
في خطوة تُعد الأضخم منذ بدء الانفتاح العربي على سوريا، أعلنت المملكة العربية السعودية عن توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع دمشق تتجاوز قيمتها 5 مليارات دولار، تشمل قطاعات حيوية واستراتيجية، في إطار منتدى الاستثمار السوري السعودي 2025 الذي عُقد في العاصمة السورية.


هذا التطور يُشكل دفعة قوية لمساعي دمشق للخروج من تبعات 14 عاماً من النزاع، ويؤكد عودة الحضور السعودي إلى الساحة السورية بقوة عبر بوابة الاستثمار والتنمية.
استثمارات سعودية ضخمة في قلب دمشق
شهد وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح، خلال زيارته إلى سوريا على رأس وفد يضم أكثر من 150 شخصية من ممثلي القطاعين العام والخاص، توقيع 38 اتفاقية ومذكرة تفاهم بقيمة إجمالية بلغت 19 مليار ريال سعودي (5.07 مليارات دولار).

وبحسب بيان صادر عن وزارة الاستثمار السعودية، فإن هذه الاستثمارات تغطي مجالات حيوية تشمل:
العقارات والبنية التحتية
الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات
النقل والخدمات اللوجستية
الصناعة والطاقة والسياحة
التجارة والاستثمار والرعاية الصحية
الموارد البشرية والخدمات المالية
إطلاق مشروع ضخم لصناعة الأسمنت في عدرا
ضمن سلسلة المشاريع المعلنة، أشارت وكالة الأنباء السورية (سانا) إلى انطلاق مشروع استثماري بارز يتمثل في مصنع فيحاء للإسمنت الأبيض بمدينة عدرا الصناعية بريف دمشق، وهو ما يمثل أولى ثمار التعاون الاستثماري السعودي السوري بعد القطيعة الطويلة.
دعم سياسي سعودي للحكومة السورية الجديدة
تأتي هذه الاستثمارات في وقت تشهد فيه العلاقات بين الرياض ودمشق تحولاً جذرياً، بعد أن كانت المملكة من أبرز الداعمين للمعارضة خلال السنوات الأولى من النزاع السوري.
ويُذكر أن السعودية دعمت الحكومة السورية الجديدة التي تولت السلطة بعد إطاحة نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي، إثر نزاع استمر 14 عاماً.
وكانت الرياض أول وجهة خارجية يزورها الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع في فبراير، مما يعكس التوجه السعودي الحازم لدعم الاستقرار في سوريا.
ترامب يرفع العقوبات والرياض تتعهد بالإعمار
في تطور سياسي واقتصادي متزامن، جمعت السعودية بين الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع ونظيره الأميركي دونالد ترامب خلال زيارة الأخير للرياض في مايو الماضي، حيث تعهد ترامب برفع العقوبات الأميركية عن سوريا، وهو ما تم رسمياً في 30 يونيو، فاتحاً الباب أمام تدفق الاستثمارات.
وخلال زيارة رسمية إلى دمشق أواخر مايو، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أن السعودية ستكون في طليعة الدول التي تدعم سوريا في جهود إعادة الإعمار والتعافي الاقتصادي.