أكد البابا تواضروس الثاني في مقال نشرته مجلة الكرازة أن الصليب يمثل الركيزة الأساسية لإيمان المسيحيين، وهو رمز النصر على الشر وأداة خلاص الإنسانية. أشار أيضًا إلى الاحتفال العالمي الذي سيُقام في عام 2026 بمناسبة مرور 17
قرنًا على اكتشاف خشبة الصليب المقدس، الذي تم على يد القديسة هيلانة، والدة الإمبراطور قسطنطين، في مدينة أورشليم عام 326 ميلادية.

الصليب لا يقتصر على كونه عقيدة دينية
و أوضح البابا تواضروس الثاني أن الصليب لا يقتصر على كونه عقيدة دينية، بل يمتد تأثيره ليكون شكلًا حاضرًا في حياة الإنسان. قدم أمثلة تعليمية متعددة تُبرز ارتباط أطراف الصليب بأبعاد حياتية وروحية، مثل رمزية الاتجاهات الأربعة للأرض، الأناجيل الأربعة، والأسس المشتركة بين الكنائس. كما تناول أهمية الصليب في مسار تحقيق الوحدة المسيحية من خلال أربع خطوات أساسية تعكس شكله: المحبة، الدراسة، الحوار، والصلاة.
شدد البابا على أن الصليب في مسيحية الكنيسة يمثل زينة المؤمنين ورجاء حياتهم، موضحًا كيف تتجلى في رموزه تعاليم الكتاب المقدس وتجربة الكنيسة الممتدة عبر العقيدة، الطقوس، والتراث، مما يجعله حاضرًا في جميع أوجه الحياة المسيحية.

بداية الإنسان للوصول إلى السماء تبدأ بالمحبة
تحدث البابا تواضروس الثاني عن أن المحبة هي الأساس الذي يبنى عليه الطريق إلى السماء. وأكد قداسة البابا تواضروس الثاني أن بداية الإنسان للوصول إلى السماء تبدأ بالمحبة، باعتبارها جوهر العلاقة بين الإنسان والله، فهي الفضيلة الجامعة التي تختزل جميع الوصايا وتضفي المعنى الحقيقي على الحياة الروحية.

وأشار إلى أن المحبة ليست مجرد كلمات أو شعارات، وإنما هي منهج للحياة يظهر في السلوك والتعبير والنية الصادقة. ومع ذلك، نبه إلى خطر التأثير السلبي لعالم الماديات والسرعة والانشغال الذي قد يجعل البعض يرون المحبة كشيء ضعيف أو فاقد للقيمة، وهو اعتقاد خاطئ يحتاج إلى تصحيح مستمر.