قال الدكتور فوزي رمضان، الخبير السياسي والاستراتيجي، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة العربية تصدرت اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية، متجاوزةً كلمات عشرات القادة العرب، موضحًا أن هذه الأهمية لم تأتِ من فراغ، بل تستند إلى قوة مصر العسكرية والسياسية، والدعم غير المسبوق من الجبهة الداخلية المصرية.
وأضاف “رمضان”، خلال لقائه مع الإعلامي محمد قاسم، ببرنامج “ولاد البلد”، المذاع على قناة “الشمس 2”، أن الرئيس السيسي يستمد قوته من الجيش المصري القوي، ومن الأهم من ذلك، الدعم الكامل من الشعب المصري؛ فبعد محاولات عديدة لزعزعة الاستقرار الداخلي، تقف الجبهة الداخلية المصرية الآن بقوة خلف قيادتها، مما يبعث برسالة واضحة للعالم الخارجي بأن مصر دولة قوية بجيشها وشعبها، وأنها لن تخضع لأي ضغوط، مشددًا على أن قوة الدولة هي الضمان الوحيد لعدم التعرض للتهديد أو العدوان.
المنطقة تقف على أعتاب صياغة جديدة لتحالفات إقليمية
وأوضح أنه في ظل الأوضاع الراهنة، فأن المنطقة تقف على أعتاب صياغة جديدة لتحالفات إقليمية، مشيرًا إلى أن تحالفًا يضم مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات ودولاً عربية أخرى يُمكن أن يُعيد ترتيب المشهد في غزة والمنطقة بشكل عام.
واقترح أن هذا التحالف، الذي قد يُطلق عليه "الناتو العربي"، سيعمل على تحقيق توازن القوى المطلوب في المنطقة؛ فكما تعتمد إسرائيل على الولايات المتحدة الأمريكية كمصدر لقوتها، يجب أن تستند القوى العربية على بعضها البعض، موضحًا أن قوة مصر المدعومة بأشقائها العرب والعالم الإسلامي ستُمثل عامل توازن حاسم في المنطقة.
وفي قراءة لنتائج القمة العربية الأخيرة، أكد أنها لم تقتصر على البيانات الختامية، بل تضمنت خطوات عملية لردع أي عدوان، موضحًا أن القمة العربية عبرت عن رفضها الكامل للاعتداء على دولة قطر، وأيدت لجوءها إلى القنوات القانونية الدولية في الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
القمة العربية فتحت الباب أمام تفعيل إجراءات غير عسكرية
وأشار إلى أن القمة العربية فتحت الباب أمام تفعيل إجراءات غير عسكرية، مثل تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي أو وقف التنسيق في المجالات السياسية والاقتصادية، مؤكدًا أن خطوة مصر بوقف التنسيق العسكري مع إسرائيل هي مثال واضح على هذه الإجراءات.
وشدد على أن الهدف الأسمى من كل هذه الإجراءات هو تحقيق توازن قوى يمنع تكرار أي أعمال همجية ضد أي دولة عربية.
