صدر مؤخرا عن مركز الوطن العربي للنشر والإعلام (رؤيا) كتاب «يوميات رجل غير مهزوم – الجزء الثاني» للكاتب المسرحي والروائي السيد حافظ.
يمثل هذا الكتاب حالة أدبية نادرة، إذ يخرج من حدود الأجناس التقليدية ليؤسس لما يمكن تسميته بـ «الرواية الشعرية المكثفة»؛ نصوص تجمع بين البوح الشخصي والقصيدة والوثيقة، حيث يحضر كل مقطع بوصفه قصيدة مستقلة وفي الوقت ذاته لبنة في نسيج سردي أشمل. بهذا التجريب، يقدّم حافظ صياغة جديدة للسيرة والاعتراف، ويمنح القارئ مساحة مختلفة للتأمل في الذات والتاريخ معًا.
على امتداد الصفحات، تتناثر الذكريات بين الإسكندرية والكويت وبيروت وقبرص ودبي، في حركة سردية غير خطية تعكس تشظّي المثقف العربي وهمومه. ويستعيد المؤلف محطاته مع الصحافة والمسرح والمنفى، ولقاءاته مع رموز ثقافية عربية بارزة، كاشفا في الوقت نفسه آليات التهميش والخذلان التي طالت المبدع العربي في العقود الأخيرة.
النص لا يكتفي بالاعتراف الذاتي، بل يتحول إلى شهادة على واقع الثقافة العربية، ينسج حافظ لوحات عن الحب والخيانة، عن الكتابة كفعل خلاص، وعن المسرح كمساحة اعتراف ونجاة.
يرى نقاد أن هذا العمل لا يقدم مجرد يوميات شخصية، بل يطرح مشروعًا أدبيًا مختلفًا، يجمع بين التوثيق الشعري والاعتراف الوجودي، ليُعيد رسم صورة المثقف العربي المهزوم الذي يحوّل هزيمته إلى نص، وخسارته إلى جماليات سردية وشعرية تستحق الوقوف أمامها طويلًا.