عقوبات قانونية صارمة في انتظار الإعلامية مها الصغير بعد اتهامها بسرقة لوحة الفنانة الدنماركية ليزا لاش نيلسون، في حادثة تذكر بقضية غادة والي التي هزت الرأي العام السنة الماضية مع لوحات مترو الأنفاق المسروقة.
وفقًا للمادة 181 من قانون الملكية الفكرية المصري رقم 82 لسنة 2002، تواجه مها عقوبة الحبس لمدة تتراوح بين شهر وثلاث سنوات، وغرامة مالية لا تقل عن 5,000 جنيه ولا تزيد عن 10,000 جنيه، وذلك لنشرها مصنفًا فنيًا دون إذن مكتوب من مالكته الأصلية، ما ينطبق على عرضها اللوحة في برنامج "معكم" مع منى الشاذلي دون نسبتها لمبدعتها الحقيقية.
أما التعويضات المالية، فتشمل تعويضًا ماديًا يصل إلى 200,000 جنيه (ضعف الأرباح المتحققة من الحلقة)، وتعويضًا معنويًا يقدر بنحو 500,000 جنيه نظرًا للانتشار الواسع للوحة واستخدامها كأداة ترويج شخصي.
من غادة والي إلى مها الصغير
تظهر قضية مها الصغير تشابهًا مع سابقة غادة والي التي تولت تصميم جداريات محطة مترو "كلية البنات" عام 2022 باستخدام أعمال الفنان الروسي جورجي كوراسوف دون إذنه.
في تلك الواقعة، لم تقتصر العقوبة على الغرامات (التي لم تُحدد قيمتها بعد)، بل امتدت إلى تداعيات مؤسسية قاسية شملت إقالة اللواء عصام والي رئيس هيئة مترو الأنفــاق، وتعيينه مستشارًا لوزير النقل كإجراء احترازي.
كما قدمت الشركة المشغلة للمترو اعتذارًا رسميًا، وأزيلت اللوحات المسروقة، وفتحت تحقيقات موسعة ضد شركة والي للدعاية، مع دراســة إجراءات قانونية لاسترداد التعويضات.
الفرق بين الصغير ووالي
رغم التشابه الظاهري، تختلف القضيتان جوهريًا، ففي حالة غادة والي، كان الانتهاك مؤسسيًا، حيث تعاقدت هيئة مترو الأنفاق مع وكالتها بشرط تقديم أعمال أصلية، مما جعل الهيئة شريكة غير مباشرة في المسؤولية بعد فشلها في الرقابة، بينما تعد قضية مها الصغير انتهاكًا فرديًا، لم ترتبط بجهة رسمية.
قصة مها الصغير مع الفنانة الدنماركية
في يونيو 2025، استضافت الإعلامية منى الشاذلي مها الصغير في برنامج "معكم"، حيث عرضت الأخيرة لوحة بعنوان "صنعت لنفسي بعض الأجنحة"، مدعيةً أنها من إبداعها.
لكن الفنانة الدنماركية ليزا لاش نيلسون كشفت عبر "إنستجرام" أن اللوحة سُرقت بالكامل من حسابها الشخصي، حيث تم التقاط صورة مباشرة منها دون تعديل أو نسب المصدر، مؤكدة ليزا أن مها سرقت أيضًا أعمال ثلاثة فنانين آخرين من منصات مثل "بينترست"، محذرةً من أن هذا الفعل يشكل "جريمة وفق القانون المصري والدولي".
حذف واعتذار
تصاعدت الأزمة مع إعلان منى الشاذلي اعتذارها العلني، حيث حذفت حلقة البرنامج ونشرت بيانًا على "إنستجرام" تؤكد فيه أن اللوحة ملك لليزا، وشددت على "احترام حقوق المبدعين الحقيقيين".
من جهة أخرى، هاجمت الإعلامية ياسمين الخطيب، وهي فنانة تشكيلية، تصرف مها واصفة إياه بـ"البجاحة والاستسهال"، مشيرةً إلى أن سرقة الأعمال الفنية "ظاهرة متجذرة في مصر". كما عرض محامون مصريون تمثيل ليزا قضائيًا، ما يهدد مها بدعاوى قد تؤثر على مسيرتها الإعلامية وخططها لإطلاق برنامج "كلام كبير" على قناة ON 13.