شهدت أسواق المعادن العالمية اليوم الاثنين، ارتفاعًا جديدًا في أسعار الذهب، حيث واصل المعدن النفيس مكاسبه التاريخية، مسجلاً مستوى غير مسبوق عند 3718.56 دولارًا للأونصة في تعاملات التسليم الفوري، بزيادة تقارب 1% عن الجلسة السابقة.
ويأتي هذا الصعود في ظل استمرار الضغوط التضخمية العالمية وتراجع ثقة المستثمرين في الأدوات التقليدية مثل السندات والدولار الأمريكي، ما عزز من جاذبية الذهب كملاذ آمن للتحوط من تقلبات الأسواق. كما ساهمت التوترات الجيوسياسية وتوقعات المزيد من خفض أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية الكبرى في تعزيز الطلب الاستثماري على المعدن الأصفر.
وأكد خبراء أن هذه القفزات المتتالية في أسعار الذهب تعكس تحركات ملحوظة من قبل الصناديق الاستثمارية والبنوك المركزية، التي كثفت مشترياتها خلال الفترة الأخيرة. وأشار المحللون إلى أن الأسواق تتفاعل بقوة مع احتمالات تباطؤ النمو في الاقتصادات الكبرى، خصوصًا في الولايات المتحدة وأوروبا، مما يدفع المستثمرين إلى البحث عن أصول أكثر أمانًا.
وتوقع محللون أن يواصل الذهب مساره الصعودي على المدى القصير، خاصة إذا استمر الدولار في التراجع أمام سلة العملات الرئيسية، مع بقاء معدلات الفائدة عند مستويات منخفضة، وهو ما يعزز شهية المستثمرين لزيادة حيازاتهم من المعدن النفيس.
يُذكر أن أسعار الذهب كانت قد حققت ارتفاعات قياسية منذ بداية عام 2025، مدفوعة بعوامل عدة، أبرزها تزايد الطلب من الأسواق الناشئة، وارتفاع مشتريات البنوك المركزية العالمية في إطار سياسات تنويع الاحتياطيات وتقليل الاعتماد على الدولار، بالإضافة إلى استمرار الاضطرابات في سلاسل الإمداد العالمية.
ويرى محللون أن تجاوز الذهب لمستوى 3700 دولار للأونصة يعد إشارة قوية على استمرار الاتجاه الصعودي، خاصة مع تزايد المخاوف من عجز الحكومات عن احتواء معدلات التضخم، بجانب احتمالات حدوث تقلبات أوسع في أسواق الأسهم والعملات خلال الأشهر المقبلة.
ومن المرجح أن تؤثر هذه المستويات القياسية على الأسواق المحلية، حيث قد تشهد أسعار الذهب في مصر وبقية الأسواق الإقليمية مزيدًا من الارتفاع، ما يزيد الضغوط على المستهلكين المقبلين على شراء الذهب بغرض الادخار أو المناسبات الاجتماعية مثل الزواج.
ويشير خبراء إلى أن استمرار صعود الذهب قد يعزز مكانته كأصل استراتيجي طويل الأجل، مؤكدين أن التحركات الحالية ليست مجرد موجة مضاربية عابرة، وإنما انعكاس لاتجاه عالمي أعمق لإعادة تقييم موازين الاستثمار في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
