أخبار عاجلة

زهران ممداني يتحدى ترامب ويطالبه بمناظرة تلفزيونية لكشف تدخله في انتخابات عمدة نيويورك

زهران ممداني يتحدى ترامب ويطالبه بمناظرة تلفزيونية لكشف تدخله في انتخابات عمدة نيويورك
زهران ممداني يتحدى ترامب ويطالبه بمناظرة تلفزيونية لكشف تدخله في انتخابات عمدة نيويورك

في  خطوة جريئة تهدف إلى إعادة صياغة السباق إلى منصب عمدة مدينة نيويورك، ألقى المرشح الديمقراطي الأوفر حظًا، زهران ممداني، قفاز التحدي مباشرة أمام الرئيس دونالد ترامب، مطالبًا إياه بمناظرة تلفزيونية. 

هذا التحدي غير المسبوق يأتي وسط تصاعد اتهامات ممداني للبيت الأبيض بالتدخل السافر في الانتخابات المحلية لتقويض حملته.

 وفقًا لتقرير من موقع بوليتكو نُشر اليوم الجمعة الموافق 5 سبتمبر 2025، فإن الضغط يتزايد على كبار القادة الديمقراطيين في نيويورك ليعلنوا دعمهم لممداني، خاصة بعد أن عرض فريق ترامب مناصب فدرالية على العمدة الحالي إريك آدامز، الذي لا يحظى بشعبية، لإقناعه بالانسحاب من السباق، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.

 

تحدٍ مباشر: "السيد الخياط" في قفص الاتهام


وفقًا لتصريحات نقلتها شبكة سي بي إس نيوز، وجّه ممداني، الذي فاز بالانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في يونيو، سهام النقد إلى من وصفه بـ"السيد الخياط" الذي يحرك الدمى من وراء الستار. 

 

وجاءت هذه الخطوة بعد أن اقترح الحاكم السابق أندرو كومو خمس مناظرات عبر أحياء المدينة الخمسة. لكن ممداني رفض هذا الاقتراح، مفضلًا مواجهة من يرى أنه يتدخل بشكل مباشر في شؤون نيويورك.

 وقد كشفت تقارير من نيويورك تايمز وفوكس بيزنس أن ترامب كان قلقًا لأشهر من الشعبية المتزايدة لممداني، واصفًا إياه بأنه "تهديد اشتراكي" للمدينة. 

هذه المخاوف أكدها الملياردير جون كاتسيماتيديس الذي كشف عن محادثات بهذا الشأن مع ترامب.

 

وتصاعدت حدة التوتر مع اتهامات ممداني للبيت الأبيض بعرض مناصب فيدرالية على منافسيه، بمن فيهم العمدة آدامز والجمهوري كيرتس سليوا، لإقناعهم بالانسحاب. 

وفي مؤتمر صحفي، تساءل ممداني بنبرة حادة: "لماذا نحارب الدمية بينما يمكننا محاربة السيد الخياط؟" وأكد على ضرورة أن تركز أي مناظرة على سياسات ترامب، مثل تخفيضات برنامج SNAP (برنامج المساعدات الغذائية)، التي يزعم أنها تضر بسكان نيويورك.

لعبة شطرنج سياسية: تحركات ترامب وانقسامات الديمقراطيين
 

كان ترامب، بدوره، قد وصف ممداني بـ"العمدة الشيوعي" وعبر عن رغبته في انسحاب المرشحين الآخرين لتوحيد المعارضة ضده، كما أفادت شبكة فوكس نيوز. هذا الشعور يؤكد مدى القلق الذي أثاره ممداني داخل أروقة البيت الأبيض. 

هذا التحدي الجريء، الذي وصفته مجلة إنديا توداي بأنه محاولة من ممداني لـ"قطع الوسيط" ومواجهة تدخل ترامب مباشرة، يؤكد أن سباق عمدة نيويورك لم يعد مجرد قضية محلية، بل أصبح ساحة جديدة للمواجهة السياسية على أعلى المستويات.

 

الجهود السرية لإفساح المجال وعرقلة مستقبل ممداني السياسي تحظى بتأييد النخبة المالية والسياسية في نيويورك. فالكثيرون يخشون أن تؤدي سياساته اليسارية المتشددة إلى أزمة وجودية للمدينة. 

هذه المخاوف دفعت بعض الممولين الأثرياء والمسؤولين الجمهوريين للتحدث مع ترامب حول ضرورة وقف تقدمه عبر إزاحة المرشحين الأقل حظًا. سليوا، الذي يحتل المركز الثالث في استطلاعات الرأي خلف كومو وعلاقته فاترة بالرئيس، أكد أنه لن ينسحب من السباق.

