بأكثر من 20 دقيقة من التصفيق، استقبل جمهور فينيسيا الفيلم التونسي "صوت هند رجب" للمخرجة كوثر بن هنية، استقبالًا حميمًا ومؤثرًا للغاية في عرضه العالمي الأول بمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في نسخته الـ82.
عقب العرض، وقف المشاهدون لأكثر من عشرين 20 دقيقة مع تصفيق حار للفيلم، وملأت القاعة هتافات "فلسطين حرة" مصحوبة بدموع الحضور، وهي المدة الأطول التي استمر بها تصفيق الجمهور خلال المهرجان حتى الآن.
أتى هذا الاستقبال على خلفية قصة الفيلم المؤلمة، التي تدور أحداثها في 29 يناير 2024، تلقى متطوعو الهلال الأحمر اتصالاً طارئًا. طفلة في السادسة من عمرها عالقة في سيارة تحت نيران الاحتلال في غزة، تتوسل لإنقاذها. وبينما كانوا يحاولون إبقاءها على الخط، بذلوا قصارى جهدهم لإحضار سيارة إسعاف إليها. كان اسمها هند رجب.
تصريحات بن هنية في المؤتمر الصحفي
في المؤتمر الصحفي السابق لعرض الفيلم، اُستقبلت المخرجة كوثر بن هنية وطاقم العمل بحفاوة بالغة صاحبتها وصلة من التصفيق الطويلة، وشهد حضورًا واسعًا من الصحفيين والنقاد.
عندما سُئلت بن هنية عمّا إذا كان انضمام عدد من نجوم هوليوود، مثل: براد بيت، وخواكين فينيكس، وروني مارا، والمخرج ألفونسو كوارون، إلى الفيلم كمنتجين تنفيذيين، سيُظهر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "يخسر الحرب الثقافية" في هوليوود، قالت المخرجة التونسية إنها تأمل أن يكون ذلك "مؤشرًا" على تغيّر الأمور.
إهانة للإنسانية
وأضافت بن هنية: "لقد رأينا أن الرواية السائدة حول العالم تُصوّر موتى غزة كضحايا جانبيين. هذه إهانة للإنسانية. ولهذا السبب، تُعدّ السينما والفن وجميع أشكال التعبير الأخرى بالغة الأهمية - لمنح هؤلاء الناس صوتًا ووجهًا".
وأكملت مرشحة الأوسكار السابقة أنها هنا لدعم الفيلم، وأنها سعيدة جدًا بذلك: "لم أتخيل يومًا أن يتحقق ذلك، لذا أنا ممتن جدًا لدعمهم".
بالنسبة لبن هنية، قالت أن جزءًا من "واجبها" في إخراج فيلم "صوت هند رجب" نابع من رؤيتها كيف "تم تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم في الإعلام الغربي". وأضافت إنها أرادت "إنصاف هؤلاء الناس"، لكنها غالبًا ما تشعر، كمخرجة، أن الأمر دون جدوى. "في بعض الأيام، عندما أشعر باكتئاب شديد، أسأل نفسي: ما الفائدة من صناعة الأفلام؟ لكنني أعتقد أنها مهمة". هكذا علقت المخرجة التونسية.
وعند سماعها تسجيلات هند للمرة الأولى، قالت بنت هنية أن أول فكرة طرأت في بالي هو عمل فيلم تسجيلي، ولكن كان هناك شعورًا آخر يتجاوز ذلك الحد، كان شعورًا بالغضب والعجز. وأضافت: "لم أشعر بالراحة للفصل الصارم بين التسجيلي والروائي، وأرى أن دور السينما أكبر من ذلك. لذا، كان عليّ التقاط وجهة النظر الصائبة لرواية هذه القصة".
دعم عالمي لصوت هند رجب
حظي المشروع بدعمٍ رفيع المستوى من شخصيات هوليوودية مرموقة، منها: براد بيت، وخواكين فينيكس، وروني مارا، وألفونسو كوارون، وجوناثان جليزر، الذين انضموا جميعًا كمنتجين منفذين للفيلم، مما زاد الأمل في أن يُسهم صوت هند في تحقيق المزيد من النجاح. وقد اختارت تونس الفيلم ليكون مرشحها الرسمي لجوائز الأوسكار ضمن فئة أفضل فيلم روائي دولي.
مُنعت بن هنية من دخول غزة، لكنها صمّمت على الاستجابة، فاتصلت بالهلال الأحمر وعائلة هند، وحصلت في النهاية على التسجيل الكامل، ومدته 70 دقيقة. من هذه المادة الخام، بنت هنية قصةً هجينة، تُركّز على أصوات عمال الهلال الأحمر الذين حاولوا، رغم كل الصعاب، إنقاذ الطفلة. يؤدي ممثلون فلسطينيون دور المسعفين، لكن صوت هند الذي نسمعه هو صوتها، من التسجيل الأصلي لذلك اليوم.