نتنياهو يبحث مع قياداته العسكرية مواصلة الهجوم على غزة.. وخيار "الاحتلال الكامل" يتصدر النقاشات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم الثلاثاء، اجتماعًا أمنيًا مصغرًا استمر قرابة ثلاث ساعات، خُصص لبحث مسار العمليات العسكرية في قطاع غزة، وذلك وفق بيان صدر عن مكتبه.

وخلال الاجتماع، قدم رئيس هيئة الأركان عدة بدائل لمواصلة الهجوم العسكري، وأكد الجيش جاهزيته لتنفيذ أي قرار سيصدر عن المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية.

وفي سياق متصل، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر مطلع أن نتنياهو يدرس بجدية سيناريو "السيطرة الكاملة على قطاع غزة"، في حين تُخطط الحكومة لعقد اجتماع مصغر جديد، يليه اجتماع موسع للمجلس الوزاري الأمني (الكابينت).

توجه نحو الاحتلال الكامل

من جهتها، أفادت القناة 12 العبرية بأن نتنياهو يعتزم طرح خطة تتضمن فرض السيطرة التامة على غزة خلال اجتماع الكابينت المقبل.

في وقت سابق من اليوم، كشفت مراسلة قناة "الغد" أن رئيس الحكومة عقد لقاءً تمهيديًا مع وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، تحضيرًا للاجتماع الأمني المسائي. وخلال زيارة ميدانية إلى منشأة عسكرية، شدد نتنياهو على ضرورة "القضاء التام على حركة حماس" كشرط لتحرير الأسرى وضمان أمن إسرائيل.

تقارير إعلامية إسرائيلية ذكرت أن نتنياهو ينوي إصدار أوامر مباشرة بتنفيذ الاحتلال الكامل للقطاع، وهو ما أكدته إذاعة "كان"، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء يضغط باتجاه تنفيذ هذه الخطوة.

وأمس، أوضح نتنياهو أن المجلس الوزاري سينعقد لاحقًا هذا الأسبوع لاتخاذ قرار حاسم بشأن استراتيجية الحرب المقبلة.

ووفق ما أوردته "كان"، فإن وزراء في الحكومة أشاروا إلى أن نتنياهو قرر توسيع رقعة العمليات لتشمل مناطق يُشتبه بوجود أسرى فيها.

قرار نهائي

القناة 12 الإسرائيلية أفادت بدورها بأن مسؤولًا رفيعًا من مكتب رئيس الوزراء أكد أن قرار احتلال غزة "تم اتخاذه فعليًا"، مضيفًا: "لن تطلق حماس أي أسرى ما لم تستسلم بشكل كامل، ونحن لن نخضع".

وأضاف المسؤول أن استمرار الوضع الحالي قد يؤدي إلى وفاة المحتجزين بسبب نقص الغذاء، وأن استمرار سيطرة حماس على غزة لم يعد خيارًا مطروحًا.

هيئة البث الإسرائيلية ذكرت كذلك أن نتنياهو أبلغ وزراء في حكومته بأنه قرر توسيع العملية العسكرية.

أما القناة 14، فنقلت عن مصدر مقرّب من نتنياهو أن رئيس الوزراء يعتبر "احتلال غزة بالكامل هو الخيار الصائب"، مشيرة إلى أن الحكومة تعتزم اتخاذ هذه الخطوة خلال اجتماعها المرتقب، معتبرة أن هذا هو السبيل الوحيد لإعادة المحتجزين.

وأضافت القناة أن إخفاق المفاوضات مع حماس وغياب إمكانية التوصل إلى اتفاق، جعلا الحكومة تميل نحو الحل العسكري الشامل عبر اجتياح غزة.

واعتبرت القناة أن تصريحات نتنياهو في مستهل اجتماع الحكومة، والتي أكد فيها ضرورة هزيمة حماس، وتحرير المحتجزين، وضمان أمن إسرائيل، تعكس وصول الحكومة إلى نقطة حاسمة في مسار الحرب.

الجيش مستعد ورفض داخلي

وفقًا للقناة 14، فإن الخطة الإسرائيلية تشمل اجتياح غزة بالكامل، وتدمير البنية التحتية لحماس، واستهداف قادتها داخل وخارج القطاع، مع بقاء خيار القضاء على القيادة في الخارج مطروحًا.

القناة 13 الإسرائيلية أوردت أن رئيس الأركان قرر إلغاء زيارة كانت مقررة إلى واشنطن، تزامنًا مع تصاعد الحديث عن قرار مرتقب باحتلال غزة. كما نقلت القناة 11 أن مناقشات أمنية حول هذا القرار ستُعقد غدًا.

تحقيق أهداف الحرب

في مستهل جلسة الحكومة أمس، أوضح نتنياهو أنه يعتزم توجيه الجيش نحو تنفيذ خطة عسكرية تحقق الأهداف المعلنة: القضاء على حماس، تحرير الأسرى، وضمان عدم بقاء غزة مصدر تهديد.

وقال: "علينا أن نواصل التكاتف والعمل معًا لتحقيق هذه الأهداف، لا تراجع عنها".

إنذار نهائي لحماس

من جهة أخرى، ذكرت القناة 12 أن نتنياهو يستعد لتوجيه إنذار نهائي لحركة حماس من أجل الإفراج عن المحتجزين، وذلك بالتنسيق مع الولايات المتحدة. وأشارت إلى أن القيادة السياسية الإسرائيلية تدفع باتجاه السيطرة على المناطق التي يُعتقد بوجود الأسرى فيها، في ظل رفض القيادات العسكرية لهذا التوجه.

كما أشارت القناة إلى أن الفجوة لا تزال كبيرة بين مواقف إسرائيل وحماس بشأن صفقة تبادل، ما يجعل الحسم العسكري أقرب من أي وقت مضى.