أخبار عاجلة

نقل الهيدروجين من سلطنة عمان إلى أوروبا يتطلب فئة جديدة من السفن الكبيرة

نقل الهيدروجين من سلطنة عمان إلى أوروبا يتطلب فئة جديدة من السفن الكبيرة
نقل الهيدروجين من سلطنة عمان إلى أوروبا يتطلب فئة جديدة من السفن الكبيرة

اقرأ في هذا المقال

  • الهيدروجين يُعدّ خيارًا جذابًا للطاقة، وإن كان يتطلب تقنيات متقدمة
  • كثافة طاقة الهيدروجين الحجمية المنخفضة ودرجة غليانه المبردة تمثّل تحديات للنقل
  • المواني تتحرك بخطى حثيثة لتطوير البنية التحتية اللازمة لدعم واردات الهيدروجين وتزويد السفن بالوقود
  • الهيدروجين يكتسب زخمًا متزايدًا في قطاع السفن الداخلية وقصيرة المدى

يترقب نمو قطاع نقل الهيدروجين تطوير البنية التحتية ووفرة الناقلات الكبيرة، ويعود ذلك إلى وجود ناقلة هيدروجين واحدة فقط مُصممة خصوصًا للخدمة.

فقد أكملت أول ناقلة هيدروجين مسال في العالم -تحمل اسم "سويسو فرونتير"- رحلتها الأولى في عام 2022، إذ تمّ تحميلها في مدينة كوبي اليابانية وتفريغها في أستراليا.

وتُعدّ السفينة التجريبية -التي تشغّلها شركة "كاواساكي هيفي إندستريز" اليابانية (Kawasaki Heavy Industries)- المثال التشغيلي الوحيد لنقل الهيدروجين عبر المحيطات بوساطة السفن.

من ناحية ثانية، فإن التجارب التقنية وحدها لا تكفي لتحفيز الإقبال على استعمالها على نطاق أوسع، حسب تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

مزايا وقود الهيدروجين

يُعدّ وقود الهيدروجين خيارًا جذابًا للطاقة، وإن كان يتطلب تقنيات متقدمة، وتُمثّل كثافة طاقته الحجمية المنخفضة ودرجة غليانه المبردة (ناقص 253 درجة مئوية) تحديات للنقل، خصوصًا لمسافات طويلة.

نتيجةً لذلك، حظيت سفينة سويسو فرونتير باهتمامٍ كبير، ليس فقط لنظام احتوائها الكروي، بل لإثباتها جدوى نقل الهيدروجين المسال البحري من الناحية التقنية.

محرك هيونداي
محرك هيونداي "هيمسِن" المصمم للعمل بمزيج من الغاز المسال والهيدروجين – المصدر: ريفييرا ماريتايم ميديا

ويعتمد تصميم السفينة على خزان كروي ذاتي الدعم، بسعة 1250 مترًا مكعبًا، وهو حجمٌ غير كافٍ للطرح الصناعي الكامل، ولكنه محوريٌّ بصفته إثباتًا للمفهوم.

ممر الهيدروجين من سلطنة عمان إلى أوروبا

وفقًا لميناء أمستردام، سيكون ممر الهيدروجين القادم من سلطنة عمان إلى أوروبا أول سلسلة توريد بحرية على نطاق تجاري مخصصة لنقل الهيدروجين المسال.

وتُحدّد اتفاقية التطوير المشترك -التي وقّعتها في أبريل/نيسان 2025، شركتا "هيدروم" (Hydrom) و"أوه كيو" (OQ) العُمانيتان وشركة "غاسوني" الهولندية (Gasunie) وميناء أمستردام وآخرون- سلسلة قيمة كاملة، من الإنتاج في منطقة الدقم إلى محطات الاستيراد في هولندا، ثم التوزيع إلى ألمانيا.

وسيتطلب المشروع -المُصمَّم لتوريد الهيدروجين عبر القارات عبر الشحن- فئةً جديدةً من ناقلات الهيدروجين الكبيرة، القادرة على نقل كمياتٍ أكبر بكثير لمسافاتٍ أطول، ودمج أنظمة احتواء أكثر تطورًا، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ويختلف الممر المقترح اختلافًا جوهريًا عن إستراتيجيات الهيدروجين السابقة، حيث يركّز على التوزيع المحلي أو الإقليمي.

