قال أسامة حمدي، الباحث في الشأن الإيراني، إن المنطقة العربية تشهد حاليًا تحولات جوهرية في موازين القوى والاتفاقات الإقليمية، أبرزها التقارب السعودي مع دول كبرى مثل باكستان، إضافة إلى الحراك السياسي المتعلق بزيارة علي لاريجاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، إلى المملكة العربية السعودية ولقائه بولي العهد.
وأشار المحلل السياسي في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، إلى أن لقاء لاريجاني بالقيادة السعودية يمثل محطة بالغة الأهمية، باعتبار أن لاريجاني يعد أحد أبرز الأقطاب المؤثرة في صناعة القرار الأمني والعسكري بطهران، ما يعكس توجهًا جادًا نحو تعزيز التعاون الأمني والعسكري والاقتصادي بين الرياض وطهران.
وأوضح أن هذا التنسيق الأمني يستند إلى اتفاقية سابقة وُقعت عام 2001 بين البلدين، لكنها ظلت مجمدة لسنوات طويلة نتيجة التوترات الإقليمية، خصوصًا حول ملفات ساخنة مثل اليمن وسوريا.
وأضاف حمدي أن التطورات الأخيرة، خاصة بعد استهداف إسرائيل لقطر، دفعت السعودية وإيران لإعادة النظر في ضرورة التقارب الأمني والدفاعي، في ظل تراجع الثقة بدور الولايات المتحدة كضامن لأمن الخليج، مؤكداً أن "الواقع يقول اليوم: لا ثقة في الغرب".
وأكد أن المباحثات الجارية تنذر بولادة واقع أمني جديد في الشرق الأوسط، قد يقوم على شراكات ثنائية أو ثلاثية بين القوى الإقليمية الكبرى مثل السعودية وإيران وتركيا وباكستان وربما مصر، بما يفتح الباب أمام منظومة أمنية إقليمية متكاملة.
كما لفت إلى أن تركيا تحاول تعزيز روابطها مع القاهرة، حيث وصف وزير الخارجية التركي العلاقات مع مصر بأنها "عتاب محبة"، مؤكدًا أنها علاقات تاريخية عميقة، وهو ما ترجم عمليًا بعودة المناورات البحرية المشتركة بين البلدين بعد انقطاع دام 13 عامًا في البحر المتوسط.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.