يرى أمين عام منتدى الطاقة الدولي جاسم الشيراوي أن فقر الطاقة، الذي تعاني منه الدول النامية وبعض الدول المتقدمة، يحتاج إلى تنويع المصادر، والاعتماد عليها جميعًا.
جاء ذلك في حوار أجراه موقع "إنرجي كونكتس" مع المهندس البحريني الذي تولّى هذا المنصب مطلع العام الجاري (2025)، حيث سلّط الضوء على فقر الطاقة في دول الجنوب خاصة، وبعض الدول المتقدمة الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي.
وتنقل منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) رؤية أمين عام منتدى الطاقة الدولي، الذي يمتلك خبرة كبيرة عمرها 40 عامًا في مجال النفط والغاز والطاقة عمومًا، ساعدت في انتخابه لهذا المنصب العام الماضي 2024.
وقال، إن أزمة فقر الطاقة عالمية، إذ إن هناك 700 مليون شخص حتى الآن ما يزالون محرومين من الكهرباء، و2.3 مليار شخص يعتمدون على طاقة الكتلة الحيوية التقليدية في الطهي؛ ما يؤدي إلى انخفاض الإنتاج وتراجع الصحة وقلة الفرص المتاحة، والنصيب الأكبر من حمولة هذه الأعباء يكون على النساء والأطفال.
منتدى الطاقة الدولي يتعاون مع المنظمات لمساعدة الدول
قال أمين عام منتدى الطاقة الدولي جاسم الشيراوي، إن أزمة فقر الطاقة لا تضرب في الدول النامية فقط، "حتى شعوب دول التعاون الاقتصادي تواجه أزمة ارتفاع التكلفة ومخاطر الإمدادات".
وأشار إلى أن حدة أزمة فقر الطاقة الأشد في أفريقيا، ومع توقعات بزيادة الطلب على الطاقة إلى الضعف في 2050، ما تزال الدول فيها لا تمتلك سياسات داعمة أو تمويلًا، لذلك من المتوقع أن يظل نصيب الفرد من الكهرباء أقل من المعدل العالمي.
وأضاف أن أزمة فقر الطاقة تبلغ ذروتها في أفريقيا، وستزيد حدّتها في ضوء توقعات بارتفاع الطلب على الطاقة إلى الضعف في 2050 في دول القارة.
كما أن دول أفريقيا لا تمتلك -حتى الآن- سياسات داعمة أو تمويلًا، لذلك من المتوقع أن يظل نصيب الفرد الأفريقي من الكهرباء أقل من المعدل العالمي.
وتحتاج دول الجنوب والدول النامية عامة إلى توفير طاقة رخيصة وموثوقة، إضافة إلى أنظمة قادرة على الصمود، بمعنى أنها تضم مزيجًا من الطاقة المتجددة والتقليدية، وفق أمين عام منتدى الطاقة الدولي.
ويرى الشيراوي أن الحلول المطروحة يجب أن تتلاءم مع السياقات الوطنية والواقع المحلي، وأنه على الدول المتقدمة أن تبذل مزيدًا من الجهود لتوفير سياسات داعمة وتمويل، "ونحن في منتدى الطاقة الدولي، نعمل بالتعاون مع منظمات حول العالم لمساعدة الدول في تحقيق هذه الأهداف".
ويمثّل المنتدى منصة حكومية للمنتجين والمستهلكين، وتركّز مهمته على دعم الحوار، وشفافية البيانات، ودعم أمن الطاقة، وتحقيق تحوّل منظم وعادل ومتوازن للطاقة، وفق الشيراوي.
تحول الطاقة
يرى أمين عام منتدى الطاقة الدولي جاسم الشيراوي أنه لتحقيق تحول الطاقة دون المساس بأمن الطاقة يجب تنويع المصادر والاعتماد عليها جميعًا.
وقال: "لا يختلف الوضع بالنسبة للدول عن الشركات في الحاجة إلى الاستفادة من كل مصادر الطاقة والتقنيات المتوافرة، خاصة أن احتياجات العالم للطاقة تتزايد بسبب النمو السكاني والنشاط الصناعي والتحول الحضري والرقمنة والذكاء الاصطناعي".
وأضاف الشيراوي: "لتلبية هذا الطلب المتزايد، يجب علينا العمل بكل المصادر المتوافرة في الوقت الذي نعمل فيه على تحقيق الحياد الكربوني".
وفي مجال إنتاج النفط والغاز، يجب نشر تقنيات تسمح بالإنتاج والاستهلاك بأقل ضرر بيئي؛ ما يصب في صالح تلبية الطلب ومساعي تحقيق الأهداف المناخية في الوقت نفسه.

يُذكر أن الشيراوي كان عضوًا في المجلس التنفيذي لمنتدى الطاقة الدولي (IEF) خلال المدة من 2014 حتى 2021، وعضوًا في مجموعة الدعم الدولية التابعة للمنتدى، وممثلًا للهيئة الوطنية للنفط والغاز البحرينية منذ عام 2008.
وتحتضن السعودية منتدى الطاقة الدولي، ويضمّ 73 دولة ومنظمات عالمية، مثل أوبك ووكالة الطاقة الدولية، ليكون أكبر تجمُّع لوزراء الطاقة عالميًا؛ بهدف تقوية الحوار والتعاون بين الدول المنتجة والمستهلكة، والمنظمات الدولية المرتبطة بالموضوع .
ويضم منتدى الطاقة الدولي 30 مندوبًا من أكبر الدول المنتجة والمستهلكة للنفط والغاز، منها 22 عضوًا بصورة دائمة، ويصنّف 11 منهم بأنهم من أكبر منتجي النفط والغاز، و11 من أكبر الدول المستهلكة للنفط والغاز، بينما يتناوب باقي الأعضاء على الكراسي الـ8 المتبقية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
الأمين العام لمنتدى الطاقة الدولي يدعو إلى التحول الشامل لمكافحة فقر الطاقة، من إنرجي كونكتس