في حديثه، كشف الراحل الفنان لطفي لبيب جانبًا مؤثرًا من معاناته الطويلة مع الأمراض التي اجتاحت حياته، مشيرًا إلى شعوره القوي بقرب الموت يومًا بعد يوم. قال بوضوح إنه كان يعيش كل يوم مترقبًا انتهاء رحلته في أي لحظة، معبرًا عن استعداده الدائم لذلك بقوله “يا أهلًا بيه”، خاصة بعد رحلة مؤلمة مليئة بالظروف الصحية الصعبة.

المعاناة الكبيرة للراحل الفنان لطفي لبيب
لطفي لبيب ناقش هذه المراحل بكثير من الشجاعة والتفاؤل. بدأ حديثه بالإشارة إلى تجربته مع فيروس “سي”، الذي نجح في تجاوزه بقوة وإصرار، ليتبع ذلك تحدٍّ أكبر بعد تعرضه لمرض الجلطة. أضاف قائلًا إنه على الرغم من المعاناة الكبيرة، إلا أنه حاول الاحتفاظ بروح الأمل ذاتها التي صاحبته في مواجهة فيروس “سي”، مشددًا: “كنت أقول لنفسي أنني متعايش مع المرض، وأدركت في النهاية أنه جزء لا يتجزأ من الحياة، لكن ذلك لا يعني أن الحياة تتوقف”.

صعوبة التحديات الصحية
ورغم صعوبة التحديات الصحية التي فرضت عليه، رفض لطفي لبيب الاستسلام. اختار المواجهة بثبات وشجاعة، معتبرًا تلك التجربة درسًا مليئًا بالحكمة والصبر في حياته. ورغم الظروف الصعبة التي لم تفارق حالته الصحية، تمكن من الاستمرار في تقديم أعماله الفنية. بالنسبة له، كانت تلك المحنة اختبارًا شاقًا، لكنه حرص دائمًا على التعامل معها بنظرة إيجابية وسعي نحو الإنجاز.

سبب رفض الفنان لطفي لبيب التكريم من السفارة الإسرائيلية
الفنان لطفي لبيب رفض عرض التكريم الذي تقدمت به السفارة الإسرائيلية في القاهرة، وذلك انطلاقًا من قناعاته الشخصية وموقفه الداعم للقضية الفلسطينية. سبب هذا الرفض يعود إلى شعوره بالحزن العميق تجاه ما يعانيه الشعب الفلسطيني والقدس نتيجة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة.
ولطفي لبيب يحمل في سجله مشاركة فعّالة خلال حرب أكتوبر 1973 التي خلّدت انتصار مصر على إسرائيل، مما يعزز ارتباطه بالقيم الوطنية التي يصعب عليه أن يتجاوزها أو يتناقض معها. ومن الجدير بالذكر أن دوره في فيلم “السفارة في
العمارة”، الذي جسّد فيه شخصية السفير الإسرائيلي ديفيد كوهين، كان أحد العوامل التي جذبت السفارة لتكريمه، إلا أن موقفه كان ثابتًا ومُنسجمًا مع مواقفه المبدئية.