تشهد منطقة الخليج توسعًا متسارعًا في مشروعات الطاقة المتجددة، وتبرز أهم 4 مشروعات طاقة شمسية في قطر بوصفها نموذجًا لافتًا لهذا التوجّه، إذ تُعدّ حجر الأساس في تحول الدولة نحو مزيج كهرباء أكثر تنوعًا وأقل انبعاثًا.
وتتجه الدوحة إلى زيادة الاعتماد على المصادر النظيفة، من خلال تنفيذ محطات شمسية ضخمة في مناطق مختلفة، ضمن خطة طموحة لبلوغ 4 آلاف ميغاواط من الطاقة الشمسية بحلول عام 2030، أي ما يعادل نحو 30% من إجمالي توليد الكهرباء في البلاد.
وتشير تقديرات رسمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) إلى أن هذه المشروعات ستُسهم في خفض الانبعاثات الكربونية بمقدار 4.7 مليون طن سنويًا، ما يدعم جهود الدوحة لتحقيق الحياد الكربوني بما يتماشى مع التوجهات العالمية.
وفي هذا الإطار، يقدّم هذا التقرير استعراضًا لأهم 4 مشروعات طاقة شمسية في قطر، من ناحية الحجم والأثر في شبكة الكهرباء الوطنية وخطط التوسع المستقبلية.
محطة الخرسعة للطاقة الشمسية
تُعدّ محطة الخرسعة للطاقة الشمسية، الواقعة على بُعد 80 كيلومترًا غرب العاصمة الدوحة، أول مشروع ضخم للطاقة الشمسية في قطر، وقد دخلت الخدمة التجارية رسميًا في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2022.
وتبلغ القدرة الإنتاجية للمحطة 800 ميغاواط، ما يجعلها من أهم 4 مشروعات طاقة شمسية في قطر، وهي مملوكة لشركة "سراج 1" التي تأسست بشراكة بين قطر للطاقة بنسبة 60%، وشركتي توتال إنرجي الفرنسية (19.6%)، وماروبيني اليابانية (20.4%).
وتغطي محطة الخرسعة مساحة تتجاوز 10 كيلومترات مربعة، وتضم أكثر من 1.8 مليون لوح شمسي، وتُسهم في تلبية احتياجات الكهرباء لنحو 14.4 ألف وحدة سكنية، تمثّل 10% من الطلب على الكهرباء في قطر، وستمنع انبعاث ما يقارب 26 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون خلال 25 عامًا.

محطة رأس لفان للطاقة الشمسية
تُعدّ محطة رأس لفان ثاني أكبر محطة شمسية في قطر، وقد افتتحها رسميًا أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في أبريل/نيسان 2025، ضمن جهود الدولة لتعزيز إنتاج الكهرباء من المصادر النظيفة.
وتبلغ السعة الإنتاجية للمحطة 458 ميغاواط، وتتميز بدمجها في المجمعات الصناعية للطاقة، وتمثّل نموذجًا للاعتماد على الطاقة النظيفة في عمليات إنتاج الغاز وإسالته، إذ تقع ضمن منطقة رأس لفان الصناعية.

محطة مسيعيد للطاقة الشمسية
إلى جانب محطة رأس لفان، افتتحت قطر محطة مسيعيد للطاقة الشمسية في التاريخ ذاته، بقدرة 417 ميغاواط، لتكون بذلك ثالث محطات الدولة من ناحية السعة، ومن أهم 4 محطات طاقة شمسية في قطر.
شُيّدت المحطة باستعمال تقنيات الألواح ثنائية الوجه، إلى جانب أنظمة تتبُّع شمسية متقدمة لزيادة الكفاءة، لتبرز ضمن أهم 4 مشروعات طاقة شمسية في قطر.
وتقع محطة مسيعيد في المنطقة الصناعية جنوب شرق البلاد، ومن المتوقع أن تسهم في دعم قطاعَي الصناعة والخدمات بالطاقة المتجددة، بما يعزز من خفض الاعتماد على الغاز في إنتاج الكهرباء.
ونُفِّذت المحطتان (رأس لفان ومسيعيد) بالشراكة بين قطر للطاقة وشركاء عالميين، ضمن برنامج لزيادة الطاقة الشمسية الإجمالية إلى 1675 ميغاواط مع نهاية 2025.

مشروع محطة دخان للطاقة الشمسية
ضمن أهم 4 مشروعات طاقة شمسية في قطر يأتي مشروع محطة دخان الجاري تطويره، والذي أُعلِن في سبتمبر/أيلول 2024، بقدرة مستهدفة تبلغ 2000 ميغاواط.
ومن المخطط أن تدخل المحطة حيز التشغيل قبل نهاية العقد الجاري، لتُسهم بمضاعفة قدرة الطاقة الشمسية في البلاد إلى نحو 4 غيغاواط، في وقت تعمل فيه قطر على خفض بصمتها الكربونية في القطاعات كافة، لا سيما صناعة النفط والغاز.
وتُعدّ محطة دخان أكبر مشروع طاقة شمسية من ناحية السعة على مستوى الدولة، وقد اختيرَ موقعها بعناية ليتماشى مع طبيعة الأرض والانفتاح الشمسي العالي.
مسار تصاعدي للطاقة الشمسية
تُبرِز أهم 4 مشروعات طاقة شمسية في قطر كيف تسير الدوحة بخطى ثابتة نحو مزيج كهرباء مستدام، إذ تُعدّ حجر الأساس لبلوغ أهداف الإستراتيجية الوطنية للطاقة، التي تُراهن على تطوير مصادر نظيفة تسهم في تعزيز أمن الطاقة وتوفير بدائل اقتصادية مستقبلًا.
وبينما تستعد محطة دخان لدخول الخدمة خلال السنوات القليلة المقبلة، تواصل قطر للطاقة إطلاق مبادرات جديدة في القطاعات الصناعية والتعليمية والمؤسسية، لإدخال الطاقة الشمسية في مجالات متعددة، بما يعزز من فرص تحقيق الحياد الكربوني.
موضوعات متعلقة..
نرشح لكم..
المصادر:
- بيانات محطة الخرسعة للطاقة الشمسية من منصة "باور تكنولوجي"
- بيانات أهم 4 محطات طاقة شمسية في قطر من منصة الطاقة المتخصصة