مروة يسري , أدلت مروة يسري عبد الحميد، المعروفة إعلاميًّا بـ”ابنة مبارك المزعومة”، باعترافات مثيرة أمام جهات التحقيق، كاشفة تفاصيل غير متوقعة حول هويتها الحقيقية والجهات التي دفعتها لاختلاق هذه القصة. وأوضحت أنها في الحقيقة تُدعى “فريدة” من مواليد نوفمبر 1988، وليس كما ادّعت سابقًا، مشيرة إلى أن من أخبرها بهذه المعلومات صحفية كانت زوجة قيادي سابق ومستشارة إعلامية للرئيس الأسبق محمد مرسي.

خلال التحقيق، أنكرت المتهمة تذكر اسم هذه الصحفية، لكنها أكدت أنها المصدر الذي أخبرها بتفاصيل مغلوطة حول نسبها الحقيقي، مدعية أنها “ابنة الرئيس الراحل حسني مبارك” والممثلة السابقة إيمان الطوخي، وأنها اختُطفت وهي بعمر عام ونصف، ونُسبت لعائلة في إمبابة عاشت معها في ظروف قاسية.
وأضافت أن الأسرة التي نشأت بينها كانت تسيء معاملتها نفسيًّا وجسديًّا، وأنها لم تكن تشعر بالانتماء لهم أبدًا. وأشارت إلى أن تلك المعاناة أثرت على دراستها، حيث تدهورت نتائجها الدراسية ودخلت معهدًا تعليميًّا أقل من طموحاتها، ثم تزوجت بعد التخرج من شخص يُدعى حسن عبد الرحيم، وأنجبت منه طفلين قبل أن تنفصل عنه عام 2019.

أسباب انتحال مروة يسري صفة ابنة الرئيس الراحل
بررت إنشاء حسابات متعددة على وسائل التواصل الاجتماعي تحت اسم “ابنة الرئيس مبارك” بأنها كانت وسيلة للدفاع عن نفسها واستعادة كرامتها، على حد قولها. قالت: “اخترت الاسم ده علشان الناس تخاف مني، وأعرف آخد حقي من اللي شهّروا بيا وأذوني”. كما أقرت بإنشاء ما يقرب من 40 حسابًا بأسماء مختلفة، من بينها “mr mrs”، وجميعها بهدف التأثير والتفاعل مع الجمهور.
وأكدت المتهمة أن السبب الرئيسي وراء تبنّي هذه الهوية الزائفة هو رغبتها في مواجهة عدد من الأشخاص الذين ادعت أنهم حاولوا الإيقاع بها في أعمال غير أخلاقية، ومن بينهم فنانات معروفات مثل وفاء عامر ووالدتها عزيزة عز العرب، بالإضافة إلى شخصية تُدعى “ليلى الشبح”. واتهمت هؤلاء بمحاولة استدراجها عبر وسطاء، لتوريطها ثم التشهير بها، وفقًا لروايتها.
كما زعمت مروة يسري أنها حررت عدة محاضر ضد آخرين، منهم أشخاص يُدعون أحمد عمار وابن محفوظ، بتهمة التشهير ومحاولة التخلص منها، إلا أن جميع هذه القضايا انتهت بالحفظ، دون اتخاذ أي إجراء قانوني ضدهم.

نشاط مروة يسري على مواقع التواصل وبداية تصعيد الأزمة
أشارت إلى أن ظهورها على مواقع التواصل بدأ منذ عام 2013، إلا أن نشاطها تضاعف في عام 2025، حيث بدأت بنشر مقاطع فيديو تتناول مشكلاتها الشخصية، وأحيانًا قضايا سياسية، ما ساعدها على جذب الانتباه وتوسيع دائرة متابعيها. ومع ازدياد التفاعل، قررت تصعيد الأمر من خلال ادعاء نسبها إلى الرئيس الأسبق حسني مبارك، ما تسبب في إثارة جدل واسع على السوشيال ميديا.
وأوضحت أن السلطات ألقت القبض عليها في عام 2023 بعد سلسلة من منشوراتها التي تسببت في بلبلة، حيث تم احتجازها لمدة شهرين قبل الإفراج عنها عقب التأكد من “سلامة موقفها”، على حد تعبيرها. لكن الأمر لم يتوقف، فقد عادت لممارسة نشاطها بشكل مكثف لاحقًا، ما أدى إلى حبسها حاليًا على ذمة قضية نشر أخبار كاذبة.
ختامًا، تبقى قضية “ابنة مبارك المزعومة” واحدة من أكثر القصص غرابة في المشهد الإعلامي، حيث تختلط فيها الأوهام بالرغبة في الانتقام، وتُستخدم فيها وسائل التواصل كأداة للادعاء والتمويه، وسط اتهامات تطال شخصيات معروفة في الوسطين السياسي والفني.