حققت الصين إنجازًا مهمًا في مجال إزالة الكربون البحري، بعد نجاح أول عملية لتزويد السفن بوقود الأمونيا الخضراء في العالم، ما يُعدّ "طفرة" في مستقبل الشحن العالمي.
ووفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، نفّذت العملية شركة تشاينا شيبينغ آند سينوبك سبلايرز (China Shipping and Sinoped Suppliers)، إذ زوّدت سفينة متوسطة الحجم بالوقود في ميناء داليان شمال شرق الصين، لتحلّ الأمونيا محل نحو 91% من استهلاك السفينة من الوقود الأحفوري.
واستُعملت الأمونيا الخضراء من أكبر مشروع هيدروجين متجدد عامل في العالم، التابع لشركة إنفيجن إنرجي الصينية (Envision Energy) بقدرة 500 ميغاواط في تشيفنغ بمنغوليا الداخلية، وذلك بعد أسبوعين فقط من بدء إنتاج المحطة.
ويُمثّل هذا الإنجاز الرائد خطوةً حاسمةً في إزالة الكربون من الشحن العالمي، ويضع نموذجًا قابلًا للتطوير لأنظمة الوقود الأخضر في جميع أنحاء العالم، عقب تجارب سابقة لتزويد السفن بالأمونيا المُنتجة من الوقود الأحفوري.
تزويد سفينة بوقود الأمونيا الخضراء
أقيم هذا الحدث المهم بمحطة كوسكو للصناعات الثقيلة للشحن في داليان، إذ أكملت شركة "تشاينا شيبينغ آند سينوبك سبلايرز" أول عملية لتزويد سفينة بوقود الأمونيا الخضراء.
واستُعمل نحو 20 طنًا من الجزيئات التي أنتجتها شركة إنفيجن في تشيفنغ لتزويد سفينة ميناء تعمل بوقود الأمونيا بقوة 5500 حصان، بوقود الأمونيا الخضراء.
وجُهِّزَت قاطرة الميناء التي تلقّت وقود الأمونيا الأخضر بتقنيات رئيسة، بما في ذلك محرك ثنائي الوقود يعمل بالأمونيا مُطوَّر بشكل مستقل ونظام إمداد وقود مُخصَّص.
ووفق التفاصيل التي حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة، تُحقق السفينة معدل استبدال للأمونيا يصل إلى 91%، ما يقلل بشكل كبير من الاعتماد على الوقود الأحفوري التقليدي، ويخفض انبعاثات الكربون بفاعلية في أثناء العمليات.
وحصلت هذه السفينة على تصنيف "قاطرة وقود الأمونيا" من جمعية التصنيف الصينية، واضعةً بذلك معيارًا لمستقبل تكنولوجيا الشحن الأخضر، بحسب ما نقلته منصة "فيول سلز ووركس" (Fuel Cells Works).
مركز للطاقة الخضراء في شمال شرق آسيا
يُرسي نجاح هذه العملية معايير جديدة لميناء داليان بوصفه أول ميناء في العالم قادر على تقديم خدمات الوقود الحيوي، والميثانول الأخضر، والغاز المسال، وخدمات التزويد بالوقود الأخضر، ما يعزز مكانته بوصفه مركزًا للطاقة الخضراء في شمال شرق آسيا.
كما يُسهم في سدّ فجوة حرجة بسلسلة توريد وقود الأمونيا الخضراء البحري لسفن التجارة الدولية.
ويُظهر هذا الإنجاز التاريخي أن سلسلة القيمة بأكملها، بدءًا من إنتاج الأمونيا الخضراء، وصولًا إلى النقل والتزويد بالوقود وتشغيل السفن العاملة بالأمونيا، قد أصبحت الآن راسخة تمامًا.
وأفادت شركة إنفجين إنرجي بأن عمليات تزويد السفن السابقة بوقود الأمونيا -مثل عمليات سفينة غرين بايونير التابعة لشركة فورتسكيو الأسترالية (Fortescue) أو سفينة آنهوي التجريبية- استعملت الأمونيا الرمادية المصنوعة من الغاز، بدلًا من الأمونيا الخضراء المصنوعة من الهيدروجين المتجدد.
وقال نائب الرئيس الأول لشركة إنفيجن إنرجي، فرانك يو: "يُظهر هذا التزويد الناجح بالوقود كيف يُمكن للوقود الخالي من الانبعاثات أن يتوسّع من توليد الطاقة المتجددة إلى القطاعات التي يصعب الحدّ من انبعاثاتها مثل الشحن البحري، وهو إنجازٌ حقيقيٌّ في مجال الأمونيا الخضراء".
وتابع: "نفخر بأن الأمونيا الخضراء وفّرت الطاقة لأول عملية تزويد بالوقود من نوعها في العالم.. يُعدّ ذلك دليلًا على قدرة إنفيجن على تقديم حلول شاملة لتحقيق الحياد الكربوني، تُسرّع استبدال الطاقة الخضراء بالوقود الأحفوري في قطاع الشحن، وتُعيد تعريف الإمكانات المتاحة للتحول الصناعي الأوسع".
أكبر مشروع للهيدروجين الأخضر في العالم
يُعدّ وقود الأمونيا الخضراء الذي استُعمِل في هذه العملية، نتيجةً مباشرة لابتكار شركة إنفيجن المتطور في مشروع تشيفنغ للهيدروجين والأمونيا الأخضر، وهو أكبر منشأة من نوعها، وأكثرها فاعلية من حيث التكلفة، في العالم.
ويعمل المشروع بالكامل بأكبر نظام مستقل للطاقة المتجددة في العالم، ويدمج طاقة الرياح والطاقة الشمسية وتخزين الكهرباء مع تقنيات إنتاج الهيدروجين والأمونيا الخاصة، لتحقيق اقتران ديناميكي بين توليد الكهرباء وإنتاج الجزيئات الخضراء.
وبما أن الموقع يعمل بالكامل بنظام طاقة متجددة خارج الشبكة، فإنه يُمكنه تجاوز شبكة الكهرباء الصينية التي تعتمد بشكل كبير على الفحم، ما يسمح له بإنتاج الأمونيا الخضراء ببصمة كربونية أقل من 0.5 كيلوغرامًا من مكافئ ثاني أكسيد الكربون لكل كيلوغرام من الأمونيا، بحسب ما نقلته منصة "هيدروجين إنسايت" (Hydrogen Insight).
وقد حصل المشروع على شهادة آي إس سي سي بلس (ISCC Plus)، ليصبح أول مشروع في العالم معتمد للأمونيا الخضراء مع بصمة غازات دفيئة مُوثَّقة.
بالإضافة إلى ذلك، حصلت الأمونيا الخضراء المُنتَجة على شهادة الأمونيا المتجددة، ما يؤكد سلامتها البيئية واعتمادها في مجال الاستدامة.
ووفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة، تخطط إنفيجن لزيادة إنتاجها في تشيفنغ إلى 1.5 مليون طن سنويًا بحلول عام 2028، وبحلول ذلك الوقت، تهدف إلى خفض سعر الأمونيا الخضراء لمنافسة الأمونيا الرمادية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- إنجاز أول عملية لتزويد السفن بوقود الأمونيا الخضراء، من الموقع الرسمي لشركة إنفيجن الصينية
- معلومات عن أول عملية لتزويد السفن بوقود الأمونيا الخضراء، من منصة "هيدروجين إنسايت"
- معلومات إضافية عن أكبر مشروع للهيدروجين الأخضر في العالم، من منصة "فيول سلز ووركس"
