الكرملين , أعلن رسميًا، اليوم السبت، عن عقد قمة تاريخية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة المقبل في ولاية ألاسكا الأمريكية. وتأتي هذه الخطوة في وقت بالغ الحساسية، وسط توترات دولية متصاعدة، وخاصة في ظل الحرب المستمرة في أوكرانيا.
وقد اعتبر أن اختيار ألاسكا كموقع للقمة “منطقي تمامًا” نظرًا لموقعها الجغرافي القريب من روسيا، وكونها نقطة التقاء طبيعية بين الجارتين النوويتين.

تعليق الكرملين على نقطة الألتقاء في ألاسكا
نقلت وكالة “تاس” الروسية تصريحات يوري أوشاكوف، أحد كبار مستشاري الكرملين، الذي قال إن “روسيا والولايات المتحدة جارتان جغرافيًّا وتحدان بعضهما البعض، ولذلك فإن اختيار ألاسكا مكانًا لعقد القمة يعد أمرًا منطقيًا”.
وأضاف:
“وفدنا سيعبر جوًا عبر مضيق بيرينج، ويبدو أن ألاسكا تمثل المكان المثالي لعقد قمة طال انتظارها بين زعيمي أكبر قوتين نوويتين في العالم”.
وتحمل ألاسكا رمزية سياسية وجغرافية لافتة، إذ كانت جزءًا من الأراضي الروسية قبل أن تبيعها الإمبراطورية الروسية للولايات المتحدة عام 1867، ما يجعلها مكانًا تاريخيًا يعكس العلاقة المعقدة بين البلدين.

الكرملين يكشف أبرز ملفات اللقاء
كشف أيضا أن أبرز الملفات المطروحة على طاولة القمة هي الأزمة الأوكرانية، حيث سيسعى الرئيسان بوتين وترامب إلى مناقشة سبل التوصل إلى تسوية سلمية طويلة الأمد تنهي النزاع المستمر منذ عام 2022.
ووفق ما ذكرته وكالة “بلومبرج”، فإن كلا من واشنطن وموسكو تجريان مفاوضات تمهيدية من خلال مسؤولين رفيعي المستوى، بهدف التوصل إلى اتفاق يرسخ سيطرة روسيا على الأراضي التي استولت عليها منذ بداية عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
وتشير مصادر أمريكية إلى أن الاتفاق المطروح قد يتضمن تبادلًا للأراضي، وهو ما ألمح إليه ترامب في تصريحات صحفية من البيت الأبيض، قائلاً:
“سيكون هناك تبادل للأراضي لتحسين وضع كلي البلدين”، في إشارة إلى إمكانية إجراء تسوية سياسية إقليمية تضمن المصالح الجيوسياسية لكل طرف.

دعوة روسية لترامب بعد القمة
من جانب آخر، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجه دعوة رسمية لنظيره الأمريكي لزيارة موسكو عقب انتهاء القمة في ألاسكا، وذلك في إطار تعزيز قنوات التواصل بين البلدين ومواصلة الحوار حول القضايا العالقة.
وتُعد هذه القمة المرتقبة أول لقاء مباشر بين بوتين وترامب منذ عودة الأخير إلى الرئاسة، وسط توقعات بأن تكون نقطة تحوّل في مسار العلاقات الدولية، خاصة في ظل سعي البلدين لتخفيف حدة التوترات وبحث سبل إنهاء الحرب في أوروبا الشرقية.

قمة تُعيد تشكيل المشهد الدولي؟
تأتي هذه القمة في وقت يعيد فيه المجتمع الدولي ترتيب أوراقه، وسط تحولات سياسية واقتصادية كبرى، وعودة النفوذ الروسي إلى الواجهة، إلى جانب طموحات ترامب باستعادة مكانة أمريكا العالمية.
ويرى محللون أن اللقاء بين بوتين وترامب في ألاسكا قد يكون الخطوة الأولى نحو إعادة صياغة التوازنات الجيوسياسية، لا سيما إذا نجح الطرفان في التوصل إلى تسوية تُنهي واحدة من أكثر الحروب دموية في العصر الحديث.