أخبار عاجلة

رئيس وزراء إسبانيا يطالب باستبعاد إسرائيل من الرياضة العالمية

رئيس وزراء إسبانيا يطالب باستبعاد إسرائيل من الرياضة العالمية
رئيس وزراء إسبانيا يطالب باستبعاد إسرائيل من الرياضة العالمية

في موقف سياسي جريء يحمل أبعادًا دبلوماسية وأخلاقية، دعا رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز إلى استبعاد إسرائيل من جميع المنافسات الرياضية الدولية، معتبرًا أنّ استمرار مشاركتها يمثّل محاولة لـ"تلميع صورتها" بينما تمارس حربًا دامية على غزة.

وجاءت تصريحات سانشيز عقب الفوضى التي شهدها سباق فويلتا أ إسبانيا في مدريد، حيث اقتحم آلاف المتظاهرين المؤيدين لفلسطين مسار السباق، ما أجبر المنظمين على إلغاء المرحلة الختامية.

وقال سانشيز أمام أعضاء حزبه الاشتراكي إن إسرائيل يجب أن تُعامل كما عوملت روسيا بعد غزو أوكرانيا عام ٢٠٢٢. 

كما وصف وزير خارجية إسرائيل رئيس الوزراء الإسباني بأنه "عار" واتهمه بالتحريض على احتجاجات ضخمة شلّت السباق. وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية، بي بي سي.

احتجاجات حاشدة

وتحولت المرحلة النهائية من السباق إلى مشهد احتجاجي لافت حيث خرج أكثر من ١٠٠ ألف متظاهر في العاصمة مدريد، بحسب الأرقام الرسمية، رافعين شعارات مناهضة للحرب ومنددين بمشاركة فريق إسرائيلي في السباق. 

وقد أسفرت المواجهات مع الشرطة عن إصابة ٢٢ شخصًا واعتقال اثنين، وفق ما أوردت وكالة أسوشيتد برس. 

وصرّح وزير التحول الرقمي الإسباني أوسكار لوبيز قائلًا: "إنها راحة للنفس أن أرى آلافًا يتحركون ضد هذا الإبادة، لأنها إبادة ولا اسم لها غير ذلك".

دعم حكومي واسع لموقف سانشيز

لم يقف سانشيز وحيدًا في هذه المعركة، فقد أيّد عدد من وزرائه مواقفه بشدة. وزير الثقافة إرنست أورتاسون كرر الدعوة لمنع إسرائيل من المشاركة في مسابقة يوروفيجن المقبلة، وهو مطلب سبق أن طرحه سانشيز أوائل هذا العام.

 وقد تعهّدت هيئات إعلامية عامة في كل من أيرلندا وهولندا بمقاطعة المسابقة إذا أُتيح لإسرائيل المشاركة، بسبب ما وصفته بـ"المعاناة المروعة" في غزة. 

هذه المواقف دفعت بالعلاقات الإسبانية ـ الإسرائيلية إلى مزيد من التوتر، خصوصًا منذ عام ٢٠٢٣ عندما لوّح بعض وزراء حكومة سانشيز بقطع العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب.

تصاعد الأزمة الدبلوماسية مع إسرائيل

الحكومة الإسرائيلية لم تتأخر في الرد. فقد وصف وزير خارجيتها جدعون ساعر تصريحات سانشيز بأنها "خطاب تحريضي معادٍ للسامية"، متهمًا إياه باستخدام "كلمات متطرفة وحاقدة" لإشعال الشارع الأوروبي. 

بينما تشير تحليلات صحف مثل الجارديان ورويترز إلى أنّ الأزمة بين مدريد وتل أبيب مرشحة للتفاقم، خاصة بعد انضمام إسبانيا إلى كل من النرويج وأيرلندا في الاعتراف بالدولة الفلسطينية عام ٢٠٢٤، وفرضها قبل أيام حظرًا على تصدير السلاح إلى إسرائيل.

أصداء أوروبية وضغوط دولية

لم تقف تداعيات هذا التصعيد عند حدود مدريد وتل أبيب فقط، إذ خرجت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قبل يومين لتدعو إلى تعليق اتفاقيات التجارة الحرة والدعم الثنائي مع إسرائيل، مشيرةً إلى "مجاعة من صنع الإنسان" تضرب غزة بفعل الحصار المستمر. 

من جانبها، تواصل إسرائيل إنكار تهمة "الإبادة" وتقول إن أي مظاهر جوع سببها "إهمال وكالات الإغاثة أو سيطرة حماس"، بينما تقارير أممية مثل آي بي سي أكدت أنّ مجاعة فعلية تضرب أجزاء واسعة من القطاع.

رأي عام إسباني حاسم

استطلاع للرأي أجراه معهد إلكانو رويال أظهر أنّ ٨٢٪ من الإسبان مقتنعون بأن ما يحدث في غزة يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية. هذا الرأي العام القوي يعزز موقف سانشيز ويمنحه قاعدة شعبية صلبة في مواجهة الانتقادات الإسرائيلية والدولية. 

وتذهب تحليلات صحفية إلى أنّ تحركات الشارع الإسباني لم تعد مجرد مظاهرات تضامنية، بل أداة ضغط فعلية تدفع الحكومة نحو مواقف أكثر صرامة على الساحة الأوروبية.

ولفتت بي بي سي إلى أن تصريحات بيدرو سانشيز لم تكن مجرد رد فعل على حادث رياضي، بل تعبير عن تحوّل في الموقف الإسباني الرسمي تجاه إسرائيل وحرب غزة.

 استبعاد إسرائيل من الرياضة الدولية قد يشكل سابقة مشابهة لعزل روسيا بعد أحداث أوكرانيا، ويفتح الباب أمام استخدام الرياضة كسلاح سياسي وأخلاقي. 

وبينما تتصاعد الدعوات الأوروبية لفرض مزيد من القيود على إسرائيل، تبقى تداعيات هذا الموقف مفتوحة على تداعيات أوسع نطاقًا قد تعيد رسم معادلة العلاقة بين الرياضة والسياسة في العالم.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق "السبكي": تعاون استراتيجي مع اتحاد التأمين لدعم منظومة التأمين الصحي
التالى شارع المحطة على خطة التطوير بمحافظة سوهاج