
تتأهّب شحنات النفط الفنزويلي للتدفق مجددًا إلى الولايات المتحدة الأميركية فيما تنوي إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب منح الضوء الأخضر إلى شركة شيفرون لاستئناف عملياتها في البلد اللاتيني.

وتستعد الولايات المتحدة لمنح رخصةً جديدةً إلى شركاء رئيسون لشركة النفط الوطنية الفنزويلية بتروليوس دي فنزويلا (PDVSA)، في مقدمتهم شيفرون الأميركية، بما يسمح لهم بالعمل ومبادلة النفط وفق حدود داخل البلد العضو في منظمة أوبك، الخاضع لعقوبات، وفق مصادر مطلعة نقلت عنها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
وفي حال مُنِحت التراخيص المذكورة إلى شيفرون، وربما إلى شركاء أوروبيين لشركة بتروليوس دي فنزويلا، فإن هذا سيمثل تحولًا في السياسة من قِبل واشنطن التي طالما مارست إستراتيجيةً ضاغطةً على كاراكاس فيما يتعلق بصناعة الطاقة في البلاد هذا العام، بموجب عقوبات فرضتها عليها واشنطن، دخلت حيز التنفيذ منذ عام 2019.
وفي فبراير/شباط الماضي أعلن ترمب إلغاء عدد من تراخيص الطاقة في فنزويلا، بما في ذلك تراخيص شيفرون، مانحًا إياها مهلةً حتى أواخر مايو/أيار من العام ذاته لوقف جميع المعاملات في البلاد.
وبموجب هذه الخطوة أصبحت جميع العمليات في مشروعات النفط والغاز المشتركة مع شركة شيفرون وشركاء آخرين في أيدي "بي دي في إس إيه"؛ غير أن الشركات قد حصلت على رخصة بالحفاظ على حصصها وظل الإنتاج دون تغيير تقريبًا.
انفراجة وشبكة
انفراجة وشيكة تلوح في الأفق في تدفق النفط الفنزويلي على السوق الأميركية مجددًا مع تخطيط إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب منح رخصةً إلى شيفرون لنقل الشحنات من مشروعها المشترك مع "بتروليوس دي فنزويلا" ، وفق ما صرحت به مصادر مطلعة إلى أرغوس.
ومن شأن الخطوة أن تساعد في ضخ الدولارات الأميركية إلى الاقتصاد الفنزويلي الذي يواجه رياحًا معاكسة شديدة.
وتأتي تلك الخطوة في أعقاب عملية تبادل للسجناء بين الولايات المتحدة الأميركية وفنزويلا في أواخر الأسبوع الماضي.
وكانت إدارة ترمب قد سحبت رخصة شيفرون بنقل الخام الفنزويلي بدءً من 27 مايو/أيار الماضي.
غير أن إدارة ترمب تخطط حاليًا لإصدار ترخيصًا خاصًا إلى شيفرون بالشروط السابقة نفسها؛ ما يعني أن شركة الطاقة الأميركية يمكنها أن تأخذ حصتها من إنتاج المشروع المشترك في فنزويلا، وجلبها إلى الولايات المتحدة، بحسب ما أكده مصدر في صناعة الطاقة الأميركية.

احتفال مادورو
في 24 يوليو/تموز الجاري احتفل الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بتجديد رخصة شيفرون في فاعلية متلفزة، قائلًا: "لقد أسسنا فعليًا مجموعات عمل لصالح شيفرون لإعادة دمجها في مهامها".
ويأتي تجديد ترخيص شيفرون في الوقت الذي تشهد فيه فنزويلا انخفاضًا في المكثفات اللازمة لتطوير خام أورينوكو (Orinoco) الثقيل.
ولم تعُد إمدادات المكثفات المتاحة لدى "بتروليوس دي فنزويلا" تكفي سوى لنحو 60 يومًا، وفق ما كشفته مصادر لموقع أرغوس.
وقالت شيفرون إنها "تباشر عملياتها عالميًا وفقً للقوانين واللوائح المعمول بها في هذا الخصوص إلى جانب أُطر العقوبات التي وضعتها حكومة الولايات المتحدة الأميركية، بما في ذلك العقوبات المطبقة في فنزويلا".

شيفرون في فنزويلا
تُعد شيفرون الشركة الأميركية الوحيدة التي مُنِحت الضوء الأخضر لمواصلة عملياتها في فنزويلا بعد تشديد القواعد هناك على يد الرئيس الراحل هوجو تشافيز، وتستحوذ على أكثر من رُبْع إنتاج النفط في البلد اللاتيني.
ولطالما حذرت الشركة من أن تخارجها من فنزويلا لن يخدم سوى الصين، وهي إحدى أهم حلفاء الرئيس مادورو.
وبلغ إجمالي إنتاج شيفرون من النفط المُستخرَج عبر مشروعات مشتركة مع "بتروليوس دي فنزويلا"، أكثر من 240 ألف برميل يوميًا بدءً من 27 مايو/أيار الماضي؛ ما يمثل نحو 25% من إنتاج الخام في فنزويلا.
وتتجاوز واردات الولايات المتحدة من النفط الفنزويلي 250 ألف برميل يوميًا، يُوجه معظمها إلى مصافي التكرير المنتشرة على ساحل الخليج الأميركي.
النفط الفنزويلي والصين
استوردت الصين قرابة 530 ألف برميل يوميًا من النفط الفنزويلي في شهر يونيو/حزيران الماضي، صعودًا من 390 ألف برميل يوميًا في شهر مايو/أيار الماضي، وفق أرقام أرغوس، طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتصل شحنات النفط الفنزويلي تلك إلى الصين بالمخالفة للعقوبات الأميركية، عبر شبكة من الوسطاء المنخرطين في عمليات نقل الخام غير الشرعية من سفينة إلى أخرى.
ولن يستطيع المشترون في الصين الوصول إلى شحنات الخام الفنزويلي المنقول بوساطة شيفرون إذا استعادت قدرتها على استغلال الإنتاج من مشروعها المشترك في فنزويلا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
1. النفط الفنزويلي وعمليات شركة شيفرون في البلد اللاتيني من أرغوس.