 

صراع داخلي ديمقراطي ونداء للوحدة


الجدل حول ترشح ممداني كشف عن انقسامات عميقة داخل الحزب الديمقراطي. ففي حين أعلنت النائبة ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز دعمها العلني له، متسائلة: "هل نحن حزب يتحد خلف مرشحه، أم لا؟"، لا يزال كبار القادة الديمقراطيين مثل الحاكمة كاثي هوكول وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز مترددين في إعلان دعمهم.

 

هذا التردد أحبط حلفاء ممداني، الذين يرون أنه مع محاولة ترامب التدخل في الانتخابات، فإن وقوف الديمقراطيين على الحياد هو أمر متهور. وقالت ياسمين غريبر، المديرة المشاركة في حزب "العائلات العاملة" المتحالف مع ممداني: "لدى القادة الديمقراطيين خيار: إما أن يسمحوا لترامب باختيار عمدة نيويورك القادم أو أن يدعموا مرشح الطبقة العاملة النيويوركية".

 

ومع ذلك، لا يزال بعض كبار الحزب حذرين. فقد حذّر جاي جاكوبس، رئيس الحزب الديمقراطي في نيويورك وحليف هوكول، من السماح لـ"مناورات دونالد ترامب بأن تملي علينا تفضيلاتنا أو أفعالنا الانتخابية". ورغم ذلك، التقى ممداني بهوكول وجيفريز وتحدث هاتفيًا مع شومر، بل إن جيفريز لمح إلى إمكانية إعلان دعمه، طالبًا من الصحفيين "ترقبوا".

 

تبدو الحسابات السياسية بالنسبة للديمقراطيين المعتدلين معقدة. فبينما لاقت وعود ممداني بـ"أسعار معقولة" - مثل النقل بالحافلات المجاني، ورعاية الأطفال، وتجميد الإيجارات - صدى واسعًا لدى الناخبين في انتصاره الأولي، فإن مواقفه المثيرة للجدل سابقًا بشأن قضايا مثل خفض ميزانية الشرطة وانتقاده لإسرائيل جعلت بعض القادة يترددون، خاصة في المناطق التي تشهد تقلبات سياسية.

 

عامل ترامب: "قبلة الموت" أم ميزة استراتيجية؟


الاعتقاد بأن ترامب يفضل مرشحًا ما قد يكون "قبلة الموت" في مدينة حيث 66% من الناخبين لديهم وجهة نظر سلبية عنه، كما قال النائب ريتشي توريس، وهو ديمقراطي مؤيد لإسرائيل بقوة. وجيفريز ردّد هذا الشعور، متسائلًا كيف يمكن لـ"تدخل خارجي" من ترامب، الذي تعد علامته التجارية "سامة" في نيويورك، أن يفيد أي شخص.

 

في المقابل، صوّر كومو تاريخه مع ترامب على أنه ميزة، مؤكدًا أنه سيتمكن من العمل بشكل مثمر مع زميله "ابن كوينز". لكنه غيّر خطابه لاحقًا، محذّرًا من أن ترامب قد يتشجع على إرسال قوات فدرالية إلى نيويورك إذا تم انتخاب ممداني. ومع ذلك، وبشكل خاص، أفاد كومو للممولين في حفل بمدينة هامبتونز أنه يتوقع أن يساعده ترامب في الحصول على أصوات الجمهوريين القليلة في المدينة.

 

هذه الدراما الانتخابية أثارت اهتمام الجميع. فبينما يسعى ممداني وحلفاؤه إلى جبهة موحدة، تسلط الانقسامات الداخلية والضغوط الخارجية الضوء على الطبيعة المتقلبة لهذا السباق، الذي أصبح معركة بالوكالة لمستقبل الحزب الديمقراطي واختبارًا لتأثير ترامب المستمر، حتى من بعيد. الأسابيع القليلة القادمة ستكشف ما إذا كانت المؤسسة الديمقراطية ستتحد خلف مرشحها، أم أن المناورات السياسية ستؤدي إلى مزيد من التشتت، مما قد يمهد الطريق لنتيجة مفاجئة في نوفمبر المقبل.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق رئيس الوزراء: الحكومة لديها رؤية اقتصادية حتى عام 2030 تمتد لما بعد الاتفاق مع صندوق النقد الدولي
التالى "إي تاكس" تحتفي بنجاح وزارة المالية في "التسهيلات الضريبية"