دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- من عوالم الفنون الجميلة والنحت إلى عالم الأزياء وتصميم الأقمشة، انتقل مصمّم الأزياء اللبناني حسن إدريس حاملاً معه شغفًا بالإبداع ورؤية إنسانية عميقة. لم يكن دخوله إلى مجال الموضة مجرّد صدفة، بل خيارًا نابعًا من حبّه العميق للمرأة التي رعت طفولته، والتي ألهمت مسيرته.
في حوار خاص مع موقع CNN بالعربية، يكشف إدريس عن رؤيته الجمالية التي تتجاوز حدود الموضة لتلامس قضايا إنسانية وبيئية، ويتحدّث عن كواليس تعاونه مع نجمات عربيات، وموقفه من الصيحات السريعة، بالإضافة إلى تجربته في مهرجان كان السينمائي.
تميّزت مجموعتك الأخيرة بالطابع الدرامي والجريء في آنٍ معاً، ما الذي ألهمك لهذا التوجه؟ وما الرسالة التي أردت إيصالها من خلال هذه التصاميم؟
مصمّم الأزياء اللبناني حسن إدريس: في مجموعة Echoes of the Abyss، سعينا إلى تجسيد جوانب أنثوية نعتبرها عالمية، مثل الحسية، والهشاشة، والقوة، والحدس، والأمومة، والتضحية. لكننا قدمناها من زاوية مختلفة، واستلهمنا من كائن المحيط المتقن للتمويه، أي الأخطبوط.
كان الهدف من المجموعة هو إضفاء طابع إنساني على الحيوان، والتأكيد على أن الأنوثة توحّد الكائنات من مختلف الأنواع عبر قدرتهن الفطرية على الخلق، والرعاية، والتحمّل.
لاقت إطلالتا سيدرا وشيرين بيوتي تفاعلاً واسعًا على مواقع التواصل. حدّثنا عن كواليس تصميم الإطلالتين، وما الذي لا يعرفه أحد عن شخصيتيهما؟
مصمّم الأزياء اللبناني حسن إدريس: ما لفتني فعلاً هو معرفتهما الدقيقة بما يريدانه، وثقتهما بقراراتهما. كانتا توليان اهتمامًا كبيرًا لأدق التفاصيل، مع الحفاظ على تواضعهما طوال عملية التصميم. هذا الانسجام انعكس في الإطلالات، التي جمعت بين هويتهما الفردية وروح علامتي التجاريّة.
كان لك حضور بارز في مهرجان كان السينمائي الأخير، أخبرنا أكثر عن هذه المشاركة؟
مصمّم الأزياء اللبناني حسن إدريس: بصراحة مهرجان كان السينمائي لحظة سريعة وعابرة، كأنه رهان أو ضربة حظ... تكتشف نتيجته من صور Getty! تتم الكثيرمن الاتفاقات في اللحظة الأخيرة، ولا شيء مؤكد. هو مهرجان "متعب نفسيًا" لكنه مجزٍ في المقابل.
هل التقيت نجمة عالمية فاجأتك بشخصيتها بعيداً عن الكاميرات؟ وهل تغير انطباعك عنها بعد اللقاء؟
مصمّم الأزياء اللبناني حسن إدريس: التقيت باميلا أندرسون قبل سنوات عدة ، وكانت ذكية، ومتزنة، ومفعمة بالحياة، وصادقة. من الجميل أن نرى هذا الجانب ينعكس اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي. قدرتها على البقاء قريبة من الناس في هذا العالم المتسارع تعكس قوة شخصيتها. هي مثال للمرأة القوية، والجريئة، التي لا يُستهان بها، والتي كسرت توقعات المجتمع لتظهر حقيقتها.
خطف فستان الممثلّة اللبنانيّة ماغي بو غصن الأحمر الأضواء على السجادة الحمراء. ماذا تخبرنا عن هذا التصميم؟
مصمّم الأزياء اللبناني حسن إدريس: أرادت ماغي أن تظهر بكامل الأناقة والبساطة في آنٍ معًا، مع التركيز على تسليط الضوء على قضية الحدث. وهذا ما جعلها تتألق بكل معنى الكلمة.
