ارتفعت أسعار النفط، خلال تعاملات اليوم الخميس 14 أغسطس/آب (2025)، في محاولة لتعويض جزء من الخسائر التي لحقت بها خلال الجلستين السابقتين، مع عودة مخاوف من انقطاع الإمدادات.
يأتي ذلك مع استمرار حذر المستثمرين من أن القمة الأميركية الروسية بشأن أوكرانيا، المقرر عقدها يوم الجمعة، ستؤدي إلى تخفيف العقوبات المفروضة على النفط الخام الروسي، وقد تؤدي إلى اتخاذ إجراءات إضافية ضد المشترين، في حين حدّت توقعات السوق الضعيفة من المكاسب.
وهدد ترمب بـ"عواقب وخيمة" إذا لم يوافق بوتين على السلام في أوكرانيا، ولم يحدد الرئيس الأميركي العواقب المحتملة، لكنه حذر من فرض عقوبات اقتصادية إذا لم يُثمر اجتماع ألاسكا يوم الجمعة.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها، أمس الأربعاء 13 أغسطس/آب، على انخفاض بنسبة 1% لتواصل نزيف الخسائر للجلسة الثانية على التوالي، مع صدور بيانات بارتفاع مخزونات النفط الأميركية.
أسعار النفط اليوم
بحلول الساعة 05:59 صباحًا بتوقيت غرينتش (08:59 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم أكتوبر/تشرين الأول 2025، بنسبة 0.46%، لتصل إلى 65.93 دولارًا للبرميل.
كما زادت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم سبتمبر/أيلول 2025، بنسبة 0.45%، لتصل إلى 62.93 دولارًا للبرميل، بحسب الأرقام التي تتابعها لحظيًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتراجع الخامان القياسيان (برنت، وغرب تكساس الوسيط) بنسبة 0.74% و0.96% على التوالي، ليسجلا أدنى مستوياتهما في شهرين، بعد توقعات هبوطية للإمدادات من الحكومة الأميركية ووكالة الطاقة الدولية.
وحافظت أسعار النفط على استقرارها مع ارتفاع مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة بشكل غير متوقع بمقدار 3 ملايين برميل خلال الأسبوع المنتهي في 8 أغسطس/آب 2025، ليصل الإجمالي إلى 426.7 مليون برميل.
كما ارتفعت مخزونات المقطرات -التي تشمل الديزل ووقود التدفئة وغيرهما- بمقدار 0.7 مليون برميل، لتصل إلى 113.7 مليون برميل، في حين انخفض مخزون البنزين بنحو 0.8 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، ليصل إلى مستوى 226.3 مليون برميل.
كما أسهمت في تراجع أسعار النفط توقعات وكالة الطاقة الدولية بأن المعروض العالمي في عامي 2025 و2026 سيرتفع بوتيرة أسرع من المتوقع، مع زيادة أوبك وحلفائها للإنتاج ونمو الإنتاج من خارج المجموعة.
تحليل أسعار النفط
قالت شركة ريستاد إنرجي، في مذكرة لعملائها حول تحليل أسعار النفط: "لا يزال عدم اليقين بشأن محادثات السلام بين الولايات المتحدة وروسيا يُضيف علاوة مخاطر صعودية؛ نظرًا إلى احتمال مواجهة مشتري النفط الروسي مزيدًا من الضغوط الاقتصادية".
وأضافت: "قد تُسفر كيفية حل الأزمة الأوكرانية الروسية وتغير تدفقات النفط الروسية عن مفاجآت غير متوقعة".
وهدد ترمب بفرض رسوم جمركية ثانوية على مشتري النفط الخام الروسي، وخاصة الصين والهند، إذا استمرت روسيا في حربها ضد أوكرانيا.
وقال المحلل الإستراتيجي للسلع في بنك آي إن جي (ING) وارن باترسون: "من الواضح أن هناك مخاطر صعودية للسوق إذا لم يُحرز تقدمًا يُذكر" بشأن وقف إطلاق النار.
وأضاف باترسون أن فائض النفط المتوقع خلال النصف الثاني من هذا العام حتى عام 2026، بالإضافة إلى الطاقة الإنتاجية الفائضة لمنظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، يعني أن السوق ستكون قادرة على إدارة تأثير التعرفات الجمركية الثانوية على الهند.
وأشار إلى أن الأمور ستصبح أكثر صعوبة إذا رأينا تعرفات جمركية ثانوية على مشترين رئيسين آخرين للنفط الخام الروسي؛ بما في ذلك الصين وتركيا.
كما أن التوقعات بخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لأسعار الفائدة في سبتمبر/أيلول تدعم أسعار النفط؛ إذ يتفق المتداولون بنسبة 100% تقريبًا على أن الخفض سيحدث بعد ارتفاع التضخم الأميركي بوتيرة معتدلة في يوليو/تموز.
وصرّح وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، بأنه يعتقد أن خفضًا حادًا بنصف نقطة مئوية أمر ممكن؛ نظرًا إلى ضعف أرقام التوظيف الأخيرة.
وتضع السوق احتمالات خفض ربع نقطة مئوية في اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي يومي 16 و17 سبتمبر/أيلول عند 99.9%، وفقًا لأداة "فيدووتش" (FedWatch)، ومن شأن انخفاض أسعار الفائدة على الاقتراض أن يعزز الطلب على النفط.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..
