شهدت الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية والقائمة بأعمال وزيرة البيئة، وعلاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، واللواء محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد، صباح اليوم السبت 20 سبتمبر 2025، توقيع بروتوكول تعاون لإنشاء أول مركز متكامل لإنتاج الحرير الطبيعي على مساحة 250 فدانًا بمدينة الخارجة، ليكون نواة مشروع قومي لـتوطين صناعة الحرير في مصر وتعميم التجربة لاحقًا بالمحافظات.
ووقّع البروتوكول الدكتور هشام الهلباوي مساعد وزيرة التنمية المحلية للمشروعات القومية، والدكتور عادل عبد العظيم رئيس مركز البحوث الزراعية، والعقيد إيهاب نافع سكرتير عام مساعد المحافظة، بحضور قيادات من الوزارتين وممثلين عن برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر.
توطين صناعة الحرير.. هدف استراتيجي
أكّدت وزيرة التنمية المحلية أنّ المشروع يأتي تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية بـتوطين صناعة الحرير، موضحة أنّ خطة تنفيذية جرى إعدادها بالتنسيق مع وزارة الزراعة والجهات المعنية وعرضها على رئيس مجلس الوزراء، مع التوجيه بالبدء الفوري في إنشاء المركز المتكامل بالخارجة كنموذج قابل للتكرار. وشدّدت على أنّ الحرير الطبيعي صناعة ذات قيمة مضافة عالية تسهم في فرص عمل مستدامة، وتمكين المرأة، وتقليل فاتورة الاستيراد عبر إنتاج محلي منافس.
جدوى اقتصادية وفرص عمل مباشرة
أشارت الوزيرة إلى أنّ الطاقة الإنتاجية المستهدفة للمركز تصل إلى 25 طنًا من الحرير الطبيعي خلال 4 سنوات، بما يخلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة في سلسلة القيمة من زراعة التوت وتربية دودة القز إلى الغزل والنسيج والحرف التراثية. وأوضح وزير الزراعة أنّ الوزارة ستوفّر الدعم الفني والإرشادي لضمان نجاح التجربة في الوادي الجديد وتعميمها، بما يدعم الاقتصاد الوطني ويرفع دخول المزارعين والعاملين بالقطاع.
دعم محلي وتيسيرات للتنفيذ السريع
أكد محافظ الوادي الجديد أنّ البروتوكول يترجم توجه الدولة نحو إنشاء مركز متكامل يتضمن مراحل الإنتاج كافة، مشيرًا إلى أنّ المحافظة ستقدّم تيسيرات لوجستية للأراضي والبنية الأساسية والتدريب، بما يسرّع التنفيذ ويعزز القيمة المضافة. وشدّد على أنّ المشروع سيوفّر فرص عمل وتدريبات لأبناء المحافظة، ويعظّم الاستفادة من المقومات المناخية والمساحات المتاحة.
نموذج قابل للتكرار.. من الخارجة إلى باقي المحافظات
لفت وزير الزراعة إلى أنّ الوادي الجديد مرشح ليكون نموذجًا لتعميم التجربة في محافظات أخرى، مع ربط المركز المتكامل بسلاسل توريد وخطط تسويق وحاضنات للمشروعات الصغيرة. ويأتي ذلك متسقًا مع برامج التنمية المحلية بصعيد مصر التي تدعم تمكين الاقتصاد المحلي وتعزيز تنافسية القطاعات الواعدة. .
الحرير في مصر من الفراعنة إلى محمد علي وعودة الاهتمام
تُظهر الشواهد الأثرية اكتشاف بقايا حرير صيني في مواقع مصرية قديمة، ما يعكس صِلات مصر التاريخية بشبكة طريق الحرير وتجارة المنسوجات الفاخرة، ودور فسطاط القاهرة كمحطة حضارية على طرق التجارة بين الشرق والغرب.
وخلال القرن التاسع عشر، أمر محمد علي باشا بزراعة ملايين من أشجار التوت لتوسيع تربية دودة القز، قبل أن تتعرض الصناعة لفترات صعود وهبوط تبعًا للظروف الاقتصادية والاجتماعية.
وخلال السنوات الأخيرة، عاودت الحكومة المصرية الدفع باتجاه توطين صناعة الحرير عبر مشروعات تجريبية ومجمعات إنتاج في صعيد مصر، شملت وضع حجر أساس لمصنع حرير وتربية دودة القز في قنا خلال سبتمبر 2025، ومراجعة خطط للتوسّع في مراكز الإنتاج والحقول الشجرية.
كما برزت نماذج للتنمية المستدامة تربط مزارع التوت بالطاقة المتجددة وإعادة استخدام المياه، وتُظهر قدرة القطاع على خلق فرص عمل كثيفة الانخراط للنساء، مع تجارب ميدانية ودرسات اقتصادية داخل الوادي الجديد نفسه تدعم جدوى المشروع اجتماعيًا واقتصاديًا.
