في خطوة تأتي استجابة لضغوط متزايدة وانتقادات حادة أعلنت شركة ميتا عن تشديد قبضتها على روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي مقدمة حواجز أمنية جديدة تهدف إلى حماية المستخدمين المراهقين من المحتوى الضار يأتي هذا القرار الحاسم ليغلق أبوابًا خطيرة كانت مفتوحة أمام فئة حساسة حيث سيتم منع الروبوتات من الخوض في نقاشات حول مواضيع بالغة الخطورة مثل الانتحار وإيذاء النفس واضطرابات الأكل.
روبوتات الدردشة تحقيق أمريكي وتسريبات داخلية تشعل الأزمة
لم يكن قرار ميتا وليد اللحظة بل جاء نتيجة مباشرة لعاصفة من الجدل أثيرت قبل أسبوعين فقط عندما أطلق سيناتور أمريكي تحقيقًا رسميًا مع الشركة.
استند التحقيق إلى وثيقة داخلية مسربة زعمت أن منتجات الذكاء الاصطناعي قد تنخرط في محادثات ذات طابع “حسي” مع المراهقين.
وهو ما سارعت ميتا لنفيه واصفة المزاعم بأنها “غير صحيحة” وتتعارض مع سياساتها المعلنة لكنها عادت تحت وطأة الضغط لتعلن عن هذه الإجراءات الجديدة.
حواجز أمان جديدة كيف تعمل الحماية الرقمية؟
بحسب الإعلان الرسمي للشركة فإن روبوتات الدردشة ستغير طريقة تعاملها مع المراهقين بشكل جذري فعوضًا عن الدخول في نقاشات قد تكون مؤذية ستقوم الآن بتحويل المستخدمين الصغار مباشرة إلى خبراء وجهات متخصصة.

عند استشعار أي حديث عن المواضيع الحساسة. وأوضح متحدث باسم ميتا أن هذه التغييرات تمثل “إجراءً احترازيًا إضافيًا” وأن الشركة ستحد بشكل مؤقت من نطاق تفاعل المراهقين مع هذه الروبوتات لضمان سلامتهم.
خطوة غير كافية انتقادات تطال ميتا رغم التحديثات
على الرغم من أهمية هذه الخطوة إلا أنها لم تنجح في إنهاء الجدل بالكامل فقد وصف آندي بوروز رئيس مؤسسة مولي روز البريطانية المعنية بالصحة النفسية للشباب الأمر برمته بأنه “مثير للصدمة”.

وتساءل بوروز عن المنطق وراء إطلاق مثل هذه المنتجات القوية دون إجراء اختبارات سلامة صارمة ومسبقة داعيًا ميتا إلى التحرك بسرعة أكبر.

كما حث هيئة الاتصالات البريطانية “أوفكوم” على الاستعداد للتدخل والتحقيق إذا ثبت أن التحديثات الأخيرة فشلت في توفير الحماية الكافية للأطفال.
إجراءات إضافية ورقابة أبوية في الطريق
تؤكد ميتا أنها ملتزمة بتنفيذ هذه التحديثات الأمنية بشكل تدريجي مشيرة إلى أن حسابات المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و18 عامًا على منصاتها المختلفة مثل فيسبوك وإنستجرام وماسنجر تخضع بالفعل لإعدادات خصوصية افتراضية مشددة.

وتأتي هذه الخطوات استكمالًا لما أعلنت عنه الشركة في أبريل الماضي من تغييرات جديدة ستمنح الآباء القدرة على معرفة روبوتات الدردشة التي تفاعل معها أبناؤهم خلال الأسبوع الماضي مما يضيف طبقة جديدة من الرقابة الأسرية.