النوم .. كشفت دراسة دولية حديثة عن ظاهرة مقلقة ترتبط بعادات ملايين الأشخاص خلال عطلات نهاية الأسبوع، حيث أظهرت النتائج أن النوم لساعات طويلة، والسهر المتكرر، كلها عوامل تؤدي إلى تفاقم اضطراب النوم المعروف بانقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم.
ولا يسبب هذا الاضطراب الخطير فقط التعب الشديد والشخير، بل يزيد أيضًا خطر الإصابة بأمراض مزمنة قاتلة، من ضمنها سرطان الرئة.
وحللت الدراسة التي قادها باحثون من جامعة فلندرز الأسترالية، بيانات نوم لأكثر من 70 ألف شخص من 23 دولة، باستخدام أجهزة مراقبة مثبتة سريريًا توضع تحت المرتبة.
وتوصّلت النتائج إلى أن خطر الإصابة بانقطاع النفس المتوسط إلى الشديد يزداد بنسبة 18% في أيام السبت مقارنة بأيام الأربعاء.
"انقطاع النفس الاجتماعي": مصطلح جديد لظاهرة متكررة
أطلق الباحثون مصطلح "انقطاع النفس الاجتماعي" على هذه الظاهرة التي تشتد خلال عطلة نهاية الأسبوع، بسبب التغييرات المفاجئة في روتين النوم.
ويزيد النوم لأكثر من 45 دقيقة إضافية خطر الإصابة بنسبة 47%، بينما يؤدي تغيير توقيت النوم بأكثر من ساعة إلى زيادة بنسبة 38%. و
وتبيّن أن الرجال والأشخاص دون سن الستين هم الأكثر تأثرًا بهذه الظاهرة، حيث ترتفع لديهم معدلات الإصابة بأكثر من 20%.
النتائج تثير تساؤلات حول فعالية التشخيص التقليدي
أشارت الدكتورة لوسيا بينيلا، المؤلفة الرئيسية للدراسة، إلى أن أغلب التشخيصات السريرية تتم خلال أيام الأسبوع، ما قد يؤدي إلى التقليل من خطورة الحالة عند تقييمها خارج عطلة نهاية الأسبوع.
ومن جهته، أكد البروفيسور داني إيكرت، مدير معهد صحة النوم في فلندرز، أن عدم الانتظام في استخدام أجهزة العلاج خلال النوم مثل جهاز CPAP خلال عطلات نهاية الأسبوع قد يفاقم المشكلة.
تغيرات موسمية تزيد الطين بلة
وفي دراسة موازية نشرت في مجلة Communications Medicine، اكتشف الباحثون أن شدة انقطاع النفس ترتفع بنسبة تصل إلى 19% خلال الصيف والشتاء مقارنة بباقي الفصول.
ويمكن لارتفاع درجات الحرارة أو النوم لفترات أطول في البرد، أن يؤدي إلى نوم خفيف أو زيادة في مرحلة حركة العين السريعة، وهما عاملان يرتبطان بتفاقم اضطراب التنفس.
دعوة إلى تغيير في العادات والتشخيص
توصي الدراسات بضرورة الحفاظ على نمط نوم ثابت، وتجنب السهر وتناول الكحوليات، خاصة في عطلات نهاية الأسبوع.
كما دعت إلى إعادة النظر في ممارسات التشخيص والعلاج، خصوصًا في الحالات التي يُسمح فيها للمرضى بتخطي العلاج أيام العطلة، وهو ما قد يعرضهم لمخاطر صحية جسيمة.
وإن بدت التقلبات التي ترصدها الأجهزة صغيرة على مستوى الفرد، إلا أنها تحمل آثارًا كبيرة على الصحة العامة، وتزيد خطر الإصابة بأمراض القلب، الاضطرابات النفسية، والحوادث القاتلة، خاصة لدى السائقين والعاملين في القطاعات الحساسة.