وصل مشروع غاز مسال عالمي إلى مرحلة حاسمة تقرّبه من بدء إنتاج أول شحنة في الدولة صاحبة المركز الثالث عالميًا على قائمة أكبر مصدري الغاز المسال.
وأعلنت شركة الطاقة المستقلة في أستراليا سانتوس (Santos) وصول الغاز لأول مرة إلى وحدة الإنتاج والتخزين والتفريغ العائمة داخل حقل الغاز "باروسا" (Barossa).
وبحسب بيان صحفي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن المشروع يضم 6 آبار؛ كل منها قادرة على إنتاج 300 مليون قدم مكعبة يوميًا.
وشركة سانتوس هي المشغلة للمشروع؛ إذ تمتلك 50% من أسهمه علاوة على 37.5% لشركة "بريزيم إنرجي أستراليا" (PRISM Energy Australia)، المعروفة سابقًا بـ"إس كيه إي آند إس" الكورية الجنوبية (SK E&S)، و12.5% لشركة جيرا اليابانية (Jera).
ومن المقرر أن تصل طاقة إنتاج سانتوس إلى 7.5 مليون طن سنويًا بمجرد بدء مشروع باروسا للغاز المسال الذي تصل قيمة استثماراته إلى 4.6 مليار دولار.
يأتي ذلك بعد أيام على انسحاب ذراع شركة أدنوك الإماراتية "إكس آر جي" (XRG) من صفقة بقيمة 19 مليار دولار للاستحواذ على سانتوس بعد مباحثات دامت أشهرًا.
مشروع غاز مسال في أستراليا
ثمّنت شركة سانتوس نجاح وصول الغاز لمنصة الإنتاج والتخزين والتفريغ في حقل باروسا، وهو ما يؤكد قوته الإنتاجية على المدى الطويل.
وتحقق ذلك الإنجاز بعد وصول المنصة -واسمها أوبال (Opal)- إلى مرحلة الجاهزية لبدء التشغيل في يوم 16 سبتمبر/أيلول الجاري، وبدء تدفق الغاز من آبار تحت سطح البحر، وفي يونيو/حزيران الماضي (2025)، جرى ربط المنصة بحقل الغاز.
وحاليًا، تقول "سانتوس" إن كل الآبار المحفورة داخل حقل غاز باروسا تتميز بجودة خزان ممتازة. كما اكتملت أعمال اختبار 5 من أصل 6 آبار حيث أظهرت قدرة مذهلة على تدفق الغاز بما يفوق التقديرات خلال مرحلة ما قبل الحفر.
وفي ضوء ذلك، من المتوقع أن يصل متوسط إنتاج البئر إلى نحو 300 مليون قدم مكعبة يوميًا، بما يعادل 3.1 مليار متر مكعب سنويًا، بحسب بيان الشركة الأسترالية.
ويقع حقل باروسا للغاز على بُعد 285 كيلومترًا قبالة سواحل داروين في شمال غرب أستراليا قبالة سواحل بحر تيمور.
ومن المقرر أن يزوّد "باروسا" محطة داروين للإسالة وتصدير الغاز المسال بسعة 3.7 مليون طن سنويًا، بعد نفاد احتياطيات حقل "بايو-أودان" (Bayu-Undan) في عام 2023.
وجدّدت هيئة حماية البيئة في مقاطعة الإقليم الشمالي رخصة محطة "داروين"، لتسري بدءًا من 19 سبتمبر/أيلول ولمدة 5 سنوات، وهو ما يفتح الباب أمام استئناف صادرات الغاز المسال من المحطة باستعمال غاز حقل باروسا.
بالإضافة إلى حفر 6 آبار، يضم المشروع خط أنابيب لنقل الغاز إلى محطة داروين، ومحطة عائمة للإنتاج والتخزين والتفريغ ونظام إنتاج تحت سطح البحر.
وظهرت فكرة المشروع إلى العلن في عام 2018 وبدأ التنفيذ في 2021، ومن المتوقع أن يستمر الحقل في إنتاج الغاز لمدة 25 عامًا مقبلة.
أحدث مشروع غاز مسال في أستراليا
يقول المدير العام، الرئيس التنفيذي لشركة سانتوس، كيفين غالاغر، إن جاهزية المنصة العائمة للتشغيل في مشروع غاز مسال باروسا للتشغيل بمثابة انتقال رسمي من مرحلة تنفيذ المشروع إلى الإنتاج.
ووصف غالاغر الخطوة بالمهمة، قائلًا إن الإنجاز يكلل العمل الجاد للعاملين والدعم الذي قدمه الشركاء، كما يساعد "سانتوس" على تقديم إمدادات الطاقة الموثوقة إلى المستهلكين وتحقيق القيمة على المدى الطويل لحملة الأسهم في مشروع غاز مسال باروسا.
ويوضح الرسم البياني الآتي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- وجود أستراليا في المركز الثالث بين أكبر مصدري الغاز المسال عالميًا بالنصف الأول من 2025:
وبحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة، فإن "أوبال" واحدة من أكبر منصات الإنتاج والتخزين والتفريغ العائمة وأكثرها تطورًا على الإطلاق.
وعلى مدار العقدَيْن المقبلَيْن، يمكن للمنصة معالجة 850 مليون قدم مكعبة يوميًا للغاز. كما يمكنها معالجة 11 ألف برميل يوميًا من المكثفات، وجرى تجميعها في سنغافورة بوساطة شركة "بي دبليو أوفشور" النرويجية (BW Offshore).
ولتحسين كفاءة الطاقة في المنصة، يجري توليد الكهرباء بوساطة تقنية الدورة المركبة واستعادة الحرارة المهدرة وتوربينات البخار، ومن شأن ذلك أن يقلّل انبعاثات المشروع (غير المرتبطة بخزان الغاز) بأكثر من 750 ألف طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
وبعرض 64 مترًا، يصل طول المنصة إلى 358 مترًا، وهو ما يعادل مساحة 3 ملاعب ونصف من ملاعب رياضة الرجبي.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
