أخبار عاجلة
أهم أخبار الإمارات الجمعة 11 يوليو 2025 -
سعر الخضروات والفاكهة مساء اليوم 11 يوليو 2025 -
أهم أخبار السعودية اليوم 11 يوليو 2025 -

مهندسو الاتصالات يسطرون ملحمة بطولية على أرصفة سنترال رمسيس

مهندسو الاتصالات يسطرون ملحمة بطولية على أرصفة سنترال رمسيس
مهندسو الاتصالات يسطرون ملحمة بطولية على أرصفة سنترال رمسيس

وسط الدخان المتصاعد وركام الكابلات المحترقة، سطّر مهندسو الاتصالات والعمال في مصر ملحمة بطولية على أرصفة سنترال رمسيس، بعد الحريق المدمر الذي التهم أحد أهم مراكز الاتصالات في البلاد، ولم ينتظروا التعليمات، بل تسابقوا إلى موقع الكارثة، محملين بأدوات الإصلاح والإرادة الصلبة، ليعيدوا الحياة إلى خطوط الاتصال المقطوعة، ويُعيدوا النبض لشبكة تعطّلت فجأة في قلب العاصمة.

ملحمة من تحت الرماد.. أبطال الاتصالات ينهضون من قلب الكارثة في رمسيس

كان الحريق مدمراً؛ أرواح أزهقت، وخدمات حيوية توقفت، لكن في المقابل، ظهر معدن الرجال الحقيقي، والفرق الفنية من محافظات مختلفة عملت كخلية نحل على مدار الساعة، من اللحام تحت الأرض إلى تركيب كابلات بديلة على السطح، تعالت أصوات الحفر والشد والربط، وغابت لغة الشكوى. 
محمد من القاهرة، باسم من بنها، أحمد من الزقازيق، وعمر من سوهاج، جميعهم كانوا وجهاً واحداً لمعركة ترميم ما دمرته النيران.

داخل باطن الأرض، حيث الظلام الحالك والهواء المشبع برائحة الحريق، لم يتراجع العمال لحظة، والإضاءة معدومة، ودرجة الحرارة خانقة، لكنّهم واصلوا الليل بالنهار، من اجل انهاء مهمتهم الحقيقية.

زرغم الصدمة التي أصابت الشارع المصري جراء الحريق الهائل الذي اجتاح سنترال رمسيس، كان المشهد في اليوم التالي أكثر إلهامًا من أن يُوصف، وبدلاً من المشاحنات أو الانتظار، تشكّلت على الفور فرق طوارئ، اجتمع فيها مهندسون وعمال من مختلف محافظات مصر. 
لم يسأل أحدهم عن مدة العمل أو المشقة، بل توافدوا على رصيف السنترال كما لو أنهم في مهمة إنقاذ وطنية.

"مش هنمشي غير لما الخدمة ترجع"... كانت هذه العبارة هي الشعار المتداول بين أعضاء الفريق، كما قال المهندس محمد فرج، الذي أكد أن ورديات العمل لم تنقطع منذ الثالثة فجرًا. زميله باسم ممدوح أضاف: "حتى لو اشتغلنا أسبوع متواصل، مش هنرتاح غير لما نوصل الخدمة لكل بيت".

لم يسأل أحدهم عن مدة العمل أو المشقة، بل توافدوا على رصيف السنترال

وفي أعماق الأرض، حيث لا نور ولا تهوية، واصل عمال الصيانة مهماتهم رغم صعوبة الأجواء، وكأنهم في نفق زمني لا ينتهي. عبد الله، أحد هؤلاء الأبطال، خرج من باطن الأرض قائلاً: "أنا بدأت شغل من يومين ولسه مكملين، الخدمة لازم ترجع لكل الشبكات".

رغم أن الحريق استمر 24 ساعة كاملة، وتسبب في تعطل خدمات المكالمات والإنترنت جزئيًا حتى الآن، فإن سرعة الاستجابة وروح التضامن أعادت الأمل في عودة الاتصالات خلال وقت قياسي. 
الفرق الميدانية، التي عملت تحت لهيب الشمس وفي قلب الأنقاض، أثبتت أن الشدائد تُظهر معادن الرجال، وأن البنية التحتية قد تتضرر، لكن الإرادة لا تحترق.

ختامًا:

الحريق في سنترال رمسيس كان صدمة، لكنه أيضًا فرصة ليتجلّى معدن الرجال الحقيقي. وفي الوقت الذي تنتظر فيه البلاد عودة الخدمة بالكامل، يبقى ما فعله هؤلاء الأبطال درسًا في الولاء والانتماء، لا يقل أهمية عن أي خطة إصلاح أو تطوير تقني.


 

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق برلمانية تطالب بفتح تحقيق عاجل حول تجدد حريق سنترال رمسيس
التالى مهندسو الاتصالات يسطرون ملحمة بطولية على أرصفة سنترال رمسيس