أكد وزير النفط العراقي المهندس حيان عبدالغني السواد، أن انعقاد منتدى بغداد الدولي للطاقة 2025، يمثل رسالة ثقة بدور العراق ومكانته، مشيرًا إلى أن بلاده تمضي بخطى واثقة نحو الريادة في قطاع الطاقة إقليميًا وعالميًا.
وفي كلمة له خلال افتتاح المنتدى، الذي يأتي برعاية إعلامية من منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، أوضح الوزير أن العراق يعزز مكانته بوصفه محورًا أساسيًا في أسواق النفط والغاز العالمية، ومشاركًا فاعلًا في صياغة مستقبل التحول الطاقي والالتزامات المناخية.
وأضاف السواد أن الحكومة ووزارة النفط تعملان على تطوير قطاع الطاقة ليكون محركًا للتنمية المستدامة، مشيرًا إلى إطلاق مشروعات إستراتيجية كبرى تشكل تحولًا نوعيًا في بنية القطاع؛ بما يشمل النفط والغاز والكهرباء والطاقة المتجددة والانبعاثات.
وشدد على أن انعقاد منتدى بغداد الدولي للطاقة 2025 بحضور خبراء وشركات دولية يكرّس عودة العراق إلى دوره المحوري في أمن الطاقة، ويعكس حرص الحكومة على بناء شراكات إستراتيجية تعزز مكانته بوصفه مركزًا عالميًا للطاقة خلال العقود المقبلة.
مشروعات نفطية وغازية كبرى
قال وزير النفط العراق إن مشروع الجنوب المتكامل مع شركة توتال إنرجي يمثل أضخم استثمار حديث في العراق؛ إذ يشمل تطوير حقول نفطية رئيسة وزيادة الإنتاج، إضافة إلى استثمار 600 مليون قدم مكعبة يوميًا من الغاز المصاحب وإنشاء محطات شمسية بطاقة 1000 ميغاواط.
وأشار إلى أن مشروع ماء البحر العملاق يُعد ركنًا إستراتيجيًا في استدامة الإنتاج النفطي، حيث يعالج ويضخ 5 ملايين برميل يوميًا من المياه لأغراض الحقن، موضحًا أنه سيضمن استمرار إنتاج النفط العراقي بمستويات مستقرة لعقود طويلة.
ولفت حيان عبدالغني السواد إلى أن الوزارة وقّعت عقدًا مع شركة النفط البريطانية بي بي لتطوير 4 من حقول كركوك التاريخية، مؤكدًا أن هذه الخطوة ستعزز موقع كركوك مركزًا نفطيًا إقليميًا مهمًا وتحقق التوازن المطلوب بين الشمال والجنوب في التنمية والإنتاج.
وأوضح أن ملف استثمار الغاز المصاحب كان أولوية وطنية بعد عقود من الهدر، مبينًا أن الوزارة توسعت في مشروعات غاز البصرة وميسان وذي قار وكركوك بهدف استثمار كامل الغاز المحترق قبل عام 2030؛ ما يقلل الاستيراد والانبعاثات.
وأكد أن العراق عمل على تنويع منافذ تصدير النفط الخام عبر تعزيز قدرات مواني البصرة وتطوير خط جيهان مع تركيا، إضافة إلى دراسة خيارات بديلة عبر الأردن وسوريا وميناء الفاو الكبير وربطها بمشروع طريق التنمية الإستراتيجي.
وشدد حيان على أن خط أنابيب البصرة، الحديث قيد الإنشاء، والذي تمت الموافقة عليه في وقت سابق من هذا العام، المقصود منه نقل خام جنوب البصرة إلى المنطقة الوسطى في البلاد، إذ سيتم ربطه في النهاية بكل من سوريا ولبنان، مما يوفر لبغداد طرق تصدير بديلة.
وأضاف أن رؤية العراق للطاقة لا تنفصل عن التزاماته المناخية، مشيرًا إلى أن البلاد تجاوزت التزاماتها الطوعية في اتفاق باريس وتهدف إلى خفض الانبعاثات بنسبة 13% بحلول 2030، بشرط الحصول على الدعم الدولي اللازم.
وشدد على أن هذه الإنجازات في النفط والغاز تعكس سياسة حكومية تهدف إلى تحويل موارد العراق إلى قوة اقتصادية وطنية، مع بناء شراكات إستراتيجية تضمن نقل التكنولوجيا وتعزيز القدرات الوطنية وتوطين الصناعة في الداخل.
كهرباء وطاقة متجددة والتزامات مناخية
قال وزير النفط إن العراق بدأ بدمج مشروعات الطاقة الشمسية والرياح في المنظومة الوطنية للكهرباء، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تمثل أساسًا لتنويع مزيج الطاقة، بما يتيح توفير 30% من الاستهلاك المحلي من مصادر متجددة بحلول 2040.
وأوضح أن مشروعات الكهرباء المدمجة مع النفط والغاز تمنح العراق فرصًا أكبر للاستفادة من البنية التحتية المتاحة، مؤكدًا أن ذلك سيسهم في رفع كفاءة الإنتاج وتقليل الهدر وتحقيق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني خلال السنوات المقبلة.
وأشار، خلال كلمته في منتدى بغداد الدولي للطاقة 2025، إلى أن الحكومة تعمل على إعداد مشروع "معيار البناء الأخضر العراقي" ليكون إطارًا وطنيًا للبناء المستدام، مؤكدًا أن إدخال هذا النظام سيحد من استهلاك الطاقة التقليدية ويعزز الاستثمارات في مجال الكفاءة الطاقية الحديثة.
وأكد أن العراق يواصل العمل على تعزيز قطاع التصفية والبتروكيماويات، باعتباره أحد الأعمدة الرئيسة لتحقيق القيمة المضافة، مشيرًا إلى أن الهدف هو تقليل الاعتماد على الاستيراد وتطوير الصناعات المرتبطة بالطاقة داخل البلاد.
وأوضح أن العراق يسعى إلى بناء منظومة كهرباء مرنة تلبي الطلب المتزايد وتقلل من نسب الفقد الفني، لافتًا إلى أن الاستثمار في الطاقات المتجددة والغاز المصاحب سيمنح البلاد استقلالًا أكبر في إنتاج الكهرباء محليًا.
وشدد السواد على أن الرؤية المستقبلية للعراق تقوم على تعزيز الشراكات الإستراتيجية مع الشركات العالمية، لنقل التكنولوجيا وتطوير القدرات الوطنية، بما يتيح تحقيق التنمية المتوازنة في جميع المحافظات دون استثناء.
وختم بالقول إن انعقاد منتدى بغداد الدولي للطاقة 2025 في العاصمة يمثل إعلانًا عن مرحلة جديدة من التعاون الدولي، ورسالة واضحة بأن العراق يقدم نفسه شريكًا موثوقًا في أمن الطاقة واستدامتها، معزِّزًا مكانته في الأسواق العالمية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..
