلغ إنتاج طاقة الرياح في تشيلي نحو 10.51 تيراواط/ساعة، ارتفاعًا من 9.39 تيراواط/ساعة في 2023، كما وصلت القدرة المركبة إلى 4.8 غيغاواط.

طاقة الرياح في الأرجنتين وكولومبيا وبيرو
أما في الأرجنتين؛ فرغم التحديات الاقتصادية وتقلبات العملة؛ فإن البلاد تواصل التوسع في طاقة الرياح؛ إذ بلغ إنتاجها في 2024 قرابة 16.17 تيراواط/ساعة، مقارنة بـ14.48 تيراواط/ساعة في 2023، كما ارتفعت القدرة المركبة بنحو 17%، لتصل إلى 4.3 غيغاواط.
ويُعد برنامج "ماتر- MATER" ركيزة هذا النمو؛ حيث يتيح للشركات شراء الكهرباء عبر اتفاقيات مواتية، لكن ثمة مخاوف من تدهور قيمة العملة وتأثيره في استثمارات البنية التحتية لشبكة الكهرباء.
ورغم أن التوقعات تشير إلى انتعاش محتمل في كولومبيا بعد عام 2027؛ فإن الواقع الحالي يعكس تراجعًا في ظل تحديات تنظيمية وبنيوية، ولا سيما في إقليم لا غواخيرا حيث لم تُنفذ معظم القدرات الممنوحة.
وبحسب البيانات، انخفض إنتاج الرياح في كولومبيا من 0.20 تيراواط/ساعة في 2023 إلى 0.15 تيراواط/ساعة في 2024.
أما بيرو؛ فقد أدت التغيرات السياسية إلى تعثر المناقصات لعقد كامل، وأدى ذلك إلى اعتماد إضافات السعة على السوق الحرة، وتخلف البلاد عن تحقيق أهداف الطاقة المتجددة غير الكهرومائية.
ومع ذلك، نجحت الرياح في استقطاب كبار المشترين بفضل اتفاقيات ثنائية تضمن أسعارًا مستقرة مقابل ارتفاع التعرفات.
وخلال العام الماضي، ارتفع إنتاج طاقة الرياح في بيرو من 2.36 تيراواط/ساعة في 2023 إلى 3.91 تيراواط/ساعة في 2024.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..