أخبار عاجلة

تصاعد العنف شرقي الكونغو الديمقراطية يفتح الباب أمام تمدد "داعش"

تصاعد العنف شرقي الكونغو الديمقراطية يفتح الباب أمام تمدد "داعش"
تصاعد العنف شرقي الكونغو الديمقراطية يفتح الباب أمام تمدد "داعش"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في قلب واحدة من أكثر بؤر النزاع تعقيداً في العالم، تستمر شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية في الانزلاق نحو مزيد من الفوضى، وسط نشاط لأكثر من مئة جماعة مسلحة، أبرزها حركة 23 مارس وتنظيم داعش في وسط أفريقيا.

وقد شهدت المنطقة في الأشهر الأخيرة موجة غير مسبوقة من العنف، بدأت مع هجوم واسع شنته حركة 23 مارس في أواخر يناير الماضي، وتسبب بتصعيد دموي لافت على مستوى العمليات العسكرية والنزوح الجماعي.

زحف "حركة 23 مارس" يشتت جهود الجيش

واصلت الحركة المسلحة تقدمها باتجاه مدينة غوما، عاصمة إقليم شمال كيفو، من الشمال والجنوب، ما دفع الجيش الكونغولي إلى تركيز جهوده العسكرية على صدها، مدعوماً بميليشيات محلية متحالفة.

ويبدو أن هذا الانشغال قد وفر فرصة ثمينة لفرع تنظيم "داعش" في المنطقة لتوسيع نشاطه، مستغلاً التشتت العسكري ومحدودية الموارد الأمنية.

وفي هذا السياق، قال لاد سروات، المحلل لدى "مشروع بيانات مواقع النزاعات المسلحة وأحداثها":  "حتى وفقاً لأكثر التقديرات تحفظاً، فإن الربع الأول من عام 2025 هو الأكثر دموية منذ عام 2002، حين كانت البلاد ترزح تحت نيران حرب الكونغو الثانية". 

تلاقي جغرافي بين قوتين عنيفتين

رغم أن حركة 23 مارس وتنظيم "تحالف القوى الديمقراطية" (الذي بايع داعش عام 2019 بقيادة موسى بالوكو) ينشطان منذ زمن طويل في محافظة شمال كيفو، فإن أعمالهما المسلحة كانت تتم سابقاً في مناطق متباعدة.

لكن تقارب نطاق عملياتهما الجغرافية مؤخرًا زاد من تعقيد الوضع الأمني، حيث يقول سروات: "اندماج مساحات العنف بين الجماعتين وفر بيئة خصبة لانعدام الأمن، وأدى إلى نتائج كارثية على المدنيين والجيش على حد سواء."

شائعات عن تنسيق غير معلن

تقرير صادر عن فريق خبراء الأمم المتحدة في يناير 2025 أشار إلى تزايد الشائعات بشأن اتصالات بين حركة 23 مارس وداعش وسط إفريقيا، خاصة مع زحف الأولى نحو مناطق عمليات الأخيرة في لوبيرو في فبراير.

وجاء في التقرير:

"تؤكد مصادر متعددة أن الحركة حاولت التوصل إلى اتفاق لعدم الاعتداء مع داعش، يشمل ممرات آمنة لتجنيد المقاتلين وتسهيل عبورهم من إقليم إيتوري، لكنها قوبلت برفض قاطع من بالوكو، الذي أعلن عدم ثقته بالحركة وأكد نيته الاستمرار في استهداف المدنيين، بوصفهم (كفاراً)."

آلاف القتلى والنازحين في ثلاثة أشهر

وفقاً لمشروع بيانات النزاعات، فإن العمليات المتزامنة بين الطرفين في شمال كيفو خلال الربع الأول من 2025 تسببت في مقتل أكثر من 1,600 شخص، فضلاً عن تهجير الآلاف من المدنيين.
ويحذر سروات من أن استمرار هذه العمليات المتوازية يمثل عبئاً هائلاً على القوات المسلحة الكونغولية، التي تجد نفسها مجبرة على خوض حرب مزدوجة ضد جماعتين متطرفتين في وقت واحد.

ويضيف:"بينما ينشغل الجيش بالتصدي لهجمات حركة 23 مارس، تستغل داعش تلك الثغرات لاستهداف السكان المدنيين، في هجمات دموية مكثفة."

تدخل أوغندي واسع ومخاوف من تحالفات جديدة

في محاولة لاحتواء الموقف، نشرت أوغندا في فبراير ألف جندي إضافي ضمن "عملية شجاع"، ليصل إجمالي عدد قواتها في المنطقة إلى 5,000 جندي.
ومنذ إطلاق العملية المشتركة مع الجيش الكونغولي عام 2021، تركزت العمليات العسكرية ضد داعش في شمال كيفو وإيتوري، وهما من أكثر الأقاليم توتراً.

وفي مارس، زعمت المخابرات العسكرية الأوغندية أن داعش وسط إفريقيا أقام تحالفاً جديداً مع فصيل مسلح يُعرف باسم "تعاونية تنمية الكونغو" المنبثق من ميليشيات "الليندو"، ما يزيد من تعقيد المشهد.

ويقول أحد شيوخ المنطقة، تيو أوبانغي موسى، في تصريح لموقع "كونغو كوتيديان":

"داعش لم يعد يعمل بمفرده، بل بات مدعوماً بجماعات مسلحة أخرى تنشط في الظل، وتستخدم نفس أساليبه في العنف والترهيب."

تحذيرات استخباراتية من تصاعد هجمات داعش

في تقرير صادر عن مؤسسة "دراغون فلاي" الأمنية، حذر جهاز الاستخبارات من أن داعش يستغل تركيز الدولة على قتال حركة 23 مارس، ليعيد تنظيم صفوفه ويكثف هجماته.

وجاء في التقرير:

"تشير كثافة العمليات الأخيرة إلى أن التنظيم بات يتحرك بحرية أكبر منذ أن سحب الجيش بعض موارده من مناطق وجوده."

وهو ما أكده سروات، محذراً من أن النصف الأخير من عام 2025 قد يشهد تصعيداً أكثر خطورة، خاصة في ظل ما وصفه بـ"انهيار السلطة المحلية" في بعض المناطق.

ويقول في هذا الصدد:

"رغم تراجع حدة تمرد حركة 23 مارس، فإن الفراغ الأمني الناتج عن ذلك فتح الباب أمام داعش لترسيخ وجوده، ما ينذر بكارثة إنسانية وشيكة على السكان المدنيين."

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق رابط استعلام مخالفات المرور برقم السيارة 2025.. اعرف مخالفتك الآن
التالى "أحمد حسنين" يحتفل بخطبته في أجواء عائلية على فتاة من خارج الوسط الفني(صور)