
الإعلامية صفاء لويس
السوق العقاري المصري خرج عن المألوف.. حقًا لم يعد هذا السوق بمعطياته ومفراداته وأدواته يسير وفق نفس النهج الذي اعتادت عليه كافة أطراف المنظومة طيلة ثلاثة عقود متتالية كان يحكمها كثيرًا من المبادئ والأعراف والقيم.. نعم هذا السوق قد نمى نموًا سريعُا ونضج نضوجًا غير مسبوقًا مكّنه من الخروج عن المسار ليرسم دروبًا وطُرقًا جديدة قد لا يعلمها ولا يسلكها غير المحترفين ومن يتقنون اللعبة.
السوق العقاري المصري الآن، نعم الآن قد بات وكأنه غريبًا عن الكثير من الباحثين والعاملين والمعنيين والمتشوقين لهذا القطاع، ويمكنني القول اليوم أن هذا السوق حقًا قد خرج فعلًا من مرحلة الراحة ليبدأ مرحلةٍ جديدة لم تكن أبدًا في الحسبان تلك المرحلة لن يتمكن أحد من عبورها أو الفوز بثمارها وتحقيق مستهدفاته سوى قلة قليلة من كل فئة من الفئات الطامحة لهذا المقصد الذي قد يصبوا إليه الصغير قبل الكبير ولكن الأمر قد اختلف تمامًا فقد يفوز من كنا نظنه انه الأصغر أو الأقل براعة بالسوق في حين أن قلة قليلة مِن مَن كنا نعتقد أن لديهم من المقدرة والقدرة على تحقيق قفزاتٍ غير مسبوقة قد ينتهي بهم الأمر إلى بعض من التعثر.
عمومًا ليس هذا حديثنا، ولكنني اتحدث اليوم عن أمر هام جدًا أظن أنه يتبلور حول دخولنا جميعًا مرحلة الـ Red Ocean التي تتميز بمنافسة شرسة. بالفعل فقد انتهى إلى سنوات طويلة قادمة التواجد في الـ Blue Ocean أو ما تسمى بمرحلة الراحة والهدوء والإطمئنان لمعطيات وتداعيات هذا السوق، مرحلة الظن بأن المكسب السريع لازال هو سمةٍ من سمات العصر المزدهر للسوق العقاري.. نعم لقد انتهت كثير من الأمور فأظن أننا لن نشهد في المرحلة القادمة على سبيل المثال مضاربات ومزاحمات على السوق العقاري تستهدف أول ما تستهدف الفوز بمكاسب سريعة وعاجلة في فتراتٍ وجيزة.
ولن نشهد أيضًا كثيرًا من الأدوات التي اعتاد المطورون عليها لتصنيف بعضهم البعض فلم يعد هناك مكانًا لاعتبار أن الأكثر مبيعًا هو الأول بالسوق، ولا اعتبار أن أي نشاط في حد ذاته قد يحمي المستثمر دون غيره من تقلبات السوق ولم يعد أيضًا السوق مفتوحًا فقط للطلب المحلي والذي بدأ يتوارى كثيرًا بعد انخفاض قدرته الشرائية، ولهذا فقد تغير كثير من الأمور لتُسطر جميعها فصلًا ومشهدًا جديدًا لم نعتاد عليه.
السوق العقاري لم يعد هو سوقًا مصريًا بالمعنى الجغرافي ولكنه أصبح ساحةٍ للجميع لكافة الجنسيات وكافة المستويات وكبار المحترفين بل ستمتد المنافسة لتصبح بين حكومات وصناديق سيادية وشركات إقليمية وعلى العكس والنقيض نشهد تحالفات وشراكات وربما استحواذات وتعاون كما هو الحال في أهم صفقة عقارية شهدها السوق المصري 2025 بين الحكومة المصرية من جانب وإعمار مصر وسيتي ستارز من جانب آخر، أيضًا قد تتغير أحكامنا على الأمور فقد انتهت ولفترات طويلة قادمة بعض الأسئلة والمعطيات كما هو الحال «السوق العقاري رايح على فين«؟.
السوق العقاري لم يعد بعد سوقًا برمته وإنما أصبح يمكننا السؤال عن منطقةٍ بعينها، إلى أين تذهب منطقة رأس الحكمة أو البحر الأحمر أو وسط البلد وغيرها، فلم يعد السؤال عن شركة X وما هو مصيرها؟ .. أو شركة Y وما هي مستهدفاتها؟.. وهكذا الحال تمتد المتغيرات لتطول محفظة العملاء فالإرتكان على مشتريات المصريين فقط لن تؤتي بثمارها إنما الأمر يتطلب البحث خارج القطر عن مشتريين جدد من أجانب وعرب، بل والتوجه إلى أثرياء العالم وأصحاب الصفوة والفخامة.
السوق العقاري أصبح هو الرافعة الحقيقية لوجاهة الإقتصاد المصري، وتواجده على خارطة العالم.. فعلًا خارطة العالم لأنه لم يعد سوقًا ناشئًا بل أصبح سوقًا ناضجًا ومرحبًا بالجميع، سوقًا له قواعد عالمية يعطي فقط لمن يُقدر ويثمن ويتقن اللعبة.
وأخيرًا وليس آخرًا.. وبين طيات تلك الكلمات القليلة يمكننا الاعتراف وبتواضع أن السوق العقاري المصري هنشوفه وبإذن الله في حتة تانية، هي الأفضل هي الأميز هي الآسمى والأعلى شأنًا بإسم مصرنا الغالية.. دمت يا وطن
اقرأ ايضا
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.