خلال مسيرتك، هل هناك صيحة في عالم الموضة لم تُعجبك أو لم تنجذب لتصميمها؟ ولماذا؟
مصمّم الأزياء اللبناني حسن إدريس: نتجنّب الصيحات المؤقتة بشكل متعمد، ونرفض أسلوب "الموضة السريعة"، ونفضل التصميم الذي يدوم ويعبّر عن الأصالة. لا نحب استخدام الترتر (sequins) لاحتوائه على البلاستيك. كما أننا لا نفضل التصاميم ذات الحجم المبالغ فيه لأنها تحدّ من الحركة والعملية، وتقلل من كرامة المرأة. ونستنكر سوء الذوق الذي ينتج عن الإنتاج الكمي المُباع تحت شعار "التفرّد".
عندما نتحدث عن الموضة العالمية، ما هو أسبوع الموضة الذي يمثل محطة مهمة بالنسبة لك؟
مصمّم الأزياء اللبناني حسن إدريس: بالطبع باريس، وهي التحدي الأكبر والمنصة الأقوى في عالم الموضة، تليها ميلانو من حيث الانتشار. لحسن الحظ، نحن في زمن لم تعد فيه الرؤية مقتصرة على مكان واحد. العالم كله أصبح شاشتك، أينما كنت.
أخبرنا عن مجموعة فساتين الزفاف الأخيرة التي أطلقتها؟
مصمّم الأزياء اللبناني حسن إدريس: استوحينا مجموعة زفاف 2025 من Les Fables de la Fontaine ونحن لا نغفل أبدًا عن تقديم مجموعة الزفاف السنوية. هي منبع للأمل والطاقة الإيجابية داخل مشغلنا، وتذكير دائم بأن الأمل موجود، حتى في أصعب اللحظات. نحرص دومًا على أن تبقى الأقمشة البيضاء حيّة، انتظارًا لأيام أكثر إشراقًا، حبًا للحب.
عندما تبدأ في تصميم فستان لشخصية مشهورة أو مؤثرة، على ماذا تركز؟ وهل تفضل أن تقود الرؤية بنفسك أم تخلقها بالشراكة مع الشخصية؟
مصمّم الأزياء اللبناني حسن إدريس: تصميم فستان لشخصية مشهورة هو عمل مشترك بين رؤيتنا وهويتها الشخصية في إطار من التفاعل الشفاف والمتوازن. نركز على إبراز ملامحها وتقديم نسخة مُتجددة من نفسها، تكون مألوفة لكنها مختلفة، وتلامس جمهورها. وفي زمن الصورة السريعة، أصبحت القدرة على الظهور الجيد أمام الكاميرا جزءًا من التصميم ذاته.
لو طُلب منك تصميم فستان يجسد روح لبنان، كيف سيكون؟ وما المواد أو الرموز التي ستستخدمها؟
مصمّم الأزياء اللبناني حسن إدريس: أرى روح لبنان كشخص متهور، لا يمكن التنبؤ به، لكنه ساحر لدرجة الإدمان. قد يدمرّك أو يجعلك لا تُقهر. هو عاشق لا تستطيع تركه لأن لا شيء يملأ فراغه. الفستان سيكون مشدودًا بواسطة كورسيه، وله هيكل جاهز للقتال والحب في الوقت ذاته.
أي شخصية تاريخية، سواء كانت رجلاً أو امرأة، تتمنى لو كانت على قيد الحياة لترتدي من تصاميمك؟ ولماذا؟
مصمّم الأزياء اللبناني حسن إدريس: تمارا دي ليمبيكا، الرسّامة البولندية، تُلهمني بأسلوبها الجريء والفخم الذي ميّز فن الآرت ديكو، والذي احتفى بالحسّية النسائية والاستقلالية في زمن كانت تلك المواضيع محرّمة. شخصيتها النخبوية، والصارخة، والحديثة بشدة، تمثل روح التمرّد والتحرّر. كنت سأحب أن أكون جزءًا من رؤيتها المستقبلية في ذلك الزمن الساحر.
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"