أعلنت شركة بروفاريس (Provaris) المطورة لمشروع هيدروجين أخضر في أستراليا قرار الإلغاء بسبب التحديات التي واجهتها على صعيد الطلب وحيازة الأراضي.
وكان من المقرر إقامة المشروع بقدرة إنتاج 100 ألف طن سنويًا بدعم من محطة طاقة شمسية بسعة 2.4 غيغاواط مزودة ببطاريات لتخزين الكهرباء ومحطة لتحلية مياه البحر وميناء للتصدير وخط لنقل الكهرباء.
وبحسب آخر تحديثات قطاع الهيدروجين العالمي لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، انتفى الهدف الأساسي للمشروع الأسترالي وهو تصدير الهيدروجين الأخضر وخاصة إلى جنوب شرق آسيا وتحديدًا سنغافورة بحلول مطلع عام (2028).
يمثل ذلك ضربة لأهداف الهيدروجين الأخضر في أستراليا التي تستهدف إنتاج 15 مليون طن سنويًا على الأقل بحلول عام 2050؛ إذ تقترب من التخلف عن ركب المنافسة العالمية رغم ميزاتها التنافسية.
فشل مشروع هيدروجين أخضر
كان من المقرر إقامة مشروع الهيدروجين الأخضر المقترح في جزر تيوي قبالة سواحل المقاطعة الشمالية الأسترالية قبل أن تسحب شركة بروفاريس رسميًا طلب المراجعة البيئية الفيدرالية.
وأرجعت الشركة المعروفة سابقًا باسم "غلوبال إنرجي فنتشرز" (Global Energy Ventures) القرار إلى التأخيرات الطويلة في تدبير اتفاقيات استعمال الأراضي وتراجع زخم الشراء من سنغافورة.

سبق ذلك وقف أعمال التطوير المبدئية في مطلع العام الماضي (2024) بعد أن بدأت في أواخر عام 2022 وسبقها اقتراح المشروع في عام 2021.
وأبدت سنغافورة اهتمامًا مبدئيًا بشراء الهيدروجين الأخضر من المشروع، لكن تغير اهتمام الجزيرة الآسيوية فيما بعد حين اتجهت في أواخر عام 2023 لاستكشاف محطات توليد الكهرباء العاملة بحرق الأمونيا، وهو ما قوّض هدف التصدير الذي يقوم عليه مشروع الهيدروجين الأخضر.
وعلى العكس من ذلك التدهور في الاهتمام بالشراء، نال المشروع سابقًا اهتمام ملاك الأراضي وممثلي المجتمع المحلي وحكومة المقاطعة، كما حصل على صفة المشروعات الكبرى في إستراتيجية تحول الطاقة في أستراليا.
لكن المحادثات حول المشاركة الاقتصادية وحقوق الأراضي لم تُثمر إبرام اتفاقيات مُلزمة، كما كان من المقرر بدء تصدير أولى شحنات الهيدروجين الأخضر من المشروع في أواخر 2026 قبل تأجيل الموعد إلى مطلع عام 2028.
تحديات قطاع الهيدروجين في أستراليا
يعكس انهيار مشروع تصدير الهيدروجين الأخضر البيئة المحيطة بالقطاع في أستراليا بسبب ارتفاع التكاليف وانخفاض الطلب وغموض السياسات من بين أخرى.
إذ رصدت منصة الطاقة المتخصصة مؤخرًا فشل أكبر مشروع هيدروجين أخضر في أستراليا "سي كيو-إتش تو" (CQ-H2) بعد انسحاب أكبر الشركات المطورة له "ستانويل" الحكومية (Stanwell).
وكان من المقرر إقامة المشروع بقدرة 2.88 غيغاواط بمتوسط إنتاج 800 طن هيدروجين أخضر يوميًا بحلول عام 2031 في ولاية كوينزلاند، لكن حكومة الولاية قررت في فبراير/شباط الماضي (2025) عدم دعم المشروع الذي تصل تكلفته إلى 10 مليارات دولار أميركي.
ويوضح الرسم البياني التالي -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- توقعات إنتاج الهيدروجين منخفض الكربون حتى 2030:
وفي هذا الصدد، تقول شركة تحليلات الطاقة وود ماكنزي (Wood Mackenzie) في تقريرها بعنوان "كيف يمكن لأستراليا المنافسة في سوق الهيدروجين العالمية قبل أن يفوت الأوان" إن أستراليا تتخلف عن ركب الهيدروجين العالمي.
واستشهدت الشركة بإلغاء العديد من مشروعات الهيدروجين البارزة وأن 80% من المشروعات منخفضة انبعاثات الكربون ما زالت في مرحلة التطوير المبكر.
كما ترتفع تكلفة إنتاج الهيدروجين بسبب ارتفاع التكلفة المستوية للهيدروجين (LCOH) نتيجة تكاليف إنتاج الكهرباء ومشروعات الهندسة والشراء والإنشاء (EPC).
يأتي ذلك على الرغم من أن أستراليا تمتلك إمكانات عالمية الطراز لإنتاج كهرباء الطاقة المتجددة وأراضي شاسعة، كما تتميز بموقع إستراتيجي قريب من مراكز الطلب في آسيا.
ولتحويل تلك الميزات إلى قدرة تنافسية، أوصى معدّو التقرير بالنقاط التالية:
- تحفيز الطلب المحلي واستقاء الدروس في ذلك من تجارب ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية ودعم القطاع بالعقود مقابل الفروقات.
- تعزيز حوافز إنتاج الهيدروجين وتوسعة نطاق المبادرات القائمة مثل برنامج هيدروجين هيدستارت والحوافز الضريبية للإنتاج.
- دعم إنتاج الهيدروجين الأزرق بوصفه وقودًا إنتقاليًا بدعم من إنتاج الغاز في أستراليا لإزالة الكربون على الأمد الطويل وتحقيق مكاسب.
- التماشي مع معايير الاعتماد العالمية مثل الخاصة بالسلامة والجودة والنقاء بما يفتح آفاقًا رحبة للتصدير.
- تعزيز التعاون مع الشركاء العالميين وتحديدًا مع الحكومات والمطورين.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- فشل مشروع هيدروجين أخضر في أستراليا من منصة "رينيو إيكونومي"
- توصيات لصناعة الهيدروجين في أستراليا من موقع "أوفشور إنرجي"