شهدت القاهرة إطلاق ثلاث مبادرات مبتكرة تهدف إلى إعادة تشكيل مستقبل الرعاية الصحية بين مصر وكندا.
جاء ذلك خلال مؤتمر دولي حضره أكثر من 150 من قادة القطاع الطبي إلى جانب السفير الكندي لدى مصر أولريك شانون، حيث تم الكشف عن منصة 2MD Opinion، ومشروع Heal’n، وأداة NOTA.
تُمثل منصة 2MD Opinion نقلة نوعية في مجال التطبيب عن بعد، إذ تتيح للمرضى الحصول على استشارات طبية ثانية من خبراء دوليين دون الحاجة للسفر. وتكمن أهميتها في تقليل احتمالات التشخيص الخاطئ وتعزيز ثقة المريض في قراراته الصحية، خصوصًا في المواقف الحرجة. المنصة توفر وصولًا مباشرًا إلى خبرات طبية عالمية من خلال واجهة رقمية سهلة الاستخدام، ما يجعلها مثالًا على كيفية توظيف التكنولوجيا لتبسيط حياة المرضى.
المشروع الثاني، Heal’n، يقدم نموذجًا متكاملًا يجمع بين العلاج والسياحة في حزمة رقمية متصلة. يشمل البرنامج خدمات استقبال المريض في المطار، التنقل، الإقامة، المرافقة الطبية، التغطية التأمينية، وحتى البرامج السياحية. هذه الرؤية لا تقتصر على تقديم خدمة علاجية فقط، بل تهدف لتحويل رحلة العلاج إلى تجربة متكاملة تدعم مكانة مصر كوجهة إقليمية ودولية للرعاية الصحية والسياحة العلاجية.
أما أداة NOTA فهي ابتكار تقني يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتبسيط عملية التوثيق الطبي. الأداة قادرة على تسجيل الملاحظات الطبية آليًا وإدارة الملفات الصحية، مما يخفف الأعباء الإدارية عن الأطباء ويمنحهم وقتًا أطول للتفاعل مع المرضى. هذه التقنية لا تساعد فقط في تحسين الكفاءة داخل المستشفيات، بل تقلل أيضًا من فترات الانتظار وتزيد من دقة البيانات الطبية.
المبادرة جاءت نتيجة شراكة بين NTG Clarity وTCE Group الكنديتين. الأولى لديها أكثر من 33 عامًا من الخبرة في التحول الرقمي وتوظف 1400 متخصص في 11 دولة، بينما تأسست الثانية عام 1992 ولها سجل واسع في تطوير حلول التطبيب عن بعد. هذا المزيج من الخبرة التقنية والمعرفة الصحية يجعل الشراكة منصة قوية لتطوير حلول قابلة للتوسع عالميًا
السفير الكندي أولريك شانون أكد أن "الابتكار الكندي والخبرة المصرية يفتحان معًا أبوابًا جديدة أمام المرضى، حيث تلتقي التكنولوجيا بالثقة".
أوضح المهندس جمال متولي نائب الرئيس التنفيذي لشركة NTG Clarity أن "ما نطلقه اليوم ليس مجرد منصات، بل هو وعد برعاية صحية أوضح وأكثر إنسانية تتجاوز الحدود".
أما الدكتور كريم بنيّس، مؤسس 2MD Opinion، فأكد أن "رؤيتنا هي توفير الوضوح في اللحظات التي يحتاج فيها المريض إلى الاطمئنان، ومنصتنا تتيح ذلك بلا قيود".
المؤتمر اختُتم بالتأكيد على أن هذه المشاريع ليست حلولًا مؤقتة، بل هي بداية لمرحلة جديدة من التعاون بين كندا ومصر في مجال تكنولوجيا الرعاية الصحية. مع دمج الذكاء الاصطناعي والسياحة العلاجية وخدمات التطبيب عن بعد، يتجه القطاع الصحي نحو نموذج أكثر استدامة وكفاءة يضع المريض في قلب المنظومة.
بهذا، تعزز مصر مكانتها كمركز إقليمي للرعاية الطبية المتقدمة، فيما تواصل كندا دورها كدولة رائدة في الابتكار، ليشكلا معًا محورًا استراتيجيًا يفتح آفاقًا جديدة لمستقبل الصحة الرقمية عالميًا.