أخبار عاجلة

صمت مدوٍّ.. الإعلام البريطاني يتجاهل رحلات التجسس فوق غزة الداعمة لإسرائيل

صمت مدوٍّ.. الإعلام البريطاني يتجاهل رحلات التجسس فوق غزة الداعمة لإسرائيل
صمت مدوٍّ.. الإعلام البريطاني يتجاهل رحلات التجسس فوق غزة الداعمة لإسرائيل

في ظل واحدة من أكثر فصول الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي دموية، تكشف تقارير بريطانية مستقلة عن تورط عسكري استخباراتي بريطاني مباشر عبر رحلات مراقبة جوية نفذها سلاح الجو الملكي فوق غزة، في وقت تلتزم فيه كبرى وسائل الإعلام البريطانية صمتًا مطبقًا يرقى إلى التواطؤ، وفقًا لتحقيق نشره موقع Declassified UK المتخصص في الشؤون الأمنية.

أكثر من 500 طلعة جوية منذ يناير 2024

منذ يناير 2024، نفذت طائرات شادو R1 البريطانية أكثر من 500 رحلة استطلاع فوق قطاع غزة، انطلاقًا من قاعدة أكروتيري الجوية في قبرص. وزارة الدفاع البريطانية تؤكد رسميًا أن هذه الرحلات تهدف فقط إلى تحديد مواقع الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس منذ السابع من أكتوبر 2023، إلا أن مراقبين وناشطين يرون في هذا التبرير ذريعة تخفي شراكة استخباراتية في جرائم حرب محتملة.

رغم حجم العمليات واتساع نطاقها الزمني، لم تجرِ وسائل الإعلام البريطانية الكبرى – مثل BBC وThe Guardian وThe Times – أي تحقيق معمق حول مدى شرعية هذه العمليات أو تأثيرها أو حتى نتائجها، في وقت تعترف فيه أطراف دولية متزايدة بأن ما يحدث في غزة يمثل إبادة جماعية للفلسطينيين.

التواطؤ الإعلامي

تقرير Declassified UK يرصد ما وصفه بـ"التواطؤ الإعلامي الممنهج"، حيث فشلت الصحافة البريطانية في مراقبة السلطة، بل بدت وكأنها تردد بيانات وزارة الدفاع دون مساءلة. من بين 1359 مادة إخبارية ورد فيها ذكر قاعدة أكروتيري بين فبراير 2023 ويونيو 2025، لم تتناول أي من الصحف الكبرى بشكل تحقيقي موضوع رحلات التجسس على غزة.

الصحف ركزت بدلًا من ذلك على عمليات الإجلاء من لبنان أو ضربات ضد الحوثيين، متجاهلة الرحلات التي تجري فوق غزة – حتى خلال فترات وقف إطلاق النار – والتي ارتفعت وتيرتها بالتزامن مع هجمات إسرائيلية دموية.

المنظمات المستقلة تملأ الفراغ.. و"بي بي سي" تكتفي بسطر

في المقابل، قامت وسائل إعلام مستقلة مثل Middle East Eye وThe National وDeclassified UK بنشر تحقيقات وتحليلات مستفيضة حول هذه الرحلات، مدعومة بوثائق وأقمار صناعية وشهادات نواب في البرلمان البريطاني، مثل جيريمي كوربين وبريندان أوهارا. أما BBC، فاكتفت في أكتوبر 2024 بالإشارة إلى أن بريطانيا "قد تشارك معلومات استخباراتية عن غزة مع المحكمة الجنائية الدولية"، دون توضيح طبيعة هذه المعلومات.

منظمة "العمل ضد العنف المسلح" البريطانية، التي راقبت مسار الرحلات، أشارت إلى الغموض المحيط بمصير البيانات التي تُجمع، خصوصًا مع رفض وزارة الدفاع المتكرر الكشف عن الجهة التي تتلقى هذه المعلومات. وبمجرد أن تُسلم لإسرائيل أو الولايات المتحدة، فإن بريطانيا تفقد السيطرة على كيفية استخدامها، مما يثير شبهة التواطؤ في جرائم حرب.

ويحذر خبراء من أن هذه المعلومات قد تكون استخدمت في توجيه ضربات إسرائيلية استهدفت مدنيين أو منشآت غير عسكرية، وهو ما قد يضع بريطانيا في دائرة المساءلة الدولية.

الانحياز في التغطية.. مقارنة مع الحرب في أوكرانيا

رغم أن الإعلام البريطاني غطى بتوسع الطلعات الجوية الروسية فوق أوكرانيا، وقدم تحليلات وتقديرات استراتيجية، فإنه يتجاهل الطلعات الجوية البريطانية فوق غزة، ما يطرح تساؤلات جوهرية حول ازدواجية المعايير وتسييس الخطاب الإعلامي، خاصة في قضايا تتعلق بإسرائيل.

الجدير بالذكر أن هذه القضية لم تمر بصمت كامل، فقد أثارها نواب مثل شوكات آدم وكالفن بيلي، إلى جانب النائب العمالي السابق جيريمي كوربين، الذي وصف الصمت الإعلامي بأنه "مشاركة في الجرائم عبر التغطية". كما تسبب نشاط "فلسطين أكشن" في إحراج الحكومة عندما أعلن عن تخريب طائرتين عسكريتين في قاعدة بريطانية احتجاجًا على الدعم العسكري لإسرائيل.

رغم الاعتراف الرسمي باستمرار رحلات المراقبة الجوية فوق غزة، لا يزال الإعلام البريطاني يتعامل مع القضية بلا فضول مهني أو مساءلة أخلاقية. ويخشى نشطاء وحقوقيون أن يكون هذا الصمت المتعمد غطاءً لحكومة تستتر خلف "الرهائن" لتقديم دعم استخباراتي لحملة عسكرية دموية، وسط تجاهل تام للتبعات القانونية والإنسانية.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق الرئيس السيسى: زيارة رئيس الصومال لمصر تجسد عمق روابط الأخوة بين البلدين
التالى وزير التعليم يلقي كلمة تاريخية أمام البرلمان : البكالوريا خطوة فارقة في تاريخ التعليم المصري