في مشهد عالمي يترقب كل تغير طفيف في أسواق الطاقة، تتأرجح أسعار النفط بين المخاوف من اضطراب الإمدادات الروسية وضبابية المفاوضات الجيوسياسية، والأسواق تسير على حافة الترقب، حيث تتشابك ضربات الطائرات المسيّرة مع قرارات البنوك المركزية لتشكل لوحة معقدة من التوازنات.
أسعار النفط العالمي اليوم
شهدت أسواق النفط العالمية صباح الثلاثاء حالة من الاستقرار النسبي، بعدما أنهت جلسة الأمس على ارتفاع ملحوظ مدعومة بتصاعد المخاوف من تراجع الإمدادات الروسية، ويأتي هذا الاستقرار في وقت يترقب فيه المستثمرون تطورات الهجمات الأوكرانية التي استهدفت مصافي النفط الروسية، وسط شكوك متزايدة حول مستقبل الإمدادات العالمية.
ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي سنتين
وسجل خام برنت ارتفاعًا طفيفًا بمقدار أربعة سنتات ليصل إلى 67.48 دولار للبرميل، فيما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي سنتين مسجلاً 63.32 دولار، وكانت الأسعار قد أغلقت أمس الاثنين على مكاسب واضحة، حيث صعد برنت 45 سنتًا بينما ارتفع الخام الأميركي 61 سنتًا.
ويرى خبراء السوق أن الهجمات الأوكرانية على البنية التحتية الروسية للطاقة تمثل ورقة ضغط تهدف لإضعاف القدرات الحربية لموسكو، في ظل تعثر المحادثات السياسية بين الطرفين.
ويؤكد المحللون أن روسيا، باعتبارها أحد أكبر منتجي النفط عالميًا بنسبة تفوق 10% من الإنتاج، تظل في قلب المشهد، ما يجعل أي اضطراب في صادراتها عاملاً جوهريًا في توجيه الأسعار.
من جانبه، أوضح وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت أن بلاده لن تمضي في فرض رسوم جمركية جديدة على السلع الصينية بهدف كبح استيراد بكين للنفط الروسي، ما لم تتحرك أوروبا بقرارات مماثلة تجاه الصين والهند.
في موازاة ذلك، تترقب الأسواق اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، وسط توقعات قوية بخفض أسعار الفائدة، وهو ما قد يفتح شهية الطلب على الوقود عبر تقليل تكلفة الاقتراض، كما أسهم ضعف الدولار في تعزيز أسعار النفط الخام، بحسب ما أوضحه محللو السوق.
توقعات قوية بخفض أسعار الفائدة
وبين ضغوط الجغرافيا السياسية وتوجهات السياسة النقدية الأميركية، يقف النفط عند نقطة حساسة تُبقي المستثمرين في حالة ترقب دائم، انتظارًا لإشارات تحدد اتجاه الأسعار في المرحلة المقبلة.
