في حدث إطلاق هاتف iPhone 17 الأخير، لم يكن الهاتف هو محور الاهتمام الوحيد، بل سرقت سماعات AirPods Pro 3 الجديدة جزءاً كبيراً من الأضواء.
فقد قدمت آبل جيلاً محسناً من سماعاتها اللاسلكية، مع تقنيات متقدمة لإلغاء الضوضاء وأطراف أذن مصنوعة من الإسفنج لراحة أكبر، لكن ما لفت الأنظار حقاً كان المزيج من الميزات الصحية والذكية التي تجعل هذه السماعات أقرب إلى جهاز قابل للارتداء بشكل يومي، لا مجرد ملحق صوتي.
اعتادت آبل على تطوير قدرات سماعاتها في مجال الصوت، لكن AirPods Pro 3 تضيف بعداً جديداً للتجربة. فالميزات التي بدأت مع خاصية "الوعي بالحديث"، التي تُخفّض مستوى الصوت تلقائياً عند بدء المستخدم بالكلام، تتوسع اليوم لتجعل ارتداء السماعات في الأماكن العامة أو أثناء التفاعل مع الآخرين أمراً طبيعياً أكثر من أي وقت مضى.
التوجه الجديد يكرس فكرة أن AirPods ليست مجرد وسيلة للاستماع للموسيقى أو استقبال المكالمات، بل وسيلة مساعدة في التواصل والتفاعل دون الحاجة إلى خلعها.
من أبرز الإضافات التي ميزت سماعات الجيل الجديد قدرة آبل على دمج مراقبة صحة السمع مع مزايا حماية المستخدم في البيئات الصاخبة.
وقدمت الشركة هذه الخاصية لأول مرة في 2024، لكنها الآن توسعت لتشمل وظائف أعمق، منها استخدام AirPods Pro كأداة مساعدة للسمع عند الحاجة.
الأمر لا يتوقف هنا؛ فالمفاجأة كانت في إدماج مستشعر معدل ضربات القلب داخل السماعات. هذه الميزة تفتح المجال أمام استخدامها في تتبع اللياقة البدنية بشكل مباشر، حيث يمكن عرض البيانات الصحية أثناء تمارين Apple Fitness+ على شاشة التلفاز، وهي ميزة كانت حصرية لساعات Apple Watch في السابق.
واحدة من أكثر الميزات إثارة للاهتمام في AirPods Pro 3 هي ميزة الترجمة الفورية. هذه الخاصية لا تقتصر على ترجمة المحتوى المحيط بالمستخدم فحسب، بل تسمح أيضاً بإرسال الصوت المترجم مباشرة إلى سماعات أخرى من الطراز نفسه. وبذلك، قد تصبح AirPods أداة عملية أثناء السفر أو في الاجتماعات متعددة اللغات.
هذا التوجه يوضح أن آبل تسعى لتحويل سماعاتها إلى جهاز يعتمد عليه المستخدم بشكل يومي في أكثر من مجال، وليس فقط في الاستماع للموسيقى.
بديل للساعة الذكية أم مكمل لها؟
رغم أن سعر AirPods Pro 3 يبلغ 249 دولاراً، وهو نفس سعر ساعة Apple Watch SE 3 تقريباً، فإن السماعات الجديدة لا تهدف لاستبدال الساعة الذكية، بل لفتح المجال أمام المستخدمين لاستخدام أجهزة آبل بشكل متكامل.
قد تجذب بعض الميزات الصحية والرياضية فئة من المستخدمين الذين لا يفضلون ارتداء ساعة ذكية، لكنها في الوقت ذاته قد تشجع آخرين على الاشتراك في خدمات مثل Fitness+ أو حتى شراء ساعة Apple Watch لاحقاً.
تقارير سابقة أشارت إلى أن آبل تدرس إضافة كاميرات إلى سماعات AirPods لدمجها مع تقنيات الذكاء الاصطناعي، ما يسمح بفهم البيئة المحيطة بصرياً.
سواء تحقق ذلك قريباً أو لا، فإن اتجاه الشركة واضح: جعل AirPods جهازاً ذكياً قابلاً للارتداء باستمرار، بما يشبه العلاقة بين iPad والحاسوب Mac، حيث تتداخل بعض الوظائف لكن يظل لكل جهاز خصوصيته وقيمته.
ما يظهر من خلال AirPods Pro 3 هو أن آبل تراهن على استراتيجية التدرج، عبر إضافة وظائف صغيرة لكنها مؤثرة مع كل جيل جديد. قد لا نصل بعد إلى مرحلة الاعتماد الكامل على السماعات كما نعتمد على الهواتف الذكية، لكن المؤشرات واضحة بأن الشركة تريد أن تجعل ارتداء AirPods عادة يومية.
بالإضافة إلى تحسين تجربة الصوت، تسعى آبل لدمج الصحة واللياقة والترجمة في جهاز واحد صغير الحجم، ما قد يغير تعريفنا للأجهزة القابلة للارتداء خلال السنوات المقبلة.
