قال الكاتب الصحفي والإعلامي سمير عمر إن هناك سباقًا على الاستحواذ على الذاكرة، وتشكيل الوعي، وصياغة الوجدان، وهذا أمر مفروغ منه.
وأضاف خلال لقاء مع الإعلامي نشأت الديهي، ببرنامج «بالورقة والقلم»، المذاع على قناة ten، أن الصهاينة، منذ تأسيس الحركة الصهيونية، كان لديهم تحدٍّ كبير، وهو أن يُقنعوا العالم، بين قوسين، بعدالة قضيتهم، وأنهم المضطهدون الوحيدون في العالم، وأنهم الفئة الأكثر تعرضًا للاضطهاد على مدار التاريخ.
وأشار إلى أنه في الحقيقة أن هذه الرواية وجدت صدى، لأنهم بالفعل تعرضوا لمجموعة من الاضطهادات عبر التاريخ في أوروبا، وقد استثمروا هذا الأمر وقدموا للعالم روايتهم باعتبارها المبرر الوحيد للمطالبة بوطن قومي لهم.
وتابع: «لم تكن فلسطين هي الخيار الأول المطروح كوطن قومي للصهاينة، بل كانت هناك عدة أماكن أخرى، ثم استقر الرأي، وفق التصور البريطاني، على أن تُمنح لهم فلسطين في وعد بلفور المشؤوم»
وواصل: «وقد حاول البعض، في سياق حرب الرواية، أن يُقدّم وعد بلفور مجددًا على أنه تضمن اعترافًا بحق اليهود في الإقامة في فلسطين، بشرط الحفاظ على حقوق أبناء الشعب الفلسطيني، وهذا مشابه لما يقوله ترامب حاليًا، حيث إن وعد بلفور تضمّن أن يكون لليهود وطن قومي في فلسطين، مع الحفاظ على حقوق السكان الأصليين.
واختتم: «لكن الحقيقة أن بلفور لم يكن يفكر في وعده بحق الفلسطينيين، ولا يُتَصوَّر أن ترامب يفكر اليوم في حقوقهم».
