شهدت أوروبا تصعيدًا عسكريًا خطيرًا بعد إعلان مصادر عسكرية غربية إقلاع مقاتلات تابعة لحلف شمال الأطلسي "الناتو" بشكل عاجل لاعتراض طائرة تجسس روسية اخترقت الأجواء الألمانية، وفق ما نقلته صحيفة الإندبندنت البريطانية.
الحادثة وُصفت بأنها من أخطر الانتهاكات في القارة منذ سنوات، وأعادت المخاوف من مواجهة مباشرة بين موسكو والغرب، بحسب صحيفة ذا ميرور.
تفاصيل العملية
التقارير العسكرية أوضحت أن الطائرة الروسية كانت من طراز متطور مخصص للاستطلاع الإلكتروني، ومجهزة بأنظمة رصد وتنصت متقدمة. دخلت الطائرة بشكل مفاجئ أجواء قريبة من برلين، وتحديدًا فوق مناطق تضم منشآت عسكرية حساسة، قبل أن تجبرها مقاتلات ألمانية مدعومة من وحدات "الناتو" على الانسحاب خلال عملية استغرقت أقل من عشر دقائق.
وذكرت يورونيوز أن الحادثة دفعت مراكز القيادة لرفع حالة التأهب إلى الدرجة القصوى.
توقيت بالغ الحساسية
الاختراق جاء في توقيت حرج يتزامن مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية التي دخلت عامها الرابع، ومع تصاعد سباق التسلح بين موسكو وواشنطن. مسؤولون في الحلف أوضحوا لمجلة دير شبيغل الألمانية أن هذه الاختراقات باتت جزءًا من استراتيجية روسية تهدف لاختبار قدرات "الناتو" على الردع واستنزافه سياسيًا وعسكريًا.
الموقف الروسي ورد موسكو
وزارة الدفاع الروسية نفت "الادعاءات الغربية"، مؤكدة أن الطائرة كانت تحلق في أجواء دولية ضمن مهام "روتينية". في المقابل، اتهمت موسكو الحلف بالتصعيد عبر تعزيز قواته ونشر أنظمة دفاعية متقدمة في شرق أوروبا. بينما وصفت الجارديان البريطانية هذه التصريحات بأنها استمرار لسياسة "حافة الهاوية" الروسية.
برلين على خط المواجهة
داخل ألمانيا، عبّر نواب في البرلمان عن خشيتهم من تحول بلادهم إلى "خط النار الأول" في أي صدام محتمل مع روسيا. بعضهم دعا لزيادة موازنة الدفاع، فيما شددت الحكومة الألمانية على أن "أمن الأجواء الوطنية خط أحمر"، وفق دويتشه فيله.
سيناريوهات المواجهة
خبراء استراتيجيون حذروا عبر مجلة فورين أفيرز الأمريكية من أن تكرار مثل هذه الحوادث قد يقود إلى خطأ تكتيكي يشعل مواجهة مباشرة بين قوتين نوويتين، في سيناريو يعيد أجواء الحرب الباردة لكن في ظروف أشد خطورة.
رسائل موسكو والأبعاد الدبلوماسية
الحادث اعتبرته لوموند الفرنسية رسالة مزدوجة من الكرملين: للغرب بأن دفاعاته قابلة للاختراق، وللداخل الروسي لترسيخ صورة القوة رغم العقوبات. لكن مراقبين يرون أن الرسالة قد تأتي بنتائج عكسية، إذ تدفع الحلف لزيادة وجوده العسكري في شرق أوروبا.