أكد الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية أن ما يحدث في قطاع غزة يتجاوز الوصف والخيال، حيث تُرتكب أعمال قتل ممنهجة وتجويع ممنهج، ويُستخدم الغذاء كسلاح للعقاب الجماعي وتحقيق أهداف سياسية، مشيرا إلى أن ذلك أمر غير مسبوق في العلاقات الدولية في العقود الأخيرة.
وقال عبد العاطي في مقابلة مع قناة "العربية": "هناك تغير جوهري بدأنا نلمسه على مستوى الرأي العام العالمي، لا سيما في أوروبا والولايات المتحدة، فضلًا عن منطقتنا العربية وآسيا ومناطق أخرى من العالم، حيث نشهد حالة من الغضب الشديد بسبب الانتهاكات السافرة لأبسط قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".
وأضاف: "هناك دولة تضع نفسها فوق القانون وتفترض أنها بمنأى عن المحاسبة، هو ما أثار حفيظة الرأي العام، ليس العربي فقط، بل العالمي كذلك إن الكيل ليس بمكيالين الآن، بل بمئة مكيال حين تتعلق القضية بأوكرانيا، نرى مواقف واضحة وحازمة، وحين تتعلق بقضية احتلال مستمر لأكثر من سبعة عقود، نجد تهاونًا وتخاذلًا في المجتمع الدولي".
وتابع: "نقدر الخطوة الشجاعة التي أعلنها الرئيس إيمانويل ماكرون بشأن اعتزامه الاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر القادم هذه الخطوة ليست رمزية فقط، بل تبعث برسالة أمل للشعب الفلسطيني الصامد والمتشبث بأرضه، سواء في غزة أو في الضفة الغربية، لا سيما وأن ما يحدث في الضفة لا يقل بشاعة وضراوة عمّا يحدث في غزة".
وأكمل: "إن الشعب الفلسطيني الذي أُدير له الظهر من قبل المجتمع الدولي، أصبح اليوم يتلقى إشارات تدل على وجود مسؤولية قانونية وأخلاقية ودولية تحتم التحرك ما يحدث في غزة يفوق العقل في الظروف العادية، كانت تدخل 700 شاحنة يوميًا، أما الآن، فمنذ الثاني من مارس ولمدة تتجاوز الأربعة أشهر، لم تدخل شاحنة واحدة".
واختتم: "الآلية الحالية لإدخال المساعدات – المسماة بصندوق غزة الإنساني – لا تمت للإنسانية بصلة، بل هي أقرب إلى آلية للموت؛ في السابق كانت هناك أكثر من 370 مركزًا لتوزيع المساعدات تخدم 2.2 مليون شخص اليوم، تم تقليصها إلى 4 مراكز فقط، ومن يقف في الطابور للحصول على المساعدات يُقتل، وهناك قتلى يوميًا بسبب ذلك".
