تشغل أزمة نقص الأدوية وارتفاع أسعارها بال المواطنين، خاصة وأنها قد تتحول من مجرد مشكلة اقتصادية إلى "مسألة حياة أو موت" للمرضى، ناقش خبراء ومتخصصون الأسباب الجذرية لهذه الأزمة والحلول المقترحة وقدما رؤى معمقة حول المشكلة من جوانبها المختلفة.
أسباب نقص الأدوية
أكد الدكتور علي عوف أن الأزمة الحالية، رغم التحسن النسبي مقارنة بالعام الماضي، تكمن في نقص بعض الأصناف المستوردة التي ليس لها بدائل كافية، مثل أدوية الأورام وأمراض القلب وانتقد الدكتور عوف هيئة الدواء المصرية، مشيرًا إلى عدم فعاليتها في إدارة نواقص الأدوية وعدم عدالة التسعير.
وأوضح أن الهيئة لا تأخذ في الاعتبار الزيادة في تكاليف الإنتاج مثل الكهرباء والماء وأجور العمالة، مما يضع الشركات المنتجة في موقف صعب ويجعلها تتكبد خسائر.
من جانبه ، ألقى الدكتور محفوظ رمزي الضوء على جانب آخر من المشكلة، وهو وجود "نقص كاذب" في بعض الأدوية، فبعض الأدوية تكون متوفرة لكنها لا تصل إلى الصيدليات، بل يتم تسريبها إلى "تجار الشنطة" الذين يستغلون حاجة المرضى ويبيعونها بأسعار مضاعفة، خاصة أدوية الخصوبة التي يتم تداول 90% منها خارج الإطار القانوني للصيدليات، ورغم التحسن الملحوظ في توفر الأدوية مقارنة بالعام الماضي، إلا أن المشكلة الأساسية تظل في سلاسل الإمداد وممارسات هؤلاء التجار.
لحل هذه الأزمة.. قدم الخبراء عدة حلول
ـ تعديل التسعير
طالب الدكتور علي عوف هيئة الدواء إما بتحريك أسعار الأدوية بنسب طفيفة بشكل دوري، أو تقليل الرسوم الباهظة التي تفرضها على الشركات، وأوضح أن الهيئة تفرض رسومًا تصل إلى 500% عن السابق، مما يرفع تكلفة الإنتاج ويُحمل في النهاية على المريض.
ـ تتبع الأدوية
اقترح الدكتور محفوظ رمزي تطبيق نظام التتبع اليومي والدقيق لسلاسل إمداد الدواء من المصنع إلى الصيدلية، لمنع تسربها إلى السوق السوداء و"تجار الشنطة".
ـ دعم الصناعة الوطنية
أكد الخبراء على ضرورة دعم الصناعة المحلية وتشجيع الشركات الوطنية على إنتاج بدائل للأدوية المستوردة، فدعم هذه الشركات مادياً ومعنوياً يمكن أن يقلل من الاعتماد على الأدوية الأجنبية ويضمن توفرها في أوقات الأزمات.
شدد المتحدثون على أن حل الأزمة يتطلب تضافر جهود جميع الجهات المعنية لوضع خطط بديلة ومستدامة تضمن توفر الأدوية الحيوية للمواطنين بأسعار عادلة، مع التصدي بحزم للممارسات الاحتكارية والتلاعب بالأسعار.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.