شهد قطاع غزة في الأشهر الماضية سلسلة حوادث انفجار لعبوات متفجرة على هيئة معلبات غذائية، تركتها قوات الاحتلال في المنازل والمرافق بعد انسحابها من مناطق التوغل، وفق ما أكدته مديرية الدفاع المدني و المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
هذه العبوات التي يُطلق عليها محليًا «معلبات الموت» تسببت في مقتل وإصابة عشرات المدنيين، بينهم أطفال، خلال بحثهم عن الطعام وسط الحصار والمجاعة.
تحذيرات رسمية
أوضحت مديرية الدفاع المدني أن هذه العبوات تُصمَّم على شكل أطعمة معلبة، بحيث تنفجر فور فتحها. وأكدت أن قوات الاحتلال تتعمد ترك هذه المخلفات المفخخة داخل البيوت والمدارس، ما أدى إلى وقوع إصابات خطيرة تضمنت حالات بتر أطراف.
من جانبه، حذّر المكتب الإعلامي الحكومي منذ الأشهر الأولى للعدوان من خطورة هذه الممارسات، مشيرًا إلى أن الاحتلال يتعمّد زرع المتفجرات وسط الأحياء السكنية لزيادة أعداد الضحايا.
الأزمة الإنسانية
تتزامن هذه الحوادث مع أزمة إنسانية خانقة. فقد أغلقت إسرائيل معابر القطاع منذ مارس الماضي، مانعة إدخال المواد الغذائية إلا بكميات ضئيلة لا تكفي الاحتياجات الأساسية. وأعلنت الأمم المتحدة الشهر الماضي أن المجاعة باتت واقعًا في غزة، حيث توفي أكثر من 360 شخصًا بينهم 131 طفلًا نتيجة سوء التغذية ونقص الطعام، بحسب بيانات وزارة الصحة في غزة.
مخاطر الذخائر غير المنفجرة
إلى جانب المعلبات المفخخة، قدّرت الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام (UNMAS) أن نحو 10% من الذخائر التي أُطلقت على غزة لم تنفجر، مخلفة ما يقارب 7500 طن من القذائف والقنابل بين الأنقاض والشوارع والمنازل. وتشير التقديرات إلى أن إزالة هذه المخلفات قد تستغرق ما يصل إلى 14 عامًا، ما لم يحصل القطاع على دعم دولي عاجل لتطهير المناطق من هذه الأخطار.