أكد الكاتب الصحفي أسعد طه الشاهد على “حرب البوسنة” أن ما يحدث اليوم في غزة يعيد إلى الذاكرة مشاهد هذه الحرب، مشيرا إلى أن الصورة تتكرر بكل تفاصيلها نفس المذابح، نفس الآلية السياسية التي تكتفي بالشجب والإدانة، بينما آلة القتل لا تتوقف.
وقال طه في مداخلة مع قناة "الجزيرة": "الفرق الوحيد هو أن التكنولوجيا الحديثة باتت تتيح لنا أن نشاهد هذه المذابح لحظة وقوعها، الأمر الذي كان من المفترض أن يدفعنا ـ كشعوب وأنظمة ـ إلى التحرك الفوري لإنقاذ الضحايا الأبرياء من المدنيين الذين يتعرضون لنفس المجازر، ونفس الحصار، ونفس أدوات القتل، لأن المجتمع الدولي فشل في وضع آليات توقف المعتدي أو تحاسب الجزار".
وعن إمكانية محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي مثلما تم محاكمة قادة الصرب قال طه: "قد لا أعلم ما إذا كان نتنياهو ومن معه سيحاكَمون أمام نفس المحاكم، لكنني أعتقد أن هذه المرة لن تمر دون عقاب وربما أكون متفائلًا، ككثيرين، بأن هذه المذابح والثمن الباهظ الذي يدفعه الفلسطينيون سيكون بداية نهاية هذا الكيان المحتل".
وأوضح: "هناك مشهدان متقابلان تمامًا مشهد الحكومات الغربية التي ما زالت متورطة في دعم الكيان، ومشهد الشارع الأوروبي، وليس العربي للأسف، الذي يتحرك ويدين ما يجري، ويحاول بخطوات عملية أن يتدخل لوقف هذه المذابح".
وأكمل: "لقد رأينا في عدة دول كيف ينشط المتضامنون مع القضية الفلسطينية، رغم أن ما يجمعنا بهم ليس العقيدة ولا القومية، بل الإنسانية وحدها ولهذا أرى أن ما يجري اليوم مختلف، وسنرى نتائجه بعد عقد أو عقدين من الزمان، عندما يصبح هؤلاء الشباب الذين يثورون الآن في شوارع الغرب في مراكز صنع القرار هذه ليست أحلامًا، بل واقعًا، فهم من سيتولون قيادة الحكومات التي تستطيع تغيير المشهد مستقبلًا".
وأوضح: "أتابع المشاهد القادمة يوميًا من قطاع غزة بكثير من الألم ولذلك، ما زلت أوجه ندائي إلى كل من يستطيع التوثيق بأن يفعل ذلك نعم، قد يقول البعض: "ما الفائدة؟ وما الجدوى من التسجيل؟" لكنني أقول إن التوثيق مهم جدًا، حتى إذا لم نستطع نحن في هذا الجيل أن نحدث التغيير، فإننا على الأقل نمنح الأجيال القادمة ما يمكن أن تعتمد عليه في مواجهة هذا الظلم، ومنع تكراره".