تتعاون شركتان صينية وأسترالية في كهربة معدّات التعدين، من خلال العمل على تطوير حلول بطاريات المعدّات الثقيلة وقاطرات السكك الحديدية المُستعملة في هذا النشاط.
ووقّعت "كاتل" الصينية -وهي أكبر منتج في العالم لبطاريات السيارات الكهربائية- اتفاقًا غير مُلزم، مع "بي إتش بي" عملاقة صناعة التعدين الأسترالية، لتطوير حلول البطاريات للمعدّات الثقيلة وقاطرات السكك الحديدية في أنشطة التعدين.
وقطاع التعدين مسؤول عن نحو 15% من الانبعاثات العالمية سنويًا، وفق تقرير صادر عن شركة الأبحاث وود ماكنزي، قبل عامين.
وفي ضوء أهمية المعادن من الألومنيوم والنحاس والليثيوم حتى النيكل والزنك لانتقال الطاقة، يجب البحث عن طرق لعلاج انبعاثات القطاع، التي قد يكون من بينها كهربة معدّات التعدين، وفق شركة الأبحاث.
ويرى تقرير وود ماكنزي أن التكنولوجيا والابتكار سلاحان مهمان لمواجهة انبعاثات صناعة التعدين والوصول إلى حيادية الكربون، لذلك قد يكون التعاون الصيني الأسترالي في مجال كهربة معدّات التعدين خطوة مهمة في هذا السبيل، وفق تفاصيل طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
كهربة معدّات التعدين ومجالات أخرى
قالت "كاتل" الصينية اليوم الإثنين 14 يوليو/تموز 2025، إن اتفاقها مع شركة التعدين الأسترالية "بي إتش بي"، الذي يستهدف ابتكار حلول كهربة معدات التعدين، سيعمل على عدّة أصعدة.
وتتعاون الشركتان -إضافة إلى كهربة معدّات التعدين- في إنشاء بنية تحتية للشحن السريع، وتخزين الطاقة، وإعادة تدوير البطاريات.
وأضافت كاتل أنهما تخططان لتسريع كهربة عمليات التعدين التابعة للشركة الأسترالية، وإنشاء "نموذج تحول أخضر" قابل للتكرار في صناعة التعدين العالمية.
ويرتفع الطلب العالمي على المعادن الحيوية مثل الليثيوم والنيكل، بالتوازي مع زيادة الطلب على تقنيات الطاقة المتجددة، ما يؤجّج الاهتمام بالتوسع في صناعة التعدين التي تتّسم بكثافة استهلاك الطاقة والانبعاثات الصادرة عنها، وفق شركة كاتل.
ويبرز استعمال الطاقة المتجددة في كهربة المناجم بوصفها إحدى الأدوات الرئيسة لتقليل انبعاثات قطاع التعدين، من خلال استعمالها في التعدين والصهر والتكرير، بحسب تقرير صادر عن شركة الاستشارات وود ماكنزي في عام 2023.
ويرى التقرير ضرورة أن تسير عملية كهربة المناجم من خلال المصادر النظيفة، بالتوازي مع استبدال أسطول النقل الذي يعمل بالديزل بالمركبات الكهربائية، أو التي تعمل بالوقود النظيف، مثل الوقود الحيوي، متوقعةً أن تكون الشاحنات الكهربائية متاحة على نطاق واسع بمناجم التعدين خلال العقد المقبل.

أكبر شركة تعدين في العالم
تسعى أكبر شركة تعدين في العالم -وهي "بي إتش بي"- لتحقيق الحياد الكربوني في عملياتها بحلول عام 2050، وهو المستهدف من قبل حكومة أستراليا.
لذلك جاء توقيع اتفاق مع شركة كاتل الصينية يستهدف كهربة معدّات التعدين، وابتكار تقنيات أخرى تُسهم في إزالة انبعاثات النشاط.
غير أن الشركة واجهت انتقادات كبيرة في الربع الأخير من العام الماضي، بشأن خطتها لخفض الانبعاثات، بسبب تبنّي تقنيات لم تثبت جدواها بصورة فعّالة في هي احتجاز الكربون في صناعة الصلب القائمة على الفحم، لتقليل ما يُعرَف بانبعاثات النطاق 3.
وتشمل انبعاثات النطاق 3 الانبعاثات غير المباشرة الناتجة عن أنشطة الشركة، ولكن من مصادر لا تملكها الشركة أو تسيطر عليها، مثل الموردين ومستعملي المنتجات المبيعة.
بينما تشير التوقعات إلى أن قدرة كاتل الإنتاجية ستبلغ 700-1000 غيغاواط/ساعة مع نهاية العام الجاري، ما يجعلها تحافظ على مركزها بوصفها أكبر مُنتج للبطاريات في العالم، وفق أطراف معنية في السوق.
ووسّعت كاتل نشاطها خارج الصين خلال السنوات الأخيرة، ولديها مشروعات حاليًا في كل من ألمانيا والمجر وإسبانيا وإندونيسيا.
وتسعى كاتل إلى التوسع أيضًا في قطاعي الطاقة والتعدين التقليديين، لذلك تبني مصنعًا بطاقة 40 غيغاواط/ساعة سنويًا في دونغ ينغ، أكبر مدينة لتكرير النفط في الصين، مستهدفةً مساعدة المدينة على التطور لتصبح مدينة خالية من الكربون.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر: