شهد إنتاج سلطنة عمان من الغاز الطبيعي نموًا طفيفًا بنهاية شهر يونيو/حزيران 2025؛ ما يعكس استقرار مستويات الإنتاج مع تباين أداء الغاز المصاحب وغير المصاحب وتغيرات في أنماط الاستهلاك.
وبحسب بيانات حديثة حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فقد بلغ إجمالي إنتاج الدولة من الغاز الطبيعي -شاملًا الإنتاج المحلي والاستيراد- 27 مليارًا و692 مليونًا و300 ألف متر مكعب حتى نهاية يونيو/حزيران 2025، بزيادة 0.3% فقط مقارنة بالمدة نفسها من عام 2024.
كما أظهرت البيانات ارتفاع إنتاج سلطنة عمان من الغاز المصاحب بنسبة 11.4%، ليصل إلى 6.25 مليار متر مكعب، مقابل تراجع الغاز غير المصاحب (مع الاستيراد) بنسبة 2.5%، وسط مؤشرات على استمرار الاعتماد على الغاز لتوليد الكهرباء وتشغيل الصناعات.
ورغم أن إنتاج سلطنة عمان من الغاز حافظ على مسار ثابت؛ فإن تراجع استهلاك المشروعات الصناعية بنسبة 5.3% يسلط الضوء على تغيرات في الطلب المحلي، مقابل ارتفاع ملحوظ في استعمال الغاز بمحطات الكهرباء وحقول النفط.
ارتفاع إنتاج الغاز المصاحب وتراجع المستقل
أوضحت البيانات أن إنتاج سلطنة عمان من الغاز المصاحب ارتفع إلى 6 مليارات و255 مليونًا و100 ألف متر مكعب حتى نهاية يونيو/حزيران 2025، مقارنة بـ5 مليارات و616 مليونًا و300 ألف متر مكعب في المدة نفسها من العام السابق.
في المقابل، انخفض إنتاج الغاز غير المصاحب -مع الكميات المستوردة- إلى 21 مليارًا و437 مليونًا و200 ألف متر مكعب، مقابل 21 مليارًا و985 مليونًا و20 ألف متر مكعب، وهو ما يعكس تباطؤًا في بعض الحقول المستقلة.
ويعكس نمو إنتاج سلطنة عمان من الغاز المصاحب زيادة إنتاج النفط الخام؛ إذ يرتبط استخراج الغاز المصاحب بعمليات إنتاج النفط، في حين أن تراجع الغاز غير المصاحب قد يرتبط بالصيانة أو محدودية قدرات بعض الحقول.
كما أظهرت الأرقام أن إنتاج سلطنة عمان من الغاز يواصل أداءً متوازنًا رغم التباين بين النوعين؛ ما يعكس مرونة مزيج الطاقة في البلاد، وقدرة القطاع على التكيف مع التحديات الفنية والطلب المتقلب.
وتشير هذه البيانات إلى أهمية الاستثمار في تطوير الحقول غير المصاحبة لضمان تنويع مصادر الغاز، وتقليل الاعتماد على الإنتاج المرتبط بالنفط الخام الذي قد يتأثر بتقلبات الأسعار العالمية، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ويؤكد الخبراء أن سلطنة عمان تسعى إلى تعزيز الإنتاج من خلال مشروعات تطوير الحقول واستعمال تقنيات الاستخلاص المعزز؛ ما يضمن استدامة إمدادات الغاز في الأجلين المتوسط والطويل.
ومن المرجح أن يشهد النصف الثاني من 2025 تحسنًا في إنتاج سلطنة عمان من الغاز غير المصاحب، مع اكتمال برامج الصيانة وتشغيل آبار جديدة؛ ما قد يرفع إجمالي إنتاج البلاد من الغاز إلى مستويات أعلى.
تحولات في أنماط الاستهلاك
انخفض استهلاك الغاز في المشروعات الصناعية بنسبة 5.3%، ليبلغ 13 مليارًا و814 مليونًا و300 ألف متر مكعب حتى نهاية يونيو/حزيران 2025، مقارنة بنحو 14 مليارًا و593 مليون متر مكعب خلال المدة نفسها من عام 2024.
في المقابل، ارتفع استهلاك الغاز بمحطات توليد الطاقة بنسبة 1.6% ليصل إلى 7 مليارات و287 مليونًا و600 ألف متر مكعب، ما يعكس استمرار الاعتماد الكبير على الغاز في تشغيل الشبكة الكهربائية.
كما شهد استهلاك الغاز في حقول النفط؛ بما في ذلك المناطق الصناعية والشركات الكبرى مثل "عمان للتعدين" و"أسمنت عمان"، نموًا بنسبة 13.1%، ليبلغ 6 مليارات و454 مليونًا و500 ألف متر مكعب.
وأظهرت البيانات زيادة استهلاك الغاز في المناطق الصناعية بنسبة 9.4% إلى 136 مليون متر مكعب؛ ما يشير إلى نشاط صناعي متصاعد في بعض القطاعات، رغم التراجع العام في استهلاك المشروعات الكبرى.
ويرى محللون أن هذا التباين في أنماط الاستهلاك يعكس تحولًا في أولويات استعمال الغاز، مع منح أولوية لتوليد الكهرباء وتزويد الصناعات الأساسية، مقابل تراجع في الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة.
كما يعكس ارتفاع الاستهلاك في قطاع النفط والمناطق الصناعية نشاطًا متزايدًا في مشروعات الاستخلاص المعزز وتحسين كفاءة الإنتاج، وهو ما يسهم في دعم الإيرادات وتعزيز القيمة المضافة للموارد.
ومع استمرار هذه التحولات، يتوقع أن تعيد السلطنة النظر في سياساتها المتعلقة بتوزيع الغاز بين القطاعات، بما يحقق التوازن بين دعم الصناعة وضمان أمن الإمدادات الكهربائية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..
