أخبار عاجلة

كيف يُنقذ غاز النفط المسال صحة واقتصاد أفريقيا جنوب الصحراء؟ خبير يفجر مفاجأة

كيف يُنقذ غاز النفط المسال صحة واقتصاد أفريقيا جنوب الصحراء؟ خبير يفجر مفاجأة
كيف يُنقذ غاز النفط المسال صحة واقتصاد أفريقيا جنوب الصحراء؟ خبير يفجر مفاجأة

من المنتظر أن يؤدي غاز النفط المسال دورًا مهمًا في دعم اقتصاد وصحة سكان دول أفريقيا جنوب الصحراء، الذين يواجهون أزمة عميقة في الوصول إلى وسائل الطهي النظيف، وسط تحديات اقتصادية متراكمة وأزمات صحية خانقة.

وفي هذا السياق، يوضح الباحث في وحدة أبحاث الطاقة الدكتور رجب عزالدين، أنه في حين يشهد العالم ثورة في الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة، ما يزال ربع سكان الأرض يطهون طعامهم باستعمال الحطب والروث.

وطرح عزالدين رؤية مختلفة تستند إلى إمكانات غاز النفط المسال، بوصفه حلًا واقعيًا ومنقذًا للقارة المنسية.

وأوضح أنه رغم اتفاق وكالة الطاقة الدولية وأوبك على أهميته، فإن الرؤيتَيْن اختلفتا جذريًا في المنهج، ما أثار موجة انتقادات واسعة لتوجهات الوكالة تجاه أفريقيا.

وكشف عزالدين عن التناقضات الكامنة في الطرح الدولي، إذ أوضح في تصريحات الأسباب التي تجعل من غاز النفط المسال فرصة إنقاذ اقتصادي وصحي لأفريقيا جنوب الصحراء.

جاء ذلك خلال مشاركته في حلقة جديدة من برنامج "أنسيّات الطاقة"، قدّمها مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) الدكتور أنس الحجي على مساحات منصة "إكس" بعنوان: "النفط بين ترمب والهند.. وغاز النفط المسال بين أوبك ووكالة الطاقة الدولية".

ربع العالم يطهو بطرق ملوثة

بحسب الدكتور رجب عزالدين، فإن ربع العالم يطهو بطرق ملوثة، إذ إن أفريقيا جنوب الصحراء هي موطن 1.3 مليار نسمة، من أصل 1.5 مليار يسكنون القارة، أي أن الأزمة الحقيقية للطهي غير النظيف تتركز في هذه المنطقة.

وأضاف: "تعاني 48 دولة أفريقية ضعف الوصول إلى وسائل الطهي الحديثة، ويعيش فيها نحو 75% من السكان دون أي وسيلة للطهي النظيف، ما يجعلها البؤرة الأشد تضررًا عالميًا".

ولفت الباحث في وحدة أبحاث الطاقة، إلى أنه على الرغم من التقدم العالمي في التكنولوجيا والطاقة المتجددة، ما يزال ملايين الأفارقة يطبخون باستعمال الحطب والكتلة الحيوية، ويستنشقون هواءً ملوثًا يوميًا داخل منازلهم.

غاز النفط المسال

وتتسبّب هذه الممارسات في وفاة نحو 3.2 مليون شخص سنويًا، بينهم مليون في أفريقيا وحدها، غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب البيانات الأخيرة.

ويرى عزالدين أن غاز النفط المسال يمثّل الحل الأقرب والأكثر جدوى، لأنه منخفض التكلفة، وسهل النقل، ولا يحتاج إلى بنية تحتية معقّدة مثل الغاز الطبيعي.

كما أن إنتاج الغاز وتوزيعه لا يتطلّب إلا منشآت تعبئة ومستودعات بسيطة، ويمكن استعماله في المناطق النائية دون خطوط أنابيب أو استثمارات ضخمة.

بالإضافة إلى ذلك، وفق عزالدين، فإن أسعار هذا النوع من الغاز كانت منخفضة نسبيًا خلال العام الماضي، ما شجّع الطلب عليه في الدول النامية.

وتابع: "تتفق أوبك مع وكالة الطاقة الدولية على أنه بديل بيئي مناسب، إذ يخفّض الانبعاثات بنسبة 50% مقارنةً باستعمال الحطب أو الروث أو الكتلة الحيوية".

تناقضات وكالة الطاقة الدولية

أشار رجب عزالدين إلى تناقضات وكالة الطاقة الدولية، إذ إنه على الرغم من تأكيدها على أهمية غاز النفط المسال، فإن رؤيتها بدت مشوشة ومتعددة المصادر، وهو ما أضعف فاعليتها.

وأضاف: "تقترح الوكالة استعمال الغاز في 61% من الأسر الأفريقية المحرومة، في حين تقترح الكهرباء لـ17%، والغاز الحيوي لـ4%، والإيثانول الحيوي لـ7%، والطاقة الصلبة لـ10%، والغاز الطبيعي لـ1%".

وكالة الطاقة الدولية

ولفت الباحث المصري إلى أن تكلفة تعميم وسائل الطهي النظيف في أفريقيا تُقدّر بنحو 37 مليار دولار حتى 2040، أي نحو مليارين سنويًا فقط، وهو رقم في المتناول إذا وُجد الدعم الدولي الجاد.

لكن المفارقة، وفق عزالدين، أن وكالة الطاقة الدولية ما تزال تدعو إلى وقف تمويل مشروعات الوقود الأحفوري في أفريقيا، ما يمنع الدول من استخراج مواردها لتلبية هذا الطلب.

تابع: "بدلًا من دعم الإنتاج المحلي، تقترح الوكالة تمويل الاستيراد عبر آليات سوق الكربون، رغم أن هذه الآليات ما تزال غير مستقرة وتعاني مشكلات جوهرية.. وهذا الطرح يجعل القارة تعتمد على الخارج، ويعزّز تبعيتها الاقتصادية بدلًا من تمكينها من مواردها الذاتية".

ويصف هذا التوجه بأنه يحمل "تناقضًا" و"تعاليًا" و"تجاهلًا" للواقع الديموغرافي والاقتصادي للمجتمعات الأفريقية الفقيرة، فحتى إن اتفقت الرؤية ظاهريًا على دعم الغاز، فإن الموقف السياسي من الوقود الأحفوري يظل حاضرًا بقوة، ما يُفقد المقترحات مصداقيتها التطبيقية.

لماذا غاز النفط المسال هو المنقذ الحقيقي لأفريقيا؟

يُظهر الدكتور رجب عزالدين أن الطرح الواقعي الوحيد لمشكلة الطهي غير النظيف في أفريقيا جنوب الصحراء هو التوسع في استعمال غاز النفط المسال محليًا، وليس استيراده فقط.

وأردف: "هذا الغاز قادر على إنقاذ حياة ملايين الأشخاص سنويًا، وتحديدًا النساء والأطفال، عبر خفض الانبعاثات وتقليل الاعتماد على مصادر التلوث التقليدية".

بالإضافة إلى ذلك، وفق الباحث المصري، يُسهم استعمال غاز النفط المسال أيضًا في إعادة الأطفال إلى المدارس، بعدما أجبرتهم الظروف على مساعدة أسرهم في جمع الحطب والروث لأغراض الطهي.

مواقد غاز النفط المسال أحد حلول الطهي النظيف في أفريقيا
مواقد غاز النفط المسال أحد حلول الطهي النظيف في أفريقيا - الصورة من Makeen energy

كما يساعد في وقف تآكل الغابات، عبر الحد من الاعتماد على الكتلة الحيوية، ويُسهم في خفض ما يُقدّر بـ540 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنويًا.

لكن التناقض الواضح، وفق عزالدين، يكمن في أن وكالة الطاقة الدولية تطرح هذا الحل على مضض، وتحاول فرضه دون السماح بتطوير مصادر الغاز في القارة.

وأضاف: "البديل المقترح من الوكالة -أي الاعتماد على أسواق الكربون- لا يوفّر مصدر تمويل مستدامًا أو عادلًا، بل يزيد من تبعية أفريقيا للمساعدات الغربية".

ويشير إلى أن شيطنة الوقود الأحفوري في مؤسسات الطاقة العالمية تسبّبت في إهمال ملايين البشر، رغم أن بعض أشكاله -مثل غاز النفط المسال- قد يكون الحل الأقرب والأكثر إنسانية.

من هنا، يدعو الدكتور رجب عزالدين إلى تجاوز الأيديولوجيا في قرارات الطاقة، والتركيز على الواقع الميداني؛ لأن القارة السمراء لا تحتاج إلى أفكار معقدة، بل حلول قابلة للتنفيذ فورًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق يورتشيتش يحدد صفقات بيراميدز الجديدة.. ويؤكد: لقب دوري الأبطال لن يكون نهاية المطاف
التالى نقابة الصحفيين المصريين تجدد إدانتها للجرائم الوحشية للعدوان الصهيوني في غزة