من المقرر أن يشهد أسبوع الطاقة الأفريقي 2025، الذي سيُعقد في كيب تاون بجنوب أفريقيا، مشاركة بارزة من أمين عام أوبك هيثم الغيص، الذي سيطرح رؤيته حول دور القارة المتنامي في مشهد الطاقة العالمي.
وبحسب بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن الغيص سيشارك في مناقشات محورية تستعرض مكانة أفريقيا بتأمين إمدادات الطاقة العالمية، وأهمية تعزيز الاستثمارات في قطاعات النفط والغاز والبنية التحتية الطاقية.
ويُنظر إلى مشاركة أمين عام أوبك على أنها رسالة إستراتيجية تسلّط الضوء على التزام المنظمة بدعم أفريقيا، ليس عبر الاستثمارات المباشرة فحسب، بل من خلال شراكات طويلة الأمد تسهم في النمو الاقتصادي وتعزيز أمن الطاقة في القارة.
وتأتي هذه المشاركة استمرارًا لجهود أوبك الرامية إلى دمج أفريقيا بشكل أكبر في صناعة الطاقة العالمية، بما يعكس اعترافًا واضحًا بالإمكانات الضخمة التي تمتلكها القارة، وبدورها المحوري في مستقبل النفط والغاز.
أفريقيا في قلب إستراتيجية أوبك
أكد أمين عام أوبك هيثم الغيص في أكثر من مناسبة أن أفريقيا تمتلك إمكانات هائلة غير مستغَلة بعد، إذ تشير التقديرات إلى وجود نحو 120 مليار برميل من الاحتياطيات النفطية، ما يجعلها أحد أهم محاور النمو المستقبلي للطاقة.
وخلال قمة الطاقة الدولية في نيجيريا، التي عُقِدت في شهر فبراير/شباط 2025، شدّد الغيص على أن أفريقيا تمثّل أولوية قصوى للمنظمة، وأن دعم استكشاف وإنتاج النفط بالقارة يشكّل ركيزة أساسية لضمان توازن أسواق الطاقة العالمية.
يرى أمين عام أوبك أن إشراك أفريقيا في مزيج الطاقة العالمي ليس مجرد خيار اقتصادي، بل ضرورة إستراتيجية لتحقيق أمن الطاقة العالمي وضمان تلبية احتياجات الأسواق على المدى الطويل.
وتُبرِز هذه الرؤية التزام الأمين العام بالعمل مع الحكومات والشركات لتعزيز الاستثمارات في البنية التحتية، بما يتيح للقارة التحول إلى لاعب رئيس في منظومة الطاقة العالمية.
ويتّسق هذا التوجه مع إستراتيجية أوبك الأشمل التي تهدف إلى تحقيق مزيج طاقي متوازن، وتقديم حلول تراعي الاستدامة وتدعم التحول التدريجي نحو اقتصاد منخفض الكربون، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
شراكات جديدة وفرص واعدة
شهدت المرحلة الأخيرة انفتاح أوبك على دول ناشئة في قطاع النفط، وفي مقدّمتها ناميبيا، التي اكتشفت حقولًا بحرية ضخمة وتستعد لبدء الإنتاج بحلول العقد المقبل، وسط دعم كامل من أمين عام أوبك هيثم الغيص.
وقال الغيص -في تصريحات له-، إن المنظمة مستعدة لتقديم الدعم الفني والاستثماري لناميبيا، موضحًا أن تعزيز الشراكات مع هذه الدول يعكس إدراك أوبك أهمية تنويع مصادر الطاقة وتأمين احتياجات السوق المستقبلية.
كما أوضح أن شراكات المنظمة مع أفريقيا لا تقتصر على التمويل، بل تشمل تطوير الكفاءات المحلية، ودعم مبادرات التدريب ونقل التكنولوجيا، لضمان تحقيق منافع اقتصادية مستدامة للشعوب الأفريقية.
ويتجسّد ذلك في خطة أسبوع الطاقة الأفريقي 2025، إذ ستشارك أوبك في جلسة "آفاق النفط العالمية" والموائد المستديرة مع الحكومات، لتقديم رؤى حول الاستثمار وفرص النمو في القارة، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة.
وتؤكد مشاركة أمين عام أوبك في الجلسة أن دور المنظمة يتضمن العمل على بناء جسور التعاون مع شركاء عالميين وإقليميين، بما يرسّخ مكانة أفريقيا في خارطة الطاقة المستقبلية.
يشار إلى أن أسبوع الطاقة الأفريقي 2025 (AEW) يمثّل إحدى أهم منصات الاستثمار في الطاقات الأفريقية، وهو المفضل لدى مشغّلي المشروعات والمموّلين ومزوّدي التكنولوجيا والحكومات، كما أنه يعدّ الوجهة الرسمية لتوقيع الصفقات بقطاع الطاقة في القارة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..
