أخبار عاجلة

محمود محيي الدين: نحتاج إقليمية جديدة تتجاوز السياسة وتعتمد على المصالح والتكامل

محمود محيي الدين: نحتاج إقليمية جديدة تتجاوز السياسة وتعتمد على المصالح والتكامل
محمود محيي الدين: نحتاج إقليمية جديدة تتجاوز السياسة وتعتمد على المصالح والتكامل

قال الدكتور محمود محيي الدين، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل التنمية والمدير التنفيذي بصندوق النقد الدولي، إن العالم اليوم يعيش تداعيات دولية متسارعة، تستدعي من دول المنطقة التفكير في بناء تكتل إقليمي على غرار تجربة الآسيان في جنوب شرق آسيا، التي لم تولد بين عشية وضحاها، بل نشأت رغم حروب ونزاعات بين أعضائها حتى وقت قريب.

وأضاف محيي الدين، خلال لقائه في صالون ماسبيرو الثقافي، الذي يعرض على شاشة "إكسترا نيوز"،  أن التجمعات الإقليمية لا تُبنى فقط على وحدة سياسية، بل تنطلق من المصالح المشتركة في مجالات التجارة، الاستثمار، التكنولوجيا، التعليم، والتدريب، موضحا أن السياسة يجب ألا تكون العقبة، قائلاً: "أنا لا أطالب بتجاهل السياسة، ولكن لا ينبغي أن تكون الأجندة الإقليمية مفعمة بها على حساب التعاون العملي"، مشيرًا إلى أن المنهج البراغماتي في بناء التكتلات يبدأ بالمصالح، وتأتي السياسة لاحقًا، سواء "حبوا أو هرولة أو جريًا"، على حد تعبيره.

وأوضح محيي الدين أن العالم لم يعد كما كان، وأننا في منطقة مليئة بالتحديات، مشيرًا إلى استمرار الاستقطابات والصراعات، ليس فقط في المنطقة العربية، بل في مناطق قريبة مثل الحرب في القرن الإفريقي، إلى جانب مؤشرات تنذر بحروب مباشرة أو بالوكالة بين قوى كبرى صاعدة وتقليدية. وقال: "نتمنى السلام، ونعمل من أجله، لكن علينا أن نتحوط لما هو قادم، وهذا التحوط يأتي عبر بناء إقليمية جديدة ذكية تراعي المعايير الدولية وتوسّع فرص التعاون".

وأكد أن التطور في وسائل النقل والتواصل والتكنولوجيا ألغى فكرة البُعد الجغرافي، مشيرًا إلى أن دولًا مثل سنغافورة أو إندونيسيا لم تعد بعيدة، ويمكن التواصل معها كجزء من تكتل واسع، إذا نجحنا في بناء قاعدة تعاون متينة في منطقتنا. وأضاف أن الأمر لا يتطلب انتظار الاستقرار الكامل في كل دول الجوار، بل يمكن البناء على الدول التي قطعت شوطًا في الاستقرار والتنمية.

وشدد محيي الدين على أهمية عدم انتظار "التكامل الكامل" قبل البدء، مشيرًا إلى أن بعض الدول في محيطنا العربي والأفريقي قادرة على لعب أدوار رئيسية في أي تكتل اقتصادي أو استثماري. وقال: "رغم التحديات، هناك دول مثل المغرب، الأردن، دول مجلس التعاون الخليجي، تمتلك إمكانيات وفرصًا كبيرة لبناء تعاون عربي وأفريقي ومتوسطي فاعل، في مجالات اقتصادية وتكنولوجية ملموسة".

واختتم محيي الدين بالتأكيد على أن المطلوب اليوم هو تفعيل العمل الإقليمي العملي، الذي يبدأ من الاقتصاد والتعليم والتكنولوجيا، وليس من السياسة فقط، مشيرًا إلى أن التجارب الملهمة موجودة، لكن الأمر يتطلب إرادة جادة ورؤية استراتيجية ترى في المنفعة المشتركة أساسًا للاتحاد، وليس الاصطفاف السياسي وحده.

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق ارتفاع الدولار والعملات.. هبوط في سعر الذهب.. ...
التالى "إي تاكس" تحتفي بنجاح وزارة المالية في "التسهيلات الضريبية"