
في مسرحٍ عالميّ تتقاطع فيه المصالح السياسية مع أسواق الطاقة، تعود أسعار النفط إلى حالة الترقب والحذر، كأنها تنتظر صافرة نهاية مباراة سياسية لم تنتهِ بعد، وبين تحركات ترامب الحاسمة وتحذيرات واشنطن الموجهة إلى بكين، تتحوّل براميل النفط إلى أوراق ضغط تُلعب بعناية في ميدان الصراعات الدولية.
أسواق النفط تتباطأ في صعودها
شهدت أسعار النفط العالمية هدوءًا نسبيًا في جلسات التداول الآسيوية صباح اليوم الأربعاء، وذلك بعد موجة صعود قوية تجاوزت 3% خلال تعاملات يوم الثلاثاء، يأتي هذا التراجع المؤقت وسط حالة ترقّب حذرة من قبل المستثمرين بشأن المهلة التي وضعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لروسيا لإنهاء الحرب الدائرة في أوكرانيا.
تهديدات أمريكية وتحذيرات للصين
وفي تفاصيل التداول، سجلت عقود خام برنت الآجلة، الأكثر نشاطًا، ارتفاعًا طفيفًا بلغ 8 سنتات لتصل إلى 71.81 دولار للبرميل، بزيادة قدرها 0.12%، فيما ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنفس النسبة ليصل إلى 69.29 دولار للبرميل.
كما صعد عقد برنت لتسليم سبتمبر، الذي تنتهي صلاحيته اليوم، بمقدار 18 سنتًا إلى 72.69 دولار، ليسجل كلا الخامين أعلى مستوى لهما منذ 20 يونيو الماضي.
وتصاعدت التوترات بعد أن أعلن ترامب خلال مؤتمر صحفي أمس الثلاثاء، نيته فرض رسوم جمركية ثانوية بنسبة 100% على الدول المتعاملة تجاريًا مع روسيا، إذا لم تلتزم موسكو بخطوات فعلية لوقف الحرب خلال فترة تتراوح بين 10 إلى 12 يومًا، متجاوزًا بذلك المهلة السابقة المحددة بـ50 يومًا.
من جانبها، أكدت فاندانا هاري، مؤسسة "فاندا إنسايتس"، أن علاوة المخاطر الجيوسياسية، التي تراوحت مؤخرًا بين 4 إلى 5 دولارات للبرميل، ستبقى قائمة ما لم يُقدم الكرملين على خطوة تُظهر حسن النية.
وفي منحى موازٍ، صعّدت واشنطن لهجتها تجاه بكين، التي تُعد المستورد الأكبر للنفط الروسي، مهددةً بفرض رسوم جمركية ضخمة إذا استمرت في شراء النفط من موسكو، وجاء هذا التهديد خلال تصريحات لوزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت على هامش محادثات تجارية مع الاتحاد الأوروبي في ستوكهولم.
رفض الصين الالتزام بالعقوبات الأمريكية
أما بنك "جيه بي مورجان"، فحذّر في مذكرة تحليلية من أن رفض الصين الالتزام بالعقوبات الأمريكية يبقى مرجحًا، بينما أبدت الهند إشارات محتملة للامتثال، وهو ما قد يعرض صادرات النفط الروسية البالغة نحو 2.3 مليون برميل يوميًا لخطر التراجع.