الأجنبي سارق سيارات أكتوبر في عتمة شوارع مدينة 6 أكتوبر الهادئة كان يتجول بخفة وغموض كذئب يتربص بفريسته يخبئ بين طيات جلبابه الواسع سرًا بسيطًا لكنه كان مفتاحه السحري لفتح أبواب عشرات السيارات لم تكن عدته أجهزة متطورة أو تقنيات معقدة بل مجرد قطع حديدية صغيرة كان يضع إحداها في فمه استعدادًا للانقضاض في اللحظة المناسبة.
الأجنبي سارق سيارات أكتوبر كسرة زجاج تروي بداية الجريمة
كانت خطواته ثابتة وهو يقترب من السيارة التي اختارها بعناية يلقي نظرة سريعة حوله ليتأكد من خلو المكان ثم في حركة خاطفة يقذف القطعة المعدنية الصغيرة من فمه بقوة نحو زجاج النافذة.

ليعلو صوت التهشيم معلنًا عن بداية عملية سرقة جديدة. هكذا بكل بساطة وبرود أعصاب وصف “لص أكتوبر” تفاصيل مغامراته الليلية بعد أن أسدل الستار على جرائمه بسقوطه في قبضة رجال الأمن.
اختيار الضحايا بعناية فائقة
كشف المتهم في اعترافاته أنه كان يمتلك استراتيجية واضحة في اختيار ضحاياه حيث كان يستهدف السيارات المهملة التي تركن في أماكن نائية وبعيدة عن الأنظار لأسابيع طويلة.

كان يظن في كل مرة أنه يمتلك من الذكاء ما يكفي ليفلت بفعلته وأنه صياد ماهر يختار فريسته السهلة حتى جاءت الصدمة حين اكتشف أن كاميرات المراقبة كانت ترصد كل تحركاته وكأنها بطل فيلم بوليسي تلاحقه العدسات في كل زاوية.
من الظل إلى الشهرة على مواقع التواصل
لم يدر بخلد هذا اللص أن شهرته لن تأتي من مهارته في السرقة بل من مقاطع الفيديو التي وثقت جرائمه ففي غضون ساعات انتشرت فيديوهات كاميرات المراقبة كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي.

ليتحول من مجرد لص مجهول إلى “تريند” يعرفه الجميع مما سرّع بشكل كبير من عملية تحديد هويته ووصول الشرطة إليه.
سقوط القناع والاعتراف الكامل
عندما داهمت قوات الأمن مخبأه لم يكن مجرد لص عادي بل عثر بحوزته على ترسانة صغيرة تضمنت فرد خرطوش وذخيرة حية إلى جانب كومة من المسروقات شملت أجهزة لاب توب وهواتف محمولة وأجهزة آيباد وحقائب متنوعة.
وأمام هذه الأدلة الدامغة لم يجد أمامه سوى الاعتراف الكامل بجريمته قائلًا “أيوه دي طريقتي ودي المسروقات اللي خبيتها”.
القانون ينتظر الذئب المنفرد
كشفت التحقيقات أن المتهم عاطل عن العمل ويحمل جنسية أجنبية وقد وجد في هدوء شوارع 6 أكتوبر مسرحًا مثاليا لممارسة نشاطه الإجرامي.
واليوم يواجه مصيره المحتوم خلف القضبان بعقوبات قاسية قد تصل إلى خمس سنوات من الحبس وهي عقوبة مرشحة للزيادة بسبب حيازته سلاحًا ناريًا أثناء تنفيذ جرائمه.