يُعد المتحف اليوناني الروماني أحد أكبر المتاحف المصرية التي حظيت باهتمام بالغ من الدولة، حيث بُذلت جهود ضخمة لإعادة تأهيله وتوفير كافة الإمكانيات لضمان ظهوره في أبهى صورة. إلا أنه منذ افتتاحه، بدأت تظهر مشكلات عديدة، أبرزها تحطم قطع أثرية وفقدان خريطة أثرية، بالإضافة إلى مشكلات في المخازن. ورغم محاولات التواصل مع وزارة السياحة والآثار، لم يتم الحصول على ردود شافية.
فوضى الإعداد وتعامل غير علمي مع الآثار
تداول عدد من المهتمين بالتراث والتاريخ صور من كواليس فترة إعداد المتحف للعرض ووضع القطع في الفتارين، والتي كشفت عن أن العملية تمت بـ "طرق غير علمية"، وفقًا لمصادر من المجلس الأعلى للآثار.
أكد مصدر بالمجلس أن الصور تُظهر فوضى عارمة أثناء ترتيب القطع الأثرية داخل الفتارين، وهو ما أدى إلى تحطم العديد منها، وحصلنا على صورة لإحدى القطع المحطمة.

عمال يتعاملون مباشرة مع الآثار دون تخصص
أشارت الصور إلى أن عمال شركة النقل تعاملوا بشكل مباشر مع الآثار في عمليات ترميم واضحة، وهو ما وصفه المصدر بـ "كارثة أثرية".
وتساءل المصدر عن الدافع وراء موافقة رئيس القطاع، الذي كان حاضرًا أثناء "رص" القطع، على مثل هذا التصرف، خاصة وأنه مرمم ويدرك خطورة تعامل غير المتخصصين مع الآثار.
كما أظهرت إحدى الصور شخصًا يقف داخل فاترينة العرض، وبجانب قدميه قطع أثرية موضوعة على لوح زجاجي، مما يعرضها لخطر التحطم حال وقوع أي خطأ. وتساءل المصدر عن كيفية التعامل بهذا الأسلوب مع هذه القطع الثمينة.
نقل غير آمن ورش دهانات بجانب الآثار
وكشف المصدر عن فيديو يظهر حمل قطعة أثرية ثقيلة بواسطة ونش دون الحد الأدنى من التأمين، مما كان يهدد بسقوطها وتحطمها.
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت إحدى الصور فنيًا يقوم برش الحوائط بمادة "الدوكو" بينما القطع الأثرية معلقة على ذات الحائط، مما يعني تعرضها لرذاذ المادة الكيميائية. وتساءل المصدر عن سبب عدم إتمام عملية الرش قبل وضع القطع، أو عدم تغليفها أثناء الرش.
كل هذه التجاوزات التي رصدتها العدسات أثناء ترتيب القطع الأثرية في المتحف اليوناني الروماني، تُشير إلى حالة من الفوضى أدت إلى تحطم عدد من القطع الأثرية وفقدان خريطة أثرية، حسبما أكدت المصادر لموقع الفجر
تحويل القضية للنيابة وترقية مثيرة للجدل
علم الفجر أن الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار وصف الأمر بـ "الكارثة" بعد اطلاعه على الصور، وقام بـتحويل القضية بالكامل إلى النيابة العامة التي تتولى التحقيق حاليًا.
على صعيد آخر، علم الفجر بوجود أنباء عن ترقية رئيس قطاع المتاحف ليصبح رئيسًا لقطاع المشروعات.
هذا القرار أثار تساؤلات حول كيفية صدوره بعد تحويل مخالفات المتحف الذي كان تحت إشرافه إلى النيابة.









