أخبار عاجلة
تعليم السويس يودع مدير مديريته في حفل تكريمه -
غزة لا تنطفىء ولو عاد الاحتلال بألف وجه -
لكل ربة منزل.. أفضل الطرق لتخزين الملوخية -
المناظرات الإسرائيلية.. والاستعراض الأحمق -

إفيه يكتبه روبير الفارس "نرجع مرجعونا"

إفيه يكتبه روبير الفارس "نرجع مرجعونا"
إفيه يكتبه روبير الفارس "نرجع مرجعونا"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

إذا كنت جالسًا تحتسي الشاي بالنعناع في هدوء وسكينة، وفجأة انقطعت كل وسائل البث المباشر، وارتجت صفحات السوشيال ميديا المتعددة بموسيقى جنائزية وإعلانات "بيان هام"، ولمعت أخبار مهمة تقول: لقد نجح عالم وطني عظيم ظل قابعًا في معمله منذ أكثر من قرن في اختراع العجلة!

تهليل وتصفيق حاد، ورقص الغوازي يا حبذا، وإجازات رسمية، وأوبريتات فخيمة. ترى، ماذا يحدث لعقلك وقتها؟
هذا العالم المخلص والمنغلق والمتقوقع على ذاته، والمتحجر في اتصاله بالعالم، وصل إلى اختراع حقيقي بمجهوده الذاتي… لكنه اختراع "مرطرط "في كل الحارات والشوارع والدول والولايات والبلدان! فما الفائدة من إعادة اختراع العجلة؟! ويبدأ سيل السخرية التي تقتل عالمنا "المتفوق" الذي سنقيم له جنازة رسمية مهيبة تقديرًا لدوره الفارق… في العودة للوراء.

هذه القصة الخزعبلية نحيا أحداثها وأشخاصها وأركانها كل يوم، والعجيب أننا لا نندهش! وهذا مرض خطير، ففقدان الدهشة سرطان يأكل الإبداع والخيال بل والتعقل.

إننا نرى السبل والمرجعيات التي تقدم بها العالم من حولنا، في كافة المجالات: سياسة، إدارة، علوم… لكننا نصرّ على اختراع عجلة متخلفة تعود بنا للوراء، رغم أن الوصفة السهلة واضحة كالشمس أمام أعيننا.

بالله عليكم، كيف يتحدث مسؤول كريم عن عودة الكتاتيب؟! الكتاتيب التي ماتت ودفنت، وسخر منها كتابنا وأدباؤنا الكبار في أعمالهم عندما تهكموا على تعاليم القرن التاسع عشر وما سبقه.
في رواية "حديث عيسى بن هشام ' لمحمد المويلحي، التي نُشرت لأول مرة مسلسلة بين أبريل 1898 وأغسطس 1903 في جريدة "مصباح الشرق" المصرية، تظهر الكتاتيب كجزء من الحياة الاجتماعية والتعليمية في مصر في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، ويتم تصويرها في سياق نقدي ساخر. يعرض الكاتب جوانب من حياة الكتاتيب التي يراها متخلفة وغير مواكبة للتطور، بل رمزًا للجمود والتخلف في التعليم، ويستخدمها منصة لانتقاد الأوضاع الاجتماعية والثقافية في عصره. وهي دليل على عدم مواكبة المتطلبات الحديثة.

تخيّل لو أخبرنا المويلحي أننا سوف نعيد الكتاتيب في القرن الحادي والعشرين، بينما نحمل الذكاء الاصطناعي في جيوبنا الخلفية!

وفي رواية "الأيام"لمعلم الأجيال طه حسين، التي صدر الجزء الأول منها عام 1929، سخر عميد الأدب العربي من الكتاتيب من خلال تصويره لحياة الصبي فيها، مركزًا على الجهل والظروف القاسية التي كان يعيشها، مما يبرز بوضوح عدم جدوى هذه التجربة التعليمية في تحقيق أي تقدم حقيقي للفتى. يصف طه حسين الكتاتيب بأنها أماكن مظلمة، تفتقر إلى النظافة والترتيب، مما يعكس حالة الجهل والتخلف التي كانت سائدة فيها.

وهذه الصورة تكررت في أكثر من رواية بعد ذلك، منها "السقا مات "ليوسف السباعي، وغيرها كثير.

بل إنني كنت أشاهد بالأمس فيلم "سلامة في خير "(إنتاج 1937) لنجيب الريحاني، الذي كتبه بالاشتراك مع بديع خيري، وأخرجه نيازي مصطفى. وفي مشهد بارز، كان الريحاني يتشاجر مع جاره المدرس "شرفنطح"، وأراد أن يقلل ويحقر منه ويستهزئ بعمله. في قسم الشرطة، قدّم "شرفنطح" نفسه بعظمة للضابط كونه مدرسًا، فأسرع الريحاني ليحط من قدره قائلًا: "مدرس في كتاب".

تخيل أن السينما سخرت من الكتاتيب في ثلاثينيات القرن الماضي، وأنت تريد العودة إليها على مشارف ثلاثينيات القرن التالي… يا دي الهرجلة!

إفيه قبل الوداع:

* الماضي يعود الآن.
* أنا الماضي.
* صوت من الماضي: (تقدر تعد كام فيلم يحمل عنوان "الماضي" وتغني لهم "خلينا في بكرة"؟).

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق محافظ البحيرة تتابع سير انتخابات مجلس الشيوخ في ثاني أيام التصويت
التالى البيت الأبيض: الرسوم الجمركية على إسرائيل ستكون نسبتها 15%