ويتجاوز الهدف تصدير الهيدروجين الأخضر، ويشمل إنشاء سلسلة إمداد بحرية تجارية مستدامة وواسعة النطاق.

وفي هذا الإطار، تعمل شركة "إيكولوغ إنترناشونال" (ECOLOG International)، المعنية مباشرةً بممر عُمان-أوروبا، على تطوير ناقلات هيدروجين مسال "مقاومة للغليان".

وستتضمن هذه الناقلات عزلًا متطورًا متعدد الطبقات، واحتواءً مبردًا، وتقنيات إعادة تسييل على متنها.

ووفقًا لشركاء المشروع، ستكون السفن المخطط لها "أكبر بكثير" من سفينة سويسو فرونتير، حيث تتراوح سعتها التصميمية بين 20 ألفًا و30 ألف متر مكعب.

ومن المتوقع أن يدخل الجيل الأول من هذه الناقلات الخدمة بحلول أوائل ثلاثينيات القرن الـ21.

تطوير البنية التحتية للمواني

تتحرك المواني بخطى حثيثة لتطوير البنية التحتية اللازمة لدعم واردات الهيدروجين وتزويد السفن بالوقود.

وبدأ ميناء أنتويرب-بروج في تنفيذ مرافق لاستقبال أنواع الوقود البديلة، بما في ذلك الميثانول والأمونيا، وبدورهم، صرّح مسؤولو الميناء بأن البنية التحتية للهيدروجين المسال تفرض متطلبات أكثر صرامة.

وأشاروا تحديدًا للحاجة إلى أنظمة تسييل على جانب الرصيف، وخطوط أنابيب مُخصصة للتبريد المُبكر، وأنظمة لإدارة غازات التبخر، وتدابير أمان صارمة لمناولة البضائع.

وفي غياب بنية تحتية خاصة بناقلات الشحن، يظل استيراد الهيدروجين المسال مباشرةً غير مُجدٍ، بغضّ النظر عن توافر السفن.

سفينة
سفينة "سويسو فرونتير"، أول ناقلة هيدروجين مسال في العالم - المصدر: كاواساكي هيفي إندستريز

تجدر الإشارة إلى أن نقل الهيدروجين في أعماق البحار يحظى باهتمام كبير في الوقت الحالي، ما يُكسب الهيدروجين زخمًا متزايدًا في قطاع السفن الداخلية وقصيرة المدى.

في ليتوانيا، أطلقت شركة "ويسترن بالتيا لبناء السفن" (Western Baltija Shipbuilding) أول سفينة تعمل بالهيدروجين في البلاد عام 2024.

وصُممت السفينة خصوصًا لأنهار منطقة كلايبيدا وبحيراتها، وهي مجهزة بنظام طاقة هجين من خلية وقود هيدروجينية بقدرة 60 كيلوواط وبطارية ليثيوم أيون.

وعلى الرغم من تواضع إنتاجها، فإن خصائصها التشغيلية تعكس الاهتمام المتزايد بالهيدروجين بصفته وقودًا بحريًا، حتى في الاستعمالات غير الصناعية.

استعمال الهيدروجين في ناقلات النفط

ما يزال استعمال الهيدروجين بناقلات النفط العابرة للمحيطات في مرحلة مبكرة.

وطُرِح محرك "هيمسِن" رباعي الأشواط من هيونداي، الذي يعمل بالغاز المسال والهيدروجين، بصفته أحد الحلول المحتملة.

وصُمِّم المحرك للاستعمالات البحرية متوسطة السرعة، ويخضع حاليًا لاختبارات احتراق باستعمال خلائط هيدروجينية تصل نسبة تركيزها إلى 50%.

وتشير الشركة المصنّعة إلى أن النتائج الأولية تشير إلى أن سرعة لهب الهيدروجين العالية قد تسمح بزيادة الكفاءة الحرارية وتحسين الاستجابة العابرة، شريطة التحكم الدقيق في استقرار الاحتراق والاشتعال المسبق.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق مشاهدة.. بث مباشر مباراة إنتر ميامي وسينسيناتي (0-0) في الدوري الأمريكي
التالى مفتي الجمهورية يحسم الجدل: "تجميد البويضات" جائز شرعًا بضوابط